لا احد يستطيع ان ينكر ان جماعة "انصار بيت المقدس" اصبحت تتصدر المشهد الان، بشكل مفزع وخطير، خاصة بعد ان نجحت تلك الجماعة في التخطيط وإرتكاب العديد من الوقائع الإرهابية، التي استشهد على اثرها العشرات، فى الفترة التى تلك خلع الدكتور محمد مرسى من رئاسة الجمهورية. في تاريخ تلك الجماعة الإرهابية الكثير من السطور المكتوبة بدم الابرياء، فهم يقسمون ويتودعون اليهود، ويؤكدون ان القدس غايتهم، وانهم يحتشدون دائماً من اجل نصرة الدين، والدفاع عن فلطسين المحتل المجروح، لكن فعلياً فهم يفعلون عكس ما يقولون، والدليل ان اجسادهم لا تنفجر الا فى اجساد بنى اوطانهم، وان العمليات العدائية التى يرتكبوها، اصبحت تتخذ مصر فى كثير من الاحيان موطناً لها. ويبقى ان نؤكد انه لولا القوات المسلحة، ووزارة الداخلية بعد الخالق، لكان هؤلاء الارهابين تمكنوا من إسقاط الدولة، وتدير مؤسساتها، وتمزيق شعبها الذكى، والدليل ان عملياتهم دائماً تستهدف الامن قبل المواطن العادى، تحت خطة إسقاط من يحمون البلاد، للفوز بالعباد. 24 ساعة! وحتى نكشف مؤامرات تلك الجماعة، كان علينا ان نبدأ من اخر تلك الاحداث التى إرتكبوها، فحسب ما اكدته العديد من المصادر الامنية، التى تواصلت معه "اخبار الحوادث" ، فإن تلك الجماعة كانت تضع خطة هدفها إسقاط الامن، وتدمير البلاد، قبل البدء فى إحتفالات يناير بحوالى اربعة وعشرين ساعة، الا ان قدرات الامن التى تماسكت بشكل سريع، وتمكنت من توجية العديد من الضربات الاستباقية والسريعة، حالت من دون تحقيق هذا المخطط. وكانت تلك البداية عندما هاجم بعض الارهابيين قوة كمين محافظة بنى سويف، وامطرتهم بالطلقات الالية الغادرة، لتسقط منهم خمسة شهداء فى الحال، وتابعت تلك الجماعة مخططتها فى اليوم التالى، عندما إستيقظ المصريين على حادث تفجير مديرية امن القاهرة. فحسب المعلومات التى حصل عليها الامن فور الحادث، الذى اعلنت جماعة بيت المقدس مسئوليتها عنه، ان الجريمة تم إرتكابها بسيارة "دوبل كابينة" نصف نقل، مبلغ بسرقتها من شركة الكعرباء منذ فترة، قاموا بترك تلك السيارة امام مديرية الامن، ثم اسقلوا سيارة اخرى ماركة لانسر، لينطلقوا بها الى طريق مصر السويس الصحراوى، وتنفجر السيارة بعد دقيقتين فقط، وليتمكن رجال الشرطة من القبض على العديد من تك العناصر الإجرامية، اثناء إختبائهم فى شقتين فى منطقة مدينة نصر، بالإشتراك مع عناصر تابعة لجهاز الامن الوطنى، والمباحث الجنائية. خطة إسقاط الامن خلال الاربعة وعشرين ساعة، لم تكن تنجح بضرب مديري امن واحدة، وانما ايضاً بالقيام بعدة عمليات إرهابية فى توقيتات متزامنة، من اجل بث الرعب والخوف فى قلوب رجال الشرطة، والمواطنين على حد سواء، حتى لا يقوم الامن بمتابعة واجبة الوطنى بحماية المواطنين، وحتى يخشى المواطنين النزول الى الشوارع للإحتفال فى الخامس والعشرين من يناير، الا ان رجال الامن تمكنوا من احباط العديد من حوادث التفجير الاخرى، والتى كان من بينهما فك قنبلتين فى محطة مترو البحوث، بعد ان انفجرت اخرى خارج المحطة، كما تمكن الامن من التماسك واحباط عمليات تفجيرية اخرى بعد ان تمكنوا من ضرب قنبلة سينما شارع الهرم، واخرى بالقرب من نقطة العمرانية، وليتمكن الامن هو الاخر من العثور على عدة قنابل اخرى وتفكيكها قبل انفجارها، كما تمكن الامن من القبض على حوالى 16 من تنظيم هذه الجماعة، اغلبها كان فى مناطق كرداسة، وتشير المعلومات الاولية ان اغلبهم افرج عنهم من السجن بقرارات من الرئيس المعزول محمد مرسى. بيانات فشنك! وعلى طريقة "اللى بيعمل ما بيقولش والعكس"، إتخذت الجماعة تلك الخطة منذ فترة ليست بطويلة، خاصة وإنها اصدرت بيانات اعتبرها الامن "فشنك" بعد ان فشلت فى تحقيق مرادها، اولها عندما اصدرت جماعة انصار بيت المقدس حذروا فيه قيادات الجيش والشرطة، فى حال قيامهم بتأمين الإستفتاء، وخروج النتيجة بنعم، وهو ما حدث فعلاً الى انهم لم يتمكنوا من الإنتقام بالطريقة التى اشاروا عليها فى البيان، ايضا التهديد الثانى للمصرين بأنهم سيكونوا فى امامن فى حالة عدم خروجهم للإحتفال بالخالمس والعشرين من يناير، وخرج المصريين بالفعل، رغم عن تلك التهديدات التى اطلقتها الجماعة، ورغم عن العمليات الإرهابية التى ارتكبوها. لكن على العكس، كانت الجماعة تقوم بالإعلان عن مسئوليتها جراء بعض الاعمال الإرهابية، لكن بعد حدوثها، والامثلة كثيرة وبدأت بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير. سجلهم الاسود! ولانصار بيت المقدس، سجل اسود من الجرائم الإرهابية فى مصر، وكانت اولى عملياتهم هو تفجير خط الغاز المصرى الى اسرائيل والاردن ايضا، والمثير انها لم تكن عمليات واحدة، وانما سلسلة من العمليات التفجيرية، التى اعترفت الجماعة بإرتكابها ببثها تسجيل مصور على موقع "اليوتيوب" ، وذلك فى اواخر يوليو من عام 2012. ايضاً محاولة إغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، وذلك فى الخامس من سبتمبر من العام الماضى، والتى اسفرت عن إصابة عدد كبير من طاقم حرس الوزير، والمواطنين الذين تصادف وجودهم بالقرب من موقع الحادث. وكان من أخطر واقذر تلك العمليات التى إرتكبتها تلك الجماعة الإرهابية، هو حادث إغتيال 25 من مجندى الامن المركزى، فى كمين نصبه له افراد الجماعة فى 19 اغسطس من العام الماضى، والذى عرف إعلامياً بحادث مذبحة رفح الثانية، والتى اتشح المصرين وقتها بالسواد نظراً لبشاعة هذا العمال الإجرامى، الذى ارتكب ضد مجندين اوشكوا على الانتهاء من خدمتهم العسكرية. ايضأ كان من ضمن عملياتهم الإرهابية، الهجوم بسيارة مفخخة على مديرية امن جنوبسيناء، وذلك فى السابع من اكتوبر من العام الماضى، بالإضافة الى تفجير مبنىلا المخابرات الحربية فى الإسماعلية، وذلك فى التاسع عشر من اكتوبر من العام الماضى، والتى راح ضحيته حوالى ثلاثة من المجندين، خلافاً عن الإصابات التى لحقت باخرين. كما تبنيت تلك الجماعة حادث إغتيال المقدم محمد مبروك، مسئول ملف التطرف الدينى داخل جهاز الامن الوطنى، والذى كان يتولى التحقيق فى العديد من القضايا الهامة، التى تتعلق بالرئيس المعزول، والتى تضمن قضية التخابر، وهروبه من السجن ليلة الثامن والعشرين من يناير، واشارت جماعة انصار بيت المقدس حينها، ان الهدف من اغتيال ضابط الامن الوطنى، هو فك اسر ما سموه بالحرائر. عمليات ناجحة! الا ان فور كل جريمة ترتكبها تلك الجماعة، تتمكن سواء قوات الجيش او الشرطة، من تعقبهم وإلقاء القبض على عناصرها، بل انه تم القبض على عدد منهم فى عمليات اخرى إستباقية، وحسب ما اشرنا من قبل بإنه تم القبض على 16 منهم من المتورطين فى حادث تفجير مديرية امن القاهرة، اثناء إختبائهم داخل شقتين فى مدينة نصر، ايضاً على حوالى 20 اخرين من المتورطين فى احداث التفجيرات التى حدثت يوم 24 يناير الماضى فى الجيزة، كما تم القبض من قبل على ابراهيم محمد فريج سلامة حمدان ابو عيطة والشهير بأبو هصيب، وذلك فى احدى العمليات العسكرية فى شمال سيناء.