لا ينكر احد ان الكرم صفة من اجمل الصفات التي يمكن ان يتصف بها انسان ولكن اذا زاد عن حده اصبح اسرافا وتبذيرا ولا يختلف اثنان علي ان الشجاعة صفة محموده تزين رأس من يتحلي بها ولكن اذا تجاوزت حدود العقل والمنطق صارت حماقة وتهورا هذه المقدمة لابد منها عندما نتحدث عن الديموقراطية الناقصة التي نعيشها هذه الايام فمع تسليمنا الكامل ان الديموقراطية هي اكسير الحياة لكل الشعوب الا ان ما نراه علي الساحة المصرية هذه الايام يمثل اسوأ تطبيق للديموقراطية..فكيف نجري استفتاءا ديموقراطيا حول التعديلات الدستورية وتوافق عليها الاغلبية بنسبة تتجاوز 70% ثم تعود الاقلية وتحاول فرض ارادتها علي الاغلبية وتشترط وضع دستور كامل جديد قبل اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في التفاف واضح وفاجر علي رغبة الاغلبية التي اعلنتها صناديق الاقتراع! كيف ينادي الاخوان المسلمين بالديموقراطية التي حرمتهم منها جميع الانظمة الحاكمة ثم يصادرون حق القيادي الاخواني عبد المنعم ابو الفتوح في الترشح لرئاسة الجمهورية بكل ديكتاتورية وتعنت! كيف يتشدق السلفيون بأنهم يسيرون علي نهج السلف الصالح وما يتضمنه من مبدأ الشوري الذي يعد اول نظام ديموقراطي تشهده البشرية ثم يكفرون كل من يختلف معهم حتي وصل بهم الحال الي اعتباران الاختلاف مع المجلس العسكري كالارتداد عن الاسلام.. هل يعقل هذا؟! وايضا..كيف يطالب الاقباط بالديموقراطية والمساواة مع المسلمبن في الحقوق واولها القانون الموحد لدور العبادة ثم يعودون لرفض بعض الفقرات التي تجعل الكنائس خاضعة للاوقاف شأنها شأن المساجد..لماذا التمييز وهم يصرخون من اجل المساواة! لا يا سادة ..ليست هذه هي الديموقراطية التي ثارالشعب من اجلها ..ليست هذه هي الحرية التي طالبنا بها..ليست هذه هي الكرامة التي حاربنا لاستعادتها من مغتصبيها الديموقراطية التي حصلنا عليها مازالت منقوصة والخطأ فينا نحن هذه المرة لاننا حصلنا علي الديموقراطية ولكننا اخطأنا في تطبيقها ولم نتقبل اونرتضي نتائجها..كل منا يريد الديموقراطية التي تخدم مصالحه واغراضه واذا تعارضت الديموقراطية مع المصالح فلتذهب الديموقراطية الي الجحيم وتعيش المصالح الديموقراطية التي نعيشها حاليا ديموقراطية عرجاء تسير علي ساق واحدة فتسير خطوة ثم تتعثر وتسقط علي وجهها وبهذه الطريقة لن تصل ابدا لخط النهاية ..بل ربما تموت من عنف السقطات المتتالية ووقتها سنندم جميعا علي الفرصة التاريخية التي حصلنا عليها بدماء زهرة شبابنا ..ووقتها فقط سيشعر هؤلاء الشهداء بأن دماءهم الزكية ذهبت سدي!