دائرة البحث تشمل جيران وآقارب الاسئلة حائرة.. ومثيرة .. لماذا هذا الانتقام.. هي لأنه القتيل سلفي.. أم أن هناك اسباب اخري؟! مبدأ الجريمة الغامضة عادة ما يكون من أصعب الجرائم أمام ضباط البحث الجنائي خاصة وان كان المجني عليهم من أصحاب العلاقات المحترمة والتي لا ترتبط بأي نوع من أنواع العداءات مع اي شخص وهو ما يجعل رحلة البحث عن المتهم طويلة إلي حد ما نفس هذا المبدأ من الممكن ان نطبقه علي هذه الجريمة المثيرة التي وقعت إحداثها بصورة بشعة داخل شارع الشهيد أحمد حمدي بمنطقة فيصل المكتظة السكان بعد العثور علي جثة داعية إسلامية سلفي مذبوح داخل شقته وبجواره زوجته عاريا الجسد ومقتولة بنفس الطريقة.. الاشبع في هذه الجريمة ان لقتيل قعيد لا يتحرك من مكانه ويأتي إليه مريديه من كل مكان للاستفادة من علمه ومكانته الدينية التي وصل إليه رغم صغر سنه.. مباحث الجيزة فور وصول البلاغ إليها بدأت تحرياتها الموسعة. بعد تشكيل فريق من ضباط المباحث الجنائية للوصول إلي الجاني.. أخبار الحوادث ايضا كانت داخل موقع الحادث لحظة وقوعه سجلنا بالكلمة والصورة التفاصيل الكاملة للجريمة البشعة التي هزت مشاعر محافظة الجيزة مسلميها ومسيحيها الدين شاركوا في جنازة الشيخ أحمد عامر وزوجته. هنا داخل شاعر الشهيد أحمد حمدي بنطقة فيصل الجو يكاد مملوء بالحزن من كل المتواجدين.. مسلمين ومسيحيين الكل يقف أسفل منزل الشيخ أحمد عامر الداعية الإسلامي الشهير الذي لاقي شهرة واسعة رغم ان عمرة لم يتجاوز الثلاثين والذي تم العثور عليه مقتولة وبجواره زوجته بصورة وحشيه هزت مشاعر الجميع الجو العام داخل المكان ينذر بحاله من الشؤم والحزن إلا أن خليه من ضباط مباحث الجيزة تعمل داخل المكان تحت اشراف اللواء كمال الدالي مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة والعميدان فايز اباظة مدير المباحث الجنائية وجمعة توفيق رئيس مباحث قطاع جنوبالجيزة ومجموعة من الضباط هم الذين بعثوا بارقة من الامل جعلت معظم المتواجدين يشعرا بالتفاؤل نوعا ما. القاتل شيطان كنا داخل شارع الشهيد أحمد حمدي بمنطقة كعابيش وأول من التقينا به هو الشيخ شعبان وهو من أقدم السكان بالشارع وبعد أن عرفنا بأنفسنا أنا وزميلي المصور حمدي عبدالممنعم فوجئنا به يجهش بالبكاء وهو يقول »كان ونعم الناس.. لم نعلم عنه إلا كل الخير الذي كان يشع من وجهة كثيرا ما كنا نصعد إليه بمنزل والده الحاج محمود الرجل التقي الذي لا يتوان ايضا عن خدمه ابناء منطقته في اي مناسبة سعيدة أم حزينة ويوضح الحاج شعبان حديثه وان المجني عليه الشيخ أحمد عامر كان من المتفوقين في علم تفسير القرآن الكريم وله مريدين من كل مكان ومنذ أن كان عمرة لم يتعد الخامسة عشر وهي هبه من الله سبحانه وتعالي اختصه بها ومن اجل ذلك بدأت شهرته تتسع حتي ان معظم من لهم مشاكل او فتاوي كانوا يأتون إليه من كل المحافظات المختلفة من الشمال الي الجنوب وكانت لتفاوي التي كان يأخذ رأي أهل العلم فيها من كبار مشايخ السلفية تلاقي القبول والاستحسان بعد الرجوع إلي كتاب الله وسنته وهو ما جعل شهرته تزيد في الانتشار.. ويؤكد الشيخ شعبان ان الجريمة البشعة التي وقعت بهذه الصورة ليس من الممكن ان يكون مرتكبها انسان بعد الطريقة الوحشية التي قام بها فانا كنت أول المتواجدين في مكان الجريمة وشاهدت الشيخ أحمد رحمه الله عليه وهو ملقي علي الارض وبه طعنه واحدة بالرقبة أذت إلي الذبح القطعي بينما الكرسي المتحرك الذي كان يجلس عليه في غرفة النوم وبجواره زوجته وهي عاريا الجسد تماما وملصق علي فمها لاصق منع خروج صوتها وقت ارتكاب الجريمة وأشارت بعض التكهنات التي رصدها المعمل الجنائي في المعاينة المبدئية أن الزوجة تعرضت لاغتصاب وحشي من القاتل مرتكب الجريمة وتركنا الشيخ شعبان لياتي عمه الحاج طه وهو مؤسس الجمعية الخيرية الشرعية بالمنطقة والذي غلبته الدموع وهو يتحدث إلينا علي مقتل ابن اخيه وزوجته.. جلس إلي جوارنا وهو يقول: شريط من الذكريات يدور براسي الآن.. اتذكر أيام ان تمت خطبة ابن اخي والذي افتخر به في المنطقة وكان الفرح الإسلامي الذي اقيم في احد المساجد بفيصل وحضر كل المشايخ السلفيين كذلك اخوانا المسيحيين الذين ارتبطوا بعلاقة صداقة قوية مع الشيخ أحمد عامر بحكم علاقته الطيبة معهم وعلاقتهم به.. ويصمت الحاج طه قليلا ثم يعاود حديثه.. ان لا استطيع ان أصدق ما حدث إلي الآن.. انها جريمة مدبرة.. نعم مدبرة ولا استبعد ان يكون هناك فكرة من جماعات متطرفة هدفها الوقيعة من المسلمين والمسيحيين وبحكم ان العدد متقارب هنا بيننا ولكن الذي لا يعلمه مرتكب هذه الجريمة اذا كان لديه هذا الفكر المتطرف اننا ايد واحدة وهنا ولا احد يستطيع ان يوقع بيننا اخوة نعيش ونأكل ونشرب مع بعض والدليل علي ذلك ان المسيحيين هم الذين داخلوا المسجد وحملوا نعش القتيلين إلي المقابر. آخر من دخلت منزله الأستاذ سيد وهو من أصدقاء القتيل المقربين الذي يقول انه شاهد القتيل اخر مرة يوم الجمعة الساعة الثالثة عصرا.. صعد إلي شقته وجلس معه قليلا وتحدثا في بعض الامور الدينية بعد ان اخذ منه الفتوج في موضوع خاص رجع فيه إلي كتاب السنة واتصل بالشيخ محمد حسان لاخذ رأية وانصرفت من المنزل وحتي اكتشفت الجريمة التي صعقت من طريقة ارتكابها. ويأتي الحاج عمران احمد عمران ابن شقيق الشيخ القتيل يتحدث وانه لا يتخيل ما حدث للشيخ الذي يعتبره قيمه في العلم رغم صغر سنه الا انه نال الشهيرة الواسعة من خلال علمه الذي تميز به عن غيره وجعل الكبير قبل الصغير يتجه إليه. سيناريو الجريمة وعن كيفية اكتشاف الجريمة والسيناريو المتوقع لها بعد ان اجتمع ضباط المباحث برئاسة اللواء كمال الدالي مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة بدأت المعلومات تتوافر امام العميد رشاد نجم وكيل مباحث الجيزة لقطاع النفس والمقدم ضياء رفعت رئيس مجموعة القتل والرائد محمد الصغير معاون مباحث الهرم بان القاتل من الممكن ان يكون شخصان وليس شخص واحد وهذا يرجع إلي أن هناك علاقة مميزة بين الزوجان او سيم معين بان عندما المنزل وهذا يدل حسب التحريات التي وصل إليها ضباط المباحث ان القاتل سواء كان شخص ام اثنان دخلال الباب دون مقاومة اي بالمفتاح وارتكبا جريمتهم بقتل الزوج اولا وانتظوا زوجته حتي وصلت ودقت جرس الباب حينما فشلت في العثور علي المفتاح في المكان الذي وضعته فيه ودخلت الشقة وتم ارتكابا الجريمة بنفس الأسلوب الأول لمقتل زوجها وان كان هذا يدل علي ان مرتكب الجريمة من أجل الانتقام الأعمي وليس لاي شيء اخر مثل السرقة مثل حيث ان القتيل لا يملك اموال داخل منزله فقط كان يملك 051 جنيه وتم العثور عليها في نفس المكان التي وضعت فيه ايضا هناك خيط رابع بدا ضباط المباحث في السير فيه وهو ان القاتل اغتصب الزوجة وهذا حسب التقرير المبدئي الذي قام به المعمل الجنائي وتم احالته إلي مصلحة الطب الشرعي وكن دائرة البحث لم تخل من أقارب المجني عليه وتلاميذ وجيرانه. ويبقي لنا ان نشير ان الجريمة تمت بمنتهي الدقة وكان مرتب لها من وقت حيث ان ا لمجني عليه من طبيعته لا يفتح الباب إلي اي شخص ايا كان الا اذا كان يعلمه جيدا ورغم ان الكثير يتردد عليه من كبار وصغار لاستفادة بعلمه في الغالب الاعم لا يفتح الباب لاي حد وهو مايجعل مكان الشك مفتوح ان »السيم« الذي كان بينه وبين زوجته تم اكتشافه من قبل اشخاص اخريين وتم استخدامه لارتكاب الجريمة وهو الاعتقاد المتوقع.. ويبقي تحريات ضباط المباحث قائما للوصول إلي القاتل أو القتلة في جريمة بشعة وغامضة في نفس الوقت.