وكيف يصل الإنسان إلي الانتقام من الإنسان من دينه؟ إنها أخلاقيات جديدة دخيلة علي الشعب المصري!! الكنائس بيوت عبادة.. كيف تحرق؟ منظر الكنائس المدمرة في الصور بالجرائد والمجلات.. مشهد يدمي القلب والعقل.. يدمي القلب عاطفيا لأن المصريين يجمعون في دينهم بين العقل والقلب.. والكنائس المصرية لا مثيل لها معماريا في العالم وقد استعين بالأيدي المصرية والفنانين المصريين في تشييد كثير من الكنائس حول العالم وحينما دخلت كنيسة هولبرن في لندن أحسست بأنني في مصر وعلمت بعد ذلك أن مسيحيي مصر في لندن استقدموا فناني بناء الكنائس من مصر لبناء هذه الكنيسة، فالمصري منذ فجر التاريخ لم يعبد سوي الله مع الفارق في بعض التفاصيل ونحن في مصر ولوعون ببناء دور العبادة ومساجد مصر أجمل مساجد العالم، والقاهرة قبل ارتفاع العمائر »كالخوازيق» كانت مدينة الألف مئذنة وكنت وأنا صغيرة ونحن نسكن الحلمية نصعد مع شقيقتي شهيرة وأبناء عمومتي إلي مسجد محمد علي بالقلعة وكانت به مجموعة من النوافذ تطل علي القاهرة بمآذنها البديعة المختلفة فمنها الذي شيد علي الطراز العثماني أثناء الحكم العثماني ومنها علي الطراز المملوكي في عصر المماليك ومنها الفاطمي البديع الطلة الذي شيد في عصر الحكم الفاطمي.. وكنا ولوعين بهذا المشهد وبدأنا في احصاء المآذن ولا ننتهي منها لبعد بعض المآذن عن قدراتنا البصرية.. وقبل العصر الاسلامي في مصر القبطية كانت كنائس مصر ومازالت من أبدع كنائس العالم فالمصري كما قلت متدين بطبعه ويبدع في بناء دور العبادة.. أما في العصر الفرعوني فحدث ولا حرج فالمعابد المصرية القديمة مازال الباقي منها يشرح الصدر ويسر العين ويشعر الانسان بالفخر لهذه القدرات، خصوصا حينما يصل البناء إلي قدس الأقداس بهذه القدرة الخارقة علي البناء مرتفعا ثم البناء منخفضا وممثلا لأهمية العزلة في العبادات وانفراد الانسان بنفسه في أماكن العبادة.. وأحب الكنائس إلي قلبي كنيسة ماري جرجس في مصر القديمة والكنيسة الكبري «المرقصية» في العباسية وكذلك هناك كنيسة لا أذكر اسمها بالاسكندرية شديدة الجمال بنقوشها ومعمارها البديع وكل هذه الكنائس هي امتداد لحب المصريين لدينهم والتواصل مع المعابد المصرية الفرعونية والتي تعكس ولع المصريين بالدين وأنهم لم يعبدوا سوي الله سبحانه وتعالي متواصلين بين الفرعونية والقبطية ثم مصر المسلمة. وتعجبت من هؤلاء الذين لا هم اخوان ولا هم مسلمين كيف ينتقمون من دور العبادة؟ وحينما شاهدت الكنائس التي حرقت وهي بيت من بيوت العبادة وكيف يكون الانتقام بهذه الشراسة والغباء والكنائس أيضا هي تعبد من الذين صنعوها بفن هو تبتل وعبادة وتقرب إلي الله سبحانه وتعالي وهي بيت من بيوت العبادة يتقرب فيها المسيحيون إلي الله ويبدو أن «اخواننا الشريرين» لم يقرأوا القرآن جيدا وهناك الآية الكريمة التي تحدد أن المسيحيين هم أقرب مودة للذين آمنوا وأنهم لا يستكبرون. كيف استطاعت قلوبهم أن تحطم بيت عبادة يذكر فيه اسم الله؟ وكيف يصل الانسان إلي الانتقام من الانسان من دينه؟ انها اخلاقيات جديدة دخيلة علي الشعب المصري!! ولعل الإخوان المسلمون حينما تأمركوا لم يعد الدين له قداسة عندهم فلم يحدث في عصر من عصور الخلافات في مصر أن تحرق كنيسة ناهيك علي أن مسيحيي مصر لم ينتهكوا في حياتهم أي مسجد ولم يحطموا أي بيت من بيوت عبادة المسلمين بل انني كثيرا ما اصطحبت أصدقاء وصديقات مسيحيين إلي مسجد محمد علي بالقلعة وإلي بعض المساجد القديمة في حي الأزهر الشريف ليشاهدوا الفن الاسلامي البديع بأيدي مصرية تعمل في تبتل من أجل الدين واحياء الدين بفن عمارة المساجد. انهم لا إخوان ولا مسلمين؟ كيف هان عليهم حرق الكنائس وهي بيوت عبادة!! كيف هان عليهم حرق هذه التحف المعمارية التي شيدتها أيدي المصريين وكأنهم يتقربون إلي الله بالارهاق والتعب في انشاء هذه التحف الفنية؟.. حسبي الله ونعم الوكيل في من يمتهن أي دين محطما دور العبادة ولعل هؤلاء السوقة والرعاع لا ينتمون للاسلام ولكنهم مأجورون لتشويه الإسلام.. لقد أصبحت وسائل الإعلام في العالم، مصر هي الشغل الشاغل لها وكأنها اصطادت صيدا ثمينا القاها لها الإخوان المسلمين الذين قتلوا وذبحوا ودمروا وشوهوا الإسلام دين السماح والتسامح دين الحب والتعاون واستطاعوا أن يجعلوا العالم يعتقد بل يتأكد أنه دين العنف والقتل.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.. اننا لن نستطيع ولو بعد مائة عام تصحيح الصورة الذي اصبح العالم ينظر إليها علي أنه انتشر بحد السيف والعنف ولكن الرجوع إلي سيرة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم سوف يتأكدون أن الناس دخلوا في دين الله افواجا برغبتهم واقتناعهم بدعوة محمد رسول الله «صلي الله عليه وسلم» وأن الرسول «صلي الله عليه وسلم» لم يهدم أي رسالة قبلها وأن الرسول هاجر إلي المدينة لأن بها مسيحيين أي أنهم عرفوا الدين من قبل وملئت قلوبهم بالتسامح وليسوا في غلظة أهل مكة. حمزة بين كابتن أمريكا والشاطر حسن جاءني حفيدي حمزة بلعبة علي شكل رجل يرتدي قميصا عليه علم أمريكا وقال لي: العبي معايا.. أنا الكابتن أمريكا وانت ستو قلت له لأ هات عسكري مصري والعب معاك انما كابتن أمريكا لأ!! ما عنديش غيره!! ولم أتعجب فنحن لم نفكر في أطفالنا وكيف نربيهم عن طريق اللعبة وكل اللعب عندنا صنعت في مصر أو حتي في الصين للأسف وكلها شخصيات أمريكية والصين كل ما يهمها البيع وليست لديها خطة لتربية الطفل عن طريق اللعبة. وكان حمزة محقا فكل اللعب التي بين يديه اذا امسك «بالآي باد» الذي يحرك صورة ببراعة بيده فلا صور إلا تغريب في تغريب سواء سوبر مان أو سبيدر مان ليصعد العمارات بقوة خارقة ويصارع بقوة خارقة لدرجة أن حمزة يقول لي لا عبيني يا ستو.. ثم يكور يديه ليلعب معي مصارعة أو «يتشقلب» بعنف ليكون مثل السوبر مان.. اننا نعيش كبارا في صراع مع أمريكا ويعيش صغارنا الأمركة بكل تفاصيلها سواء لعب أو أفلام سواء في الكارتون أو في الأجهزة الكهربائية ونحن لاهون لا حول لنا ولا قوة. وخد يا حبيبي الاي باد أحسن معايا ضيوف.. تقولها الأم لتلهيه وهي لا تدري أنها تتركه لأمريكا بإرادتها وتتم أمركة الأولاد ثم يتعجبون كيف نحارب حربا أمريكا لانها تحاربنا ليس حربا بالسلاح ولا حربا معلنة ولكن بالبشر لتغيير الهوية وتوجيه بوصلة الانتماء إلي كل ما هو أمريكي لنخلق مواطنين جددا ينتمون إليها حتي تظل السيطرة علي المنطقة كلها من خلالنا.. احسبوها جيدا وفكروا في الاستقلال لأن مصر قوية ومستطيعة!! مصر انتصرت علي الإخوان بكل أساليبهم وبكل استعمالهم للإسلام وبكل قدراتهم علي سحب الشعب المصري الذي يعشق الدين حتي النخاع.. انتبهوا أيها السادة لأن الإسلام يُسحب من عقول الكبار والصغار وباستعمال الإخوان المسلمين الذين يعتقدون أنهم يخلقون وطنا كبيرا بينما تُسحب السجادة من تحت الإسلام المتميز. الطيب شيخنا العظيم من يتتبع رسائل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر يكاد ينفطر القلب مما يتمناه الشيخ لنا ولأولادنا إنه يرسل الرسالة تلو الاخري لانقاذ المجتمع من التردي في آبار مظلمة وارجاعه لحصن الدين وحصنه ولابد من جمع رسائل شيخ الأزهر والتي تحمل في طياتها احساسه الكامل بمسئولية هذا الصرح الديني المهيب وشعوره بأهمية انقاذ الأمة وضرورة انقاذ الشباب من خلال وسطية مصر العظيمة وأنتم لا تعلمون ما يحدث للاسلام في هذه الفترة ولكن الشيخ يعلم جيدا فقد درس في فرنسا وجاب الغرب وعلم جيدا ما يراد منا وما يراد بنا ويعلم جيدا تاريخ هذه الأمة وكيف يتلاعب الغرب ويتنافس من أجل السيطرة عليها.. ويعلم شيخنا جيدا أن السيطرة علي دين البشر هو الموصل الجيد للسيطرة علي كل شيء وليت شيخ الأزهر الطيب العظيم يفكر في الشباب ويفتح له بابا في المشيخة بعد امتحان لهم ولرغبتهم في الدخول في الاسلام العظيم بشكل يخالف ما يعيشونه.. نحن يا شيخنا العظيم في أشد الحاجة لجرس تنبيه للشباب حيث يضيعون في غياهب جب اسلام كله صراع وجراح ودماء.. أعلم قدراتك وأنك تستطيع فهل نسمع منك استجابة.. رعاك الله وحماك لنا وللأزهر الذي سيظل شريفا أبد الدهر.