»الرقيب.. والرقابة.. ومقص الرقيب«. كلها مصطلحات وكلمات سمعناها مرارا عند تمرير فيلم سينمائي أو الموافقة علي طبع كتاب.. أو ضبط موضوعات للنشر.. وهذا ينطبق علي أوجه كثيرة فنية وثقافية يكون فيها الالتزام مطلبا ضروريا.. بحيث لا يكون هناك ضرر ولا ضرار. وأظن أن ميثاق الشرف الصحفي الذي تعهدت به نقابة الصحفيين أبلغ دليل علي الالتزام.. وهناك أيضا ما يخص السينما وطباعة الكتب. وهذا ما ينقص برامج »التوك شو« في الفضائيات التي تتأرجح بين مصالح هنا وهناك وليس لها معايير أو سياسة مدروسة أو واضحة.. والتي في حاجة الي وجود ميثاق شرف يحفظ الحق ويبحث بأمانة عن الحقائق.. والتخلي عن الفرقعة الاعلامية التي يبحث عنها المذيع أو الفضائية سعيا لمكاسب اعلامية. أذكر ذلك بسبب ما تعرضت له مجلة »أخبار الحوادث« التي أتشرف بكتابة هذا العمود بها من اتهامات مغرضة ضد بعض الصحفيين الشرفاء بالمجلة قامت بها احدي القنوات الفضائية واستقدمت شخصا ليشكك دون قرائن في ذمم الزملاء الصحفيين وادخال شخصيات من خارج المهنة في دائرة هذا التشكيك لأهداف هم يعرفونها أو من هم ورائهم ولا أحد يعرف المقابل!! وعندما استعدت قيادات مجلة »أخبار الحوادث« والصحفيين لتقديم بلاغ للنائب العام ضد هذه القناة ومحاسبتها فضائيا والتي من الممكن أن تصل الي حد اغلاقها.. سارعت القناة الفضائية في تقديم الاعتذارات أكثر من مرة في مدة زمنية طويلة تمدح وتشكر فيمن اتهمتهم وتعترف بأفضالهم الانسانية وأمانتهم الصحفية وذلك لايقاف أي تصرف قضائي ضدهم. والسؤال الذي يطرح نفسه كيف تهتم قناة فضائية باستقدام أناس مجهولي الهوية لإلقاء اتهامات ساذجة تلقي جزافا علي الشرفاء دون البحث عن الحقيقة وقبل أن تذيع.. إذن هي فرقعة اعلامية للشهرة وخلاص.. شهرة المذيع أو الفضائية.. أو سعيا لمكاسب اعلامية. لقد جعلت هذه الفضائية من الأشباه شخصيات ذات قيمة ومن المدعين أصحاب حقوق.. وأهدرت ذمم الآخرين باتهامات ليس لها وجود. ربما يشغل أصحاب نفوذ بأموالهم ساحات القنوات الفضائية لتصفية حسابات قديمة لشخصيات تحشر حشرا في أي اتهام لالهائهم أو تهديدهم. ان ما يحدث بمثابة معارك تكسير العظام بين من لهم معارك خاصة والتي لا علاقة للمشاهدين بها.. ويقوم مقدموا الفضائيات بدور البطولة في استضافة المتنطعين التافهين ليقوموا بإلقاء التهم نيابة عن الآخرين لتشويه سمعة شرفاء وحشر أسماء من خارج المجلة للنيل من سمعتهم لحساب آخرين قد يهمهم هذا الأمر. ما يحدث يدل علي مناخ مليء بالسموم ولابد من تنظيمه من خلال فرض ميثاق شرف تلتزم به الفضائيات حرصا علي انتشارها ومصداقيتها وحرصا علي الآخرين واحترام المشاهدين.