رصدت "اخبار الحوادث" واقعه لا يمكن ان نراها سوي في افلام الرعب الخيالية التي نشاهدها وننبهر بها ونحن مقتنعون أنها محض خيال ، ولكن ماحدث في أرض عزيز عزت بإمبابة كانت حقيقة أغرب من الخيال. شاب كان في ضيافة الموت لمدة 8 ساعات ، وفجأة عاد النبض إلي قلبه من جديد ووقف علي قدميه لتتحول الصرخات والآهات الحزينةً الي زغاريد .. التفاصيل في السطور القادمة ..! بينما كانت "أخبار الحوادث " في جولة ميدانية بمنطقة إمبابة، وبالتحديد في منطقة أرض "عزيزعزت" الشهيرة بالجزيرة ، جذب انتباهنا تكدس من القمامه أمام مدخل أحد البلوكات درجات سلم تأخذ صخب الحياة من أعلي الارض الي اسفلها ، نعم الحياة تحت سطح الارض .. جنبا الي جنب مع مياه المجاري ، مع اشكال متنوعة من الحشرات التي تتخذ من هذا الوكر مملكة لها ، جنبا الي جنب مع الرطوبه والتهوية المنعدمه جنبا الي جنب مع المرض في حين يظل شبح الموت يخيم علي كل من بالمكان ، ينتظر ان تحين لحظة التنفيذ فيسلب أحدهم حياته . نفق مظلم أسفل عقار سكني ببلوك 21 .. ضوء النهار ذاته يعجز عن توضيح معالمه ، علي جانبي الممر من الداخل 20 غرفه لا تصلح أن يعيش بداخلها سوي الحشرات وليس البشر، ولكن الواقع الذي عايناه أكد لنا ان من يسكنون هذه الحفرة اللاآدميه بشر بالفعل ، 20 غرفه تحتوي كل واحدة منها علي أسرة تبدأ من فرد وحيد حتي أسرة مكتمله قد يصل عددها إلي 9 أفراد ينامون في غرفة واحدة ، ولكم أن تتخيلوا قسوة المعاناة في ذلك . جميع من في القبو يعتمدون علي دورة مياه واحدة تعتبر سبيل لكل من يمر بالشارع ، وعندما تخرج فتاه او سيدة الي دورة المياه ، يقف لها ابيها او اخيها او فرد من افراد اسرتها لتغطية مهمتها الانتحاريه خوفا ، من هجمة غير متوقعه من البلطجيه أو بائعي المخدرات ومتعاطيها، الذين يستخدمون أحيانا هذه الدوره لتناول جرعات المخدر بواسطة الحقن التي سجلتها عدسة " اخبار الحوادث " نعم انا معك عزيز القاري وانت تتسأءل ما علاقة كل هذا " التقرير التصويري " بواقعة العائد من الموت ؟! العلاقه هي ان هذا العائد من الموت هوشاب في الخامسه والعشرين من عمره ، وابن لرجل يعمل باليوميه ممن يسكون القبو ،، هو بدوره عامل باليومية . مجاري الانفاق يروي " سيد سنوسي " والد العائد من الموت يبلغ من العمر48 عاما يعمل باليوميه في مجزر تابع للوحدة المحليه بدائرة قسم الوراق ، كغيره من ساكني القبو، يتخد من احدي الغرف الكائنة بالقبو مسكنا له ولأبنائه الأربعة ، بينهم فتاة 21 سنة ، قرر تسكينها في سكن خارجي مستأجر، خوفا عليها من التعرض للاذي في هذا المكان الموحش الذي غادره شقيقها الاكبر محمولا في سيارة الاسعاف ونبضه متوقف بصورة كلية ، وعاد اليه من جديد علي ساقيه . ولكن بمرض القلب و" لخبطة" في الكلام . صباح يوم الواقعة كانت مياه المجاري أغرقت القبو ، كعادتها معهم تطفح من الشوارع لتصب في المكان الذي ينامون ويكملون راحة يومهم فيه ، وكان سكان القبو يحاولون دائما التصدي لمياه المجاري التي تعتبر عدوهم الاول داخل القبو، وعندما تتأخر البلدية في انقاذهم من المجاري يتولي كل منهم المشاركه في عملية تصفية المياه وطردها للخارج حاجة ساقعة وفي هذه المرة ، حضر موظفون تابعون لحي امبابه ، ومعهم ماكينة شفط ورفع المياه ، وتم تنصيبها بالفعل وبدات العمل في سحب المياه من القبو ، وكان يقف الي جوار موظفي الحي كل من "محمد" ووالده سيد سنوسي ، الذي قرر تقديم واجب الضيافه لموظفي الحي ، طالبا من " محمد " أن يحضر " حاجه ساقعه "وتلبية له قرر الابن النزول الي غرفتهم في القبو وما ان لامست قدميه ارض القبو الغارقة في مياه المجاري حتي وقف مكانه وبدأ ينتفض ، احدي الوصلات الكهربائيه التي تغذي ماكينة الرفع بالكهرباء تلامس الماء ، هرع والده والموظفين وقاموا بقطع التيار ، ولكن ابنه سقط علي الارض جثة هامدة ، حالة من الهرج والمرج والصراخ سادت المكان ، الاب احتضن نجله وسط دموع منهمرة لم يكن قادرا علي منع تدفقها ، ينادي عليه ويستصرخه ولكن الابن لا يجيب . الميت الحي حضرت سيارة الاسعاف وتم نقل الشاب الي مستشفي الموظفين القريب من محل سكنهم .. تم استقبال الحالة ولكن الاطباء قرروا أن نجله لن ينجو من هذا الحادث ، دقات قلبه منخفضه جدا والكهرباء تمكنت منه ، وعليهم الاستعداد لإجراءات ما بعد الوفاة . أيقن الأب واشقاؤه أنه مات بالفعل وأن الامر انتهي ، ظلوا علي قائمة الانتظار اكثر من ثمانية ساعة انتهت بمفاجأة ، وسط حالة البكاء التي كانت عليها الاسرة فجأة استيقظ الشاب ، وبدأ يصرخ صرخات متقطعة ينادي علي والده ، هرع الاطباء اليه ولم يصدقوا ما حدث ، كذبوا أعينهم حتي حضر مدير المستشفي لمتابعة الحالة .. وتحول الاب وابناؤه في حالة من السعادة بطعم دموع الفرح ، فعلا عاد نجله الي الحياة ولكن الحادث ترك بصمته بالتأكيد ، كانت الصدمة الكهربائية قوية لدرجة أنها أثرت علي طريقته في الكلام وتضاعفت باصابته بمرض في القلب . ولازال محمد ووالده في القبو ، بجانب شبح الموت الذي لا يبارح القبوفي انتظار ضحية جديدة .