المساحات غير المسبوقة لحرية الرأي والتعبير والصحافة علامة من علامات التقدم في المجتمع المصري. ولكن مايحدث من مزايدات من أقلام واصوات لاستغلال احاديث او ما قيل في اجتماعات وتأويله بما يضر المصلحة العامة هو شيء يضر بالأساس بالديمقراطية التي أتيحت لنا. واصطياد الأقلام الصحفية لأقوال بعض الشخصيات وتغليفها بالفاظ ومعان ظاهرها النقد غير البناء وتتخفي في عباءة الديمقراطية وباطنها سوء النية التي يمكن ان تكون نتيجتها الفوضي وإثارة الجماهير وهذا ماحدث في »حديث الرصاص«. حيث كان في اجتماع لجنتي حقوق الإنسان والدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب ان طالب ثلاثة من النواب بالتعامل مع المظاهرات التي تحدث في الشارع المصري بشدة والكف عن اللين الذي يتبعه رجال الأمن. وقيل ان أحد النواب طالب باستعمال الرصاص ضد المظاهرات وتم وصفهم بالخارجين علي القانون. ورغم ان اجتماعات هذه اللجنة غير مسموح فيها بوجود كاميرات تصوير أو وجود تسجيلات مع الصحفيين إلا انه ظهرت تأويلات كثيرة لم يثبت صحتها. وظهر نواب الشعب المتهمين بهذه الكلمات في الفضائيات وصرحوا بان ماقالوه لم يكن بهذا المعني القاسي وتم تفسير كلماته بمعان فيها سوء القصد والنية. وهنا نقول ان مايحدث من استغلال مساحة الحرية في التعبير بشكل خاطئ.. وسوء النية هنا هو الباطن المؤلم لما يروونه وهو إثارة المواطنين ضد رجال الأمن وبث العداوة من الشعب تجاه رجل الشرطة واذكاء الفتنة وفقد الثقة في رجال الأمن الشرفاء والتربص بهم. وهنا ايضا نقول ان المظاهرات هي نتيحة التفاعل والحراك المجتمعي الذي نعيشه وعلامة صحية من علامات الديمقراطية .. هي مظاهرات سلمية وتواجد رجال الشرطة في أماكن التظاهرات هو لحمايتهم وحماية الآخرين وممتلكاتهم.. ولم تتعامل الشرطة معهم بأي اسلوب قاس أو مخل. فرجال الشرطة الشرفاء يقدمون أرواحهم طواعية لحمايتنا من مخاطر كثيرة وخير دليل علي ذلك الشهداء الذين يتساقطون من ضباط وجنود علي فترات متقاربة جداً. ان مايحدث من الأقلام المغرضة إساءة لرجال الأمن وللمواطنين.. فالشرطة هي الدرع الحامية والواقية للشعب هي التي كان يطلق عليها حامية الجبهة الداخلية في سنوات عجاف عاشتها مصر بعد هزيمة 76 وحتي انتصار اكتوبر 3791. والشرطة لها صور قيمة كثيرة في التعامل مع المواطنين.. وآخر صورها ماحدث منذ أيام قليلة ببني سويف حيث أمطر اكثر من ألف مواطن مركز الشرطة هناك بالحجارة وأصابوا الضباط والجنود.. ولم يستغل رجال الشرطة الحادث في استعمال السلاح دفاعا عن انفسهم. لابد ان يكون هناك تقدير لدور الشرطة لتعاملها في إطار من الحكمة وضبط النفس. وأخيراً.. كلنا نرحب بالمساحات المسبوقة لحرية الرأي والتعبير طالما هناك إلتزام باحكام الدستور والقانون وتوخي سلامة القصد ومصلحة الوطن.