بقلم احمد الهادي انها كلمة كثيرا ما حلمنا بها بداخلنا ولم نعرفها الا عن عن طريق الكتب والقصص فكانا نراها هي الديموقراطية وحدها تبني شعوبا وتصنع امجادا وتجعل من بلاد لم يتجاوز عمرها جزء علي مائة من عمرنا اسيادا للعالم لانهم عرفوا قدر الديموقراطية وادركوا من بداية الامر انها درع وسيف لمن لا درع وسيف له حتي يصنعهم بنفسه . ونحن كنا نعيش بها ولكن نعيش علي لفظ مجرد في خيالنا نمنع ان نمارسها ولو حتي بداخلنا علي اقل تقدير حتي تناسي بعضنا الديموقراطية ديموقراطية الحق وليس الديموقراطية التي تنطلق من مبدا الحرمان فالفكر في اندفاعه لا يمكن ان يقارن باندفاع المحروم ابدا وهذا الذي لا اتمناه ان يحدث فيما قادم. فالديموقراطية حقا اكبر كثيرا من لفظ مجرد انها اسلوب حياة ومنهج ووسيلة فهي في بناؤها تمثل السلم الذي تستطيع التنقل به الي جميع الادوار أي نعم سنعاني كثيرا اثناء صعود هذا السلم ولكن هذا هو الانجاز ولا ياتي شئ بدون عمل فالديموقراطية ليست الا وسيلة في ايدينا نستخدمها لتحقيق مطالبنا وطموحاتنا . وعلي الرغم من ان هذه الديموقراطية سلم الي المجد و التقدم والعلو فما اسهل نزول هذا السلم بدفعة واحدة من أي فاسد وحاقد او مريض باي مرض حتي لو ان هذا المرض متلازمة سكتهولم الذي من الممكن المريض به ان يدفعك ويبكي بعد ذلك علي ما فعله ولكنه في وقتها من الاجدر به ان يدفع بنفسه ويلحق نفسه بك لانه لا يستحق الحياة بعدها لانه سيكون دمر اجيال وليس جيله بهذا التخلف الفكري الذي يظن ان الديموقراطية حرب من الغرب علينا حتي نتخلي عن قيمنا ومبادئنا . وما الحل اذن ؟ الحل هو تامين بناء هذا السلم فلابد ان تتخلص من أي شئ من الممكن ان يدفعك الدفعة التي تظنها بسيطة ولكنها ستجعلك تسقط بعد علو ولن تشعر بها الا وانت في الاسفل وبعدها يردد اعداء الديموقراطية شعارتهم للفئة البسيطة من الشعب ويقولون لهم هذه هي الديموقراطية اتريدونها ام تريدونننا وسيختاروهم بالتاكيد ظانيين انهم هم الامان والاستقرار وسيفرطوا عندها في انسانيتهم لانهم بعدها سيصبحوا كالاغنام التي اتفق الراعي والذئب عليها. وقبل تطبيق الديموقراطية فهناك ما هو اهم من تطبيقها وهو الشعور بها والاحساس بمكنوناتها حتي اذا كانت نهايتها سيكون شئ غير مرغوب فيه بالنسبة لك فيجب ان تحترمها وتحترم راي الاغلبية أي كان . فانني عندما نزلت في الاستفتاء علي الدستور قولت لا وكنت اعلم تمام العلم ان النتيجة ستخرج بنعم ولكني كنت سعيدا بالديموقراطية حتي وان تبين لمن قال نعم الان ما هي النتائج الخطيرة التي سنواجهها ؛ واعلم ايضا انني عندما ساذهب لادلي بصوتي في انتخابات الرئاسة القادمة ساعطيها لمرشح اعلم انه سيخسر ولكنني ساسعد وقتها ايضا بالديموقراطية فمهما كانت نتائج الديموقراطية ساكون سعيدا لاني اعلم ان الديموقراطية ستجع العقول تتفتح وانا كانت معظمها مغلقة هذه الايام لا اعلم لاعمال صيانة ام بسبب ازمة السولار ولكني اثق انها ستتفتح وستنضج وستسطتيع التمييز فكما ذكرت سلم الديموقراطية متدرج وانا لا اطلب من الناس ان يقفزوا علي هذا السلم فما يحدث امر منطقي ومقبول جدا . وفي النهاية احب ان اوجه كلامي الي هؤلاء الاخوة المحترمينن من اعضاء الحزب اللاديموقراطي السابق واقول لهم هناك مثل مصري قديم يتحدث عن الحياء فمن الحياء ان تجعلوا في وجوهكم قطرة من الدماء واتركوا الحوار الوطني لمن يشعر بالوطنية والديموقراطية فانتم كان امامك عقودا من الزمان لعمل الملاين من الحوارات ولكنكم لم تفعلوا ونحن لا نرضي بكم ان تشاركوا في حوارنا الوطني لانه لا مكان بيننا لمن يعكر صفونا وستبقي الديموقراطية درعي وسيفي ولنا افرط فيهما ابدا .