رغم ميل بعض الرجال إلي الخيانة، إلا أن عدداً كبيراً منهم يميل بالفعل إلى الاستقرار في العلاقة الزوجية وينشغلون بتربية أطفالهم. وأوضح الباحثون أن السر وراء ذلك هو الأوكسيتوسين، وهو هرمون يفرزه الجسم أثناء ممارسة الجنس والإشارات الحميمة الأخرى مثل المعانقة أو تشابك الأيدي. وقد ثبت أن الأوكسيتوسين يؤدي لتعزيز الروابط الاجتماعية في الثدييات الأخرى. ووجد الباحثون أن هذا الهرمون يبدو أنه يؤدي لتعزيز انجذاب الرجال لشريكاتهم حتى عندما يرون صور نساء أخريات. ففي إحدى الدراسات، تلقى 20 من الرجال الذين كانوا منخرطين في علاقات لمدة 28 شهراً في المتوسط إما رذاذاً يحتوي على هرمون الأوكسيتوسين أو رذاذاً يحتوي على دواء وهمي. في الاختبار الأول، نظر الرجال إلى صور شريكات حياتهم، أو صور نساء لم يلتقوا بهن قط، أو صور لأحد المنازل. كانت صور النساء متطابقة بحيث لم تكن أياً منهن أكثر جاذبية من غيرها. وفي الاختبار الثاني، نظر الرجال إلى صور شريكات حياتهم أو إلى صور نساء يعرفونهن لكن لا تربطهم بهن أية علاقة. ثم قام الرجال بتصنيف الانجذاب الذي شعروا به ناحية الوجوه المختلفة. قيّم الرجال باستمرار شريكات حياتهم بأنهن أكثر جاذبية وإثارة مقارنة بالنساء الأخريات. وفي معظم الحالات، عزز رذاذ الأوكسيتوسين من هذا التأثير مقارنة بالدواء الوهمي. ولكن ما أدهش الباحثين حقاً كان ما حدث داخل أدمغة الرجال. فتحت تأثير الأوكسيتوسين، عندما رأى الرجال وجوه زوجاتهم أضاءت منطقتان في الدماغ هما المسئولتان عن مشاعر السرور. ولكن حين رأوا النساء الأخريات كان لذلك تأثير عكسي، هدأت مشاعر السرور. وقال خبير لم يشترك في الدراسة أن هذه النتائج تشير إلى أن الأزواج الذين يحافظون على مستوى عال من الحميمية في علاقاتهم يمكنهم الحفاظ على روابط أقوى. وقال لاري يونج وهو أستاذ الطب النفسي في جامعة إيموري في أتلانتا "عندما تصبح أكثر حميمة في البداية، يفرز جسمك كميات كبيرة من الدوبامين والأوكسيتوسين". ولاحظ يونج أنه مع مرور الوقت - حين يصبح الأزواج أقل حميمية - يمكن أن تبلى الروابط. ولكن الأنشطة التي تؤدي لإفراز الأوكسيتوسين، مثل النظر إلى عيني الطرف الآخر، والإمساك بيديه، وتقبيله وممارسة الجنس معه، قد تساعد على استعادة الارتباط. وتابع "بالنسبة لي، فإن ذلك يشير إلى أن هذه قد تكون وسيلة للمساعدة على منع ضعف الروابط الذي قد يقود الأزواج إلى الانفصال".