شهدت وزارة الخارجية اسبوعا من التحركات الدبلوماسية الاستثنائية شديدة الفاعلية والتأثير، بعد أن أصبحت فعليا علي خط المواجهة الأمامية في الحرب الشاملة التي تخوضها مصر مع الإرهاب منذ ثورة 30 يونيو ومن المتوقع ان تتصاعد خلال الأيام والأشهر المقبلة لحين انتهاء الفترة الانتقالية.. وهو ماسيؤدي في المقابل الي تغيير في تحركات الخارجية وتتحول من مرحلة الدفاع الي الهجوم حسبما اكد السفير بدر عبد العاطي المتحدث الرسمي. لم تقتصر التحركات فقط علي شرح الاوضاع السياسية وحقائق المشهد الداخلي لمواجهة أكاذيب تنظيم الاخوان المسلمين في الخارج ولكن ركزت أيضاً علي العنصر الاقتصادي ودعم القطاعات المختلفة وعلي رأسها السياحة حيث كلف وزير الخارجية "نبيل فهمي" سفراء مصر بالخارج بالتحرك لدي حكومات الدول المعتمدين لديها لحثها علي تخفيف القيود المفروضة علي تدفقات السياحة واوضح السفير بدر عبد العاطي أن تحركات وزارة الخارجية حيال هاتين المسألتين تتم وفق خطة "ممنهجة" وضعتها الخارجية من أجل العمل علي عودة الاستثمارات الأجنبية وفتح أسواق السياحة العالمية باعتبارهما ركيزة أساسية لإنعاش الاقتصاد المصري. تحركات مكثفة وعلي مستوي التحركات المكثفة للسفارات المصرية بالخارج في التواصل مع المسئولين ومراسلي الصحف الأجنبية وأبناء الجاليات المصرية في الخارج، عقد أسامة توفيق بدر سفير مصر بأوكرانيا لقاءه الشهري مع أبناء الجالية المصرية بكييف، حيث أعربوا عن تأييدهم الكامل للاجراءات التي تتخذها الحكومة المصرية من أجل التصدي لأعمال العنف والإرهاب التي تواجهها البلاد. كما أكدوا مساندتهم الكاملة لخريطة الطريق باستحقاقاتها الدستورية والبرلمانية والرئاسية وصولاً إلي بناء ديمقراطية حقيقية وعصرية. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية أن سفير مصر في بوجمبورا عطية أبو النجا أجري لقاءً مع التلفزيون البروندي، إستعرض خلاله تطورات مجريات الأحداث في مصر في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو، وأوضح فيه أن هذه الثورة جاءت بعد نزول الملايين من الشعب المصري ليطالبوا بتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، كما أكد إصرار الحكومة علي المضي قدماً في تنفيذ خارطة الطريق، التي أتمت أولي محطاتها بانتهاء أعمال لجنة العشرة، وأن العنف والإرهاب لن يقفا أمام إرادة وتطلعات الشعب المصري في العبور نحو مستقبل أفضل يضمن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. من جانب آخر، أجري أشرف سلامة سفير مصر في أبوجا حديثاً مع جريدة »anguard النيجيرية، أكد خلاله أن ما حدث في مصر ليس انقلاباً عسكرياً، بل هي ثورة الشعب المصري علي الرئيس السابق من أجل تحقيق ديمقراطية حقيقية وعدالة إجتماعية، موضحاً أنها جاءت بعد أشهر من الاستياء والاحتجاجات المُطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، إلا أن الرئيس المعزول رفض الاستجابة لأي حل سياسي. حشد التأييد الدولي واستكمالاً للجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الخارجية وسفاراتها في الخارج لشرح تطورات الموقف المصري وحشد التأييد الدولي لدعم خارطة الطريق، قام سفير مصر بباريس محمد مصطفي كمال بموافاة كافة الدوائر الرسمية والنيابية الفرنسية بورقة باللغة الفرنسية تتضمن "برنامج حماية المسار الديمقراطي" الذي أعلنه رئيس مجلس الوزراء.وخاطب كمال كلامن المستشار الدبلوماسي للرئيس هولاند ومدير مكتب وزير الخارجية لوران فابيوس إلي جانب مدير إدارة الشرق الأوسط بالخارجية الفرنسية، كما تواصل مع رؤساء لجان العلاقات الخارجية بمجلسي النواب والشيوخ الفرنسيين ورؤساء جمعيات الصداقة المصرية الفرنسية بالمجلسين لعرض برنامج حماية المسار الديمقراطي مبرزاً كافة عناصره بالتأكيد علي التزام الدولة المصرية بحماية الحقوق والحريات العامة لكل المواطنين دون استثناء وفقاً للقوانين المصرية والمواثيق والاتفاقات الدولية بما في ذلك ضمان حق التظاهر السلمي وفقاً للقانون والمعايير الدولية التي تجرم من يخالف سلمية التظاهر. وأكد السفير المصري في تواصله مع المسئولين الفرنسيين علي أن مصر تضع مصلحتها الوطنية فوق أي اعتبار وترفض أي نوع من أنواع التدخل الأجنبي مشدداً علي مضي الحكومة المصرية في حفظ أمن البلاد والمواطنين. إدراك الحقائق وفي نفس الإطار التقي خالد شمعة سفير مصر في فيينا مع السفير "فريدريتش شتيفت" مدير إدارة الشرق الأوسط في الخارجية النمساوية، حيث سلمه الخطابين الموجهين من رئيس الجمهورية إلي نظيره النمساوي "هاينز فيشر"، ومن وزير الخارجية إلي نظيره النمساوي "مايكل شبيندليجر" حول مستجدات الأوضاع في مصر. واستعرض شمعة خلال المقابلة الأحداث التي شهدتها مصر خلال الأسبوعين الماضيين، حيث أكد أن الحكومة الانتقالية بذلت قصاري جهدها في محاولة لتجنب اللجوء إلي القوة لفض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة"، الأمر الذي يؤكده ان إعطاء الحكومة مهلة زمنية فاقت شهراً ونصفا لفض الاعتصامين غير السلميين اللذين استخدما لترويع المواطنين وإطلاق مسيرات استهدفت مهاجمة المنشآت الحكومية والخاصة من خلال اللجوء إلي العنف. شدد السفير كذلك علي انه يجب علي الاتحاد الأوروبي إدراك عدد من الحقائق منها أن الشعب المصري لن يعود إلي الوراء وانه قد بدأ بالفعل مسيرته نحو الديمقراطية الشاملة، مضيفاً انه علي الاتحاد الأوروبي أن يدرك أن مصلحته هي في أن يكون شريكاً بنّاءً لمصر وشعبها خلال مرحلة بناء الديمقراطية المصرية. وفي إطار تواصله مع وسائل الإعلام التشيكية والعالمية عقد محمد عبد الحكم سفير مصر في براج مؤتمراً صحفياً عرض خلاله فيلما تسجيليا بعنوان "مصر تحارب الإرهاب" حيث تم توزيع نسخ منه علي الحضور، واستعراض التطورات التي شهدتها مصر منذ 30 يونيو وخروج أعداد كبيرة من الشعب المصري مطالبين بالتغيير ثم خروجهم مجدداً في 3 و26 يوليو لتأكيد إرادتهم والمطالبة بوضع حد للعنف والإرهاب. وفي طوكيو اجتمع هشام الزميتي سفير مصر في اليابان مع رئيسي قسم الشرق الأوسط في صحيفة "نيكاي" وجريدة "سانكي شيمبون" واسعتي الانتشار في اليابان، منتقدا التناول غير الموضوعي لبعض وسائل الإعلام لما يجري في مصر وتحيزها الانتقائي لوجهة نظر واحدة وتغاضيها عن حقيقة الأمور. تعزيز الاستثمار كما أجري حسن الليثي سفير مصر باستراليا مجموعة من اللقاءات الصحفية اثناء تواجده بمدينة بيرث علي هامش مشاركته في مؤتمر الأمن الغذائي السنوي الذي نظمه »rawford Fund. تناولت اللقاءات شرحاً مفصلاً للتطورات التي تمر بها مصر علي الساحة الداخلية في إطار تجربة التحول الديمقراطي، مؤكداً التزام مصر بتنفيذ خريطة الطريق واستكمال الاستحقاقات الدستورية. كما عقد الليثي مجموعة من المقابلات علي هامش المؤتمر لبحث تطوير العلاقات بين مصر واستراليا بما في ذلك بحث إمكانية تعزيز الاستثمار المشترك في مجال الزراعة خاصة في مجال القمح، كخطوة في سبيل تأمين الأمن الغذائي لمصر مما يمثل صمام الأمان لتحقيق الاستقرار الاجتماعي لمصر. ومن جانب آخر أجري حازم زكي القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة مصر لدي الإكوادور لقاءً مع وكالة أنباء "الأنديز" وهي وكالة الأنباء الأولي علي مستوي الإكوادور وتغطي دول قارة أمريكا الجنوبية، وقدم شرحاً مفصلاً لتطورات العملية السياسية بمصر من جانب آخر اكد نائب رئيس وزراء ووزير خارجية اليونان ايفانجيلوس فينيزيلوس ان بلاده تريد مساعدة الحكومة الانتقالية في مصر لضمان تنفيذ خارطة الطريق، كي تعيش مصر في سلام كما تريد ان تعود المؤسسات الديمقراطية في مصر للعمل بشكل كامل بحيث يمنح لكل مواطن مصري حق ان يكون له افق المستقبل. جاء ذلك في تصريحات صحفية لوزير الخارجية اليوناني وزعتها سفارة بلاده بالقاهرة عقب لقائه مع السفير المصري باثينا طارق عادل لتوديعه بمناسبة انتهاء مهمته حيث يعود للقاهرة لتولي مهام جديدة. وحول سبب زيارته المقبلة لمصر قال ايفانجيلوس أن اليونان في اطار علاقاتها الثنائية مع مصر لديها مصلحة خاصة في الاستقرار والتنمية السلمية للوضع في مصر موضحا ان زيارته بمثابة رسالة صداقة إلي الشعب المصري