مارس الإخوان لعبة «ملك ولا كتابة» مع الشعب ألقوا بالاتهامات تارة علي الشرطة وتارة علي الجيش ونسوا أو تناسوا أن شعب مصر ذكي بالفطرة ؟ يحز في نفسي ويؤلمني ما يحدث الآن في مصرنا.. أصبحت اللغة السائدة هي لغة الرصاص وأصبحت مشاهد العنف التي كنا نشاهدها في الأرض المحتلة وفي سوريا متكررة في بلدنا الحبيبة.. ان ما يحدث في مصر يعكس لنا المؤامرة الصهيونية التي خطط لها الغرب للقضاء علي الوطن العربي.. هذه المؤامرة الدنيئة التي تقضي بتصفية العرب بأيديهم ليهئيوا للأعداء الفرصة للاستعمار الجديد بلا خدش لعسكري غربي. اذن ما يحدث في مصر وقبلها سوريا هو حلقة من حلقات بدأتها أمريكا منذ أن خدعت صدام حسين وأوهمته بأنه البطل العام فتعدي بجيوشه علي الكويت وكانت نهايته المأساوية معدوماً داخل حبل المشنقة واستعمار العراق ووضع قواعد عسكرية لأمريكا بالكويت.. ويتكرر السيناريو الآن في سوريا إعلان ان هناك حربا كيماوية ضد الشعب السوري وتأتي فرق التفتيش ويبدأ التدخل الأمريكي ثم سقوط سوريا وهذا ما كان يأمل الغرب تحقيقه مع مصر باتفاقية ابرمها مع مرسي والاخوان فأنشأوا ميليشيات في سيناء لاستخدامها وقت الحاجة. وإذا نظرنا إلي الخطة الشيطانية اللي وضعها الغرب لاسقاط الوطن العربي فنجدها كما قلنا بدأت بالعراق ثم تونس وليبيا.. ثم تغذية فكر السودان بتطبيق الشريعة وعندما اعترض الجنوب من المسيحيين تم تقسيم السودان!! فالفكر الصهيوني يبحث عن نقطة ضعف في أي بلد عربي لتكون نقطة انطلاق للفتنة ومساعدة الفئة المعارضة بل احياناً مساعدة الطرفين ليقضي كل منهما علي الآخر مثلما حدث في سوريا باشعال الفتنة بين الشيعة والسنة وإنشاء الجيش الحر لمناهضة جيش البلاد ليقضي كل منهما علي الآخر ويصبح الكل خسران ويجني الشعب السوري الهزيمة والانقسام. إذن لم يبق علي الساحة سوي الجيش المصري الذي احتار فيه الغرب ولم يجد ما يضعفه به وجاءت اللحظة الحاسمة ثورة يناير ومساعدة الإخوان علي سرقتها وتحقيق حلمهم الذي استمر أكثر من 08 عاماً وتحقق حلم الغرب أو هكذا توهموا فأعدوا الرئيس المعزول ليكون يدهم التي يبطشون بها وكلنا نعلم قصة تهريبه من السجن هو واقرانه واغتيالهم للثورة واخونة الدولة واعداد سيناء الحبيبة لتكون وطناً بديلاً للفلسطينيين ويهدأ بال أمريكا علي ابنتها المدللة إسرائيل. ولم يقف دور مرسي في بيع بلادنا عند ذلك الحد بل انه وفي جلسة عرب وبعد كوب شاي متين منح أو كاد يمنح لولا المصري الأصيل الفريق عبدالفتاح السيسي حلايب وشلاتين للسودان.. منتهي الكرم يمنح قطعة من مصر بما فيها من مواطنين وضباط شرطة وجيش مصري لبلد آخر كان كله قطعة من مصر. كما انه لا يخفي علي احد محاولته بيع أو تأجير قناة السويس للأمورة قطر.. كما ان هذا يجرنا أيضاً إلي تقسيم مصر الي خمس دويلات كما كانوا يحلمون. ثم وأخيراً اجتماع ممثلي مخابرات أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا والمانيا وتركيا لإعلان الحرب ضد 03 يونيو عن طريق خطة فحواها المقاطعة الاقتصادية وعرقلة الاستثمارات وبث الفتن والعمل علي زيادة عدد القتلي واطلاق حملة للتأثير علي سمعة مصر الادارية والمالية واعادة تنظيم العلاقات مع اخوان ليبيا ووضع خطة إعلامية بالتنسيق مع قطر. هذا الاجتماع الذي تم في سرية تامة داخل قاعدة عسكرية امريكية بدار «مشنادات» بالمانيا في 61، 71، 81 أغسطس الحالي والذي أوصي في نهاية الاجتماع بضرورة استمرار التوتر داخل مصر وهو ما يفسر لنا المظاهرات الاسبوعية والادعاء انها مظاهرة ضد الافراج عن حسني مبارك تارة وتارة اخري مظاهرة اخوانية ضد سيدهم السيسي وثالثة انهم طرف ليس من الاخوان وانهم طرف حر بمعني أصح طرف مالوش لازمة فالهدف وقف الحال وتفتيت وتشتيت قوي الأمن ولكن هيهات. يا أبناء بلدي استيقظوا وافيقوا هناك مؤامرات تحاك ضدنا أرجوكم اتحدوا وانسوا خلافاتكم.. ودم الجميع مؤيدا ومعارضا غال .. مصر بلدنا وجيشها وشرطتها.. ابناءنا حافظوا علي كل قطرة دم ذكية.. ولا تحققوا احلام الغرب وكونداليزا في الفوضي الخلاقة. ملك وكتابة دأب الإخوان علي زرع الحقد داخل نفوس المصريين منفثين عن عقدهم من كل رجل يرتدي بدلة عسكرية.. جنديا كان أو ضابطا فمنذ قيام ثورة 52يناير أشاعوا ان قتلة الثوار هم الشرطة وان مقتحمي السجون رجالها وان تهريب المساجين وراءها الخونة من الداخلية!! وبذلك حفروا هوة سحيقة بين الشرطة والشعب ولقربي من بعض رجال الشرطة الشرفاء لم أصدقهم وكنت متأكد من الظلم الفادح الواقع عليهم وكتبت في ذلك عدة مرات حتي نعتني البعض ومنهم زملائي بأنني من الفلول!! ولكن هيهات فأنا شخصياً علمت بثورة 52 يناير قبلها بأسابيع من ضباط شرطة واخبروني انهم من بين هؤلاء الشباب.. وفي يوم الثورة كانوا يقتسمون غذاءهم مع الثوار واستمروا يومين علي هذا المنوال حتي يوم 82 حدث للشرطة مالم يكن متوقعا فقد بدأ البعض يعتدي عليهم بعلب المياه الغازية وزجاجات المولوتوف وسط ذهول الشرطة وزاد من الخسائر عنصر المفاجأة الذي كان العامل الأساسي لارتباك الشرطة بعد ان حرقوا سياراتهم وألقوا بجنودهم من فوق الكباري بل بقروا بطونهم بالزجاجات المكسورة. وحاول بعض الاعلاميين توضيح الصورة للشعب ولكن عددا آخر للأسف استغلوا الوضع ونفخوا في النار لتزداد اشتعالاً مستغلين تصرفات القلة من رجال الشرطة في الماضي. وجاء اليوم الموعود في 03 يونيو وظهرت الحقيقة والتحم الشعب بجيشه وشرطته وعاد الوئام واسقط في يد الاخوان. لقد خسروا ورقة رابحة استغلوها أسوأ استغلال لمدة عامين فماذا يفعلون؟ قلبوا العملة علي وجهها الآخر بمعني آخر تركوا الشرطة ومسكوا في تلابيب الجيش وبدأوا يرددون الجيش هم قتلة رجال الشرطة.. الجيش قتل شهداء وضحايا رفح.. الجيش كذا وكذا.. والتزم الفريق أول عبدالفتاح السيسي الرجل المصري الأصيل الصمت حتي تم القبض علي قاتلي الشهداء وحارقي الأقسام.. فنفس الجرائم التي حدثت في ثورة يناير ونفس السيناريو ونفس الأبطال وتابعهم قفة!! هم مرتكبو الحماقات في المرتين وألقوا بالتهم مرة علي الشرطة واخري علي الجيش بمعني آخر لعبوا لعبة ملك ولا كتابة.. تارة الشرطة، وتارة الجيش ونسوا او تناسوا ان المصريين الطيبين المتسامحين أذكياء بالفطرة.. حمي الله مصر جيشاً وشرطة وشعباً وانقذنا من الأيام القادمة ومن كبوتنا. أعزائي الإعلاميين.. فلنصحح المسار يستأنف الاعلام دوره الذي بدأه منذ قيام ثورة 52 يناير.. الفضائيات تستضيف كل من له وجهة نظر فيما حدث وعرض أسبابه كذلك تفعل الصحف في بعض حواراتها غير التحليلية كلام.. كلام.. كلام.. اعتقد كفاية وتعالوا نبدأ نتعامل مع المواقف التي تمر بها البلاد.. تعالوا نفكر معاً لحماية وطننا وكيفية وأد أي محاولة لتكرار ما حدث خاصة ان غالبية الضيوف ليسوا بالأهمية بل ان بعضهم مشبوه. طبعاً أنا لا أنكر الدور الاعلامي القومي الذي ساهم في كثير من الأحيان وساعد في ضبط الجناة وعرض الحقائق علي العالم الخارجي الذي يأبي أن يقبلها رغم تأكده من صحتها.. ولكني في حديثي أقصد اعلام الرغي والبكاء علي اللبن المسكوب. المطلوب يا زملائي الاعزاء ان نفكر جميعاً ونسعي الي عدم سكب اللبن مرة أخري بمعني ان يتقدم كل من له اقتراح او فكرة جدية لحل مشكلة من مشاكلنا المنتشرة علي الساحة وكفانا صناعة ابطال من ورق ونحسن اختيار ضيوف الفضائيات والموضوعات ونطلب من رجال الأعمال إعادة فتح مصانعهم والاستفادة من طاقة الشباب الضائعة في المظاهرات. اتركوا للأمن مهمة القبض علي المجرمين وللقضاء الحكم عليهم فهذا دورهم اما دورنا فيتقلص بإعلان الحقائق للشعب والعالم واظهار جهد الأمن وشفافية القضاء والحث علي العمل وبث روح الوطنية في ابنائنا. فنحن نعيش في توهة كبيرة ونتمني ان نرسي علي بر الأمان، والاعلام له الدور الأكبر في وصولنا الي الاستقرار.. فلنضع نقطة ولا أقول ستاراً علي ما فات أو لننظر الي الأمام ونلتفت الي الخلف قليلاً جداً للحظة فقط وليس للبكاء. لنبدأ في التفكير في دستورنا الجديد ورئيسنا القادم ومجلس شعبنا الذي نريده. لنفكر في اعادة بناء شخصية شبابنا ونناقش افكارهم ونؤهلهم نفسيا للمرحلة القادمة ونبث روح حب الوطن في قلوبهم.. ومن الحين للآخر ننظر للخلف لنتعلم الدرس وصوب اعيننا المؤامرات التي تحاك ضدنا، أما الخطأ الشائع والمكرر في الاعلام هو استضافة من كانوا في زمن ليس بالبعيد متهمين لصنع عمالقة علي غرار البرادعي ففي العام الماضي تم استضافة قاتلي الزعيم انور السادات في غالبية الفضائيات مع الترحيب بهم وتصويرهم علي انهم شيوخ ودعاة بل ان عددا كبيرا من المحافظين استقبلوهم بالأحضان وعندما اعترضت علي محافظ أسيوط واستقباله وترحيبه بهم رد علي مقالي بما يشبه السباب.. كذلك الان مر اسبوع كامل كلما اشاهد التليفزيون ألاحظ ان الضيف الاساسي هو سعد الدين ابراهيم صاحب مركز ابن خلدون الذي اتهم يوما ما في قضية تخابر وانا لا اتهمه فقد حصل علي البراءة لسبب أو لآخر ولكن علينا اختيار من لا تشوبه شائبة لنثق في حياديته وصدق نواياه. استغاثة اللهم انني ضعيفة وانت قوي.. بصري قصر وانت صاحب البصيرة.. قلبي حزين وانت مقلب القلوب.. ربي اني استغيث بك ان ترفع مقتك وغضبك عنا.. وترد كيد اعدائنا الي نحورهم. اللهم دبر لنا شئوننا فنحن لا نحسن التدبير.