الثالث من يوليو ظل قادة الاخوان يرددون: مرسي عائد الي الحكم، وكانوا يحددون تواريخ لعودته.. لكن مرت الايام حتي فاقت الآن مائة وخمسة عشر يوما ولم يعد مرسي الي مقره الرئاسي او حتي الي منزله، انما ستبدأ محاكمته غدا.. وهذه المحاكمة لن تكون المحاكمة الوحيدة التي تنتظره، لأن النيابة تحقق في قضايا أخري تلاحقه فيها اتهامات غير التحريض علي قتل المتظاهرين. وعندما ستبدأ بعد ساعات محاكمة مرسي ستكون أولي خطط الاخوان التي أعدوها مؤخرا قد أخفقت.. فهم راهنوا كثيرا علي منع هذه المحاكمة اعتمادا علي التدخل الاجنبي والضغوط الامريكية، واثارة الفوضي والاضطراب وممارسة العنف في الداخل، مع تنشيط العمليات الارهابية للجماعات الجهادية والتكفيرية والمتطرفة التي تحالفوا معها لان محاكمة مرسي هي محاكمة لهم جميعا ولجماعتهم التي سعت لفرض حكم استبدادي وفاشي علي المصريين. ولذلك ما أن تبدأ محاكمة مرسي التي تنتظرها جموع المصريين بعد ساعات قليلة حتي يشرع الاخوان بتركيز أكبر في تنفيذ خططهم الاخري التي تستهدف مناهضة وافشال الجهود التي نبذلها لبناء دولتنا العصرية الديمقراطية وهم في هذا الصدد اعدوا خططا لثلاث مراحل، الاولي تستهدف افشال عملية الاستفتاء علي الدستور الجديد الذي اقتربت لجنة الخمسين من صياغته، والثانية ترمي الي توسيع نطاق العنف في 25 يناير بدعوي تجديد الثورة التي سرقها من يسمونهم بالانقلابيين، ثم تأتي المرحلة الثالثة وهي اختراق البرلمان القادم بعناصر اخوانية غير معروفة وذلك من خلال قوائم مرشحي بعض الاحزاب المدنية، وبعد فوزها في الانتخابات البرلمانية تجاهر هذه العناصر الاخوانية السرية بانتمائها الفكري وليس التنظيمي للجماعة وتشكل كتلة برلمانية مؤثرة، إما يكون في مقدورها تشكيل الحكومة الجديدة او تملك القدرة علي تعطيل عمل المجلس التشريعي وعرقلة اصدار تشريعات لا ترضي عنها. واذا كانت روح 30 يونيو التي لم تخب حتي الآن رغم محاولات خنقها من بعض المتآمرين قادرة علي حشد الناخبين في الاستفتاء علي الدستور واحباط اي عنف اخواني مكثف وجديد في 25 يناير القادم، فان الخطر يكمن كله في تلك المحاولة الثالثة التي تركز علي اختراق الاخوان بالخداع للبرلمان. ويأتي الخطر اما من غفلة بعض الاحزاب المدنية او حاجتها للاموال للانفاق علي العملية او ايضا لتواطؤ واضح!.. ومن يعرف مثلا اسباب استقالة عدد من الكوادر المؤسسة لحزب الدستور مؤخرا لن يستبعد مثل هذا التواطؤ.. فهم استقالوا لرفضهم اصرار زعيم الحزب علي انضمام نحو الف اخواني لحزبهم، وذلك بدعوة ضرورة ان تظل الاذرع مفتوحة لشباب الاخوان لاحتوائهم، وهي ذات الحجة التي استخدمها البعض في الاعتراض علي فض الاعتصام المسلح للاخوان في رابعة والنهضة! لذلك ان من أصروا علي ضرورة محاكمة مرسي واخوانه علي ما اقترفته جماعتهم من جرائم خطيرة في حق هذا الوطن، عليهم ان يتحلوا باليقظة الكاملة الدائمة لاحباط كل خطط الاخوان لتخريب جهودنا لانقاذ وطننا وحماية مستقبلنا من شرورهم.