كل عام والأمه الاسلامية بخير اعاد الله رمضان عليها بالسلام والمحبة والخيرات ... كلما تهل نفحات هذا الشهر الكريم وتملاء الدنيا بنورها تشتاق النفس للماضي الجميل وتسترجع زكريات أيام الوعى الأولى وأيام الصوم الأولى وما ارتبط به هذا الشهر الكريم من أحداث وذكريات تطفوا بنا على صفحاتها وتعيدنا إلى أيام البراءة والجمال الذى عاشت فيه مصر سنوات عديدة .. فمن منا لا يتذكر صوت سيد النقشبندى بعد انطلاق مدفع الافطار وتواشيحه التى ترتفع بالنفس إلى سماء الايمان ... من منا لم يتابع فوزاير رمضان لصاحبة الصوت المتميز الاعلامية أمال فهمى ومسلسل اذاعة الشرق الاوسط وما تميز به اختياراتهم للفنانين المؤدين لهذه المسلسلات ... من منا ينسى الشيخ سيد مكاوى والمسحراتى وكلمات فؤاد حداد التى ربطت بين واقع الانسان المصرى وتقليد جميل عاشه المصريين مع صوت المسحراتى ... من منا لم يتمن ان يسهر فى رحاب المشهد الحسينى ويتناول السحور هناك ثم يصلى الفجر ليعود سالماً لبيته ليبداء يوم جديد جميل من الصوم لرب العالمين . هذا ما تربينا عليه وهذه هى اخلاق أهلنا زمان فقد كان لا يخلوا منزل أى مصرى صغير أو كبير غنى أو فقير من ضيف على الافطار أى ضيف أو عابر سبيل فما بالك واليوم عابرى السبيل بالالاف والملايين ... من ينسى صورة موائد الرحمن التى نصبت لوجه الله بالفعل وشكل من يرتادها من أهل الحى وعابرى السبيل ومن ينسى الافطار الجماعى للشارع ... حين يشارك أهل الشارع فى افطار جماعى ينضم له الجميع ... ومن ينسى صوت المؤذن يدعوا لصلاة التراويح ويتسابق الشباب والشيوخ والاطفال لتنظيم الصفوف التى تمتد خارج المساجد وتملاء الطرقات . عادت لنا هذه الأيام وعاد لنا شهر كريم يحتفل به كل منا بطريقته ... حتى وان كان بأقل الامكانيات ولكن هذا الشهر يدخل كل بيت ببركاته ومظاهره الجميلة التى تملاء البيوت بالسعادة والفرح من أصغر طفل لأكبر رجل ... ورمضان هذا العام له من الفرحة والبهجة ما لم يتوفر لشهور قبله فهو رمضان الحرية ورمضان الكرامة ورمضان الخلاص ورمضان العمل ... فهو أول رمضان بعد أن نال الشعب كامل حريته وتخلص من كوابيس الماضى ومنتفعى الحاضر واختار بنفسه أول رئيس من الشعب لا يدين بالفضل الا لصاحب الفضل لله رب العالمين . واجبنا نحن كل المصريين ان نعيد لرمضان حياته وشعائرة وعاداته التى قاربت على الزوال وسط متاعب الحياة ولنجعل الناس تشعر بأن رمضان هذا العام رمضان خاص فى كل شيء فلنعيد قيم التراحم والتواصل بيننا ولتعود البسمة للشارع المصرى وليراعى تجارنا الأعزاء ظروف جيوب الشعب المصرى ويرحموا قلة الموارد ويخففوا من الأعباء التى افتعلوها بجشع بعضهم وبافتعال أزمات وظروف خارجية ليس للمواطن المصرى دخل بها . رمضان كريم على كل أهلنا فى جنوب الوادى وشماله وللترابط الأيدى والقلوب على هدف واحد هو حب مصر ولنهب صيامنا وثوابه هذا العام لمصر ولصالح أهل مصر فلعلنا ننجح فى اعادة رمضان الذى افتقدناه وسط صرخات المتظاهرين وعويل المتباكين على ضياع مصالحهم ... وليحتضن كل منا ابن شهيد أو يحن على زوجة أو أم وليشعرها بأن رمضان هذا العام هو رمضان الشهداء .. من ضحوا بحياتهم لكى ننعم بلحظات السلام والأمن التى نشعر بها الأن .... رمضان كريم .