انقطاع مياه الشرب عن الفيوم 6 ساعات غدا السبت    يوم فى جامعة النيل    بحوث الإسكان يكشف حقيقة ما يتردد عن توقعات بانهيار مباني ساحل الإسكندرية    غدًا.. مصر تحتفل باليوم العالمي للطبيب البيطري    حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان في طريقها لمغادرة الشرق الأوسط    بابا الفاتيكان يدعو إلى وقف التسلح وتعزيز الحوار والدبلوماسية بدلا من الصراعات    مصطفى محمد يرفض خوض مباراة مونبلييه في الدوري الفرنسي    مصرع فتاة صدمتها سيارة مسرعة في التجمع    ذاكرة فى قلب التاريخ    إلهام شاهين تحتفل بعيد ميلاد الزعيم: حارب الإرهاب ونشّط السياحة ولن أنسى فضله    إعلام عبرى: الوفد الإسرائيلي المفاوض سيبقى في الدوحة حتى مساء السبت    بسنت شوقي: اتخضيت من نجاح مسلسل "وتقابل حبيب"    رئيس وزراء فلسطين: جاهزون لعقد مؤتمر إعادة إعمار غزة فور وقف إطلاق النار    كيف نظم القانون حق الموظفين في إجازة الحج؟    بالمستند.. التعليم تعدل جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 لهذه المدارس    مختار غباشي: الكونجرس سيصطدم مع ترامب بشأن رفع العقوبات عن سوريا    إذاعة الاحتلال: الجيش يقول إنه سمح بإدخال الوقود لمستشفيات أجنبية بغزة    «شغل» أمريكانى    قداسة البابا تواضروس يستقبل الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية في العالم بوادي النطرون (صور)    الأهلي يفوز على أبيدجان الإيفواري بكأس الكؤوس الإفريقية لليد    أحمد مكي يعلن وفاة نجل شقيقته ويطالب جمهوره بالدعاء له    كيف تتغلب على الموجة الحارة؟.. 4 نصائح للشعور بالانتعاش خلال الطقس شديد الحرارة    حسام موافي يكشف أسباب "نغصة القلب" وكيفية التمييز بينها وبين الذبحة الصدرية    جدول امتحانات الشهادة الإعدادية الأزهرية 2025 الترم الثاني    رحيل الفنان التشكيلي عصمت داوستاشي.. ابن الإسكندرية المتمرد الذي حفظ ذاكرة الفن    إحالة محامى.. المعروف إعلاميا ب"سفاح المعمورة"، إلى محكمة الجنايات.    ارتفاع كميات القمح الموردة لصوامع المنيا إلى 330 ألف طن    مصر تتوج بلقب البطولة الأفريقية للمضمار بحصدها 51 ميدالية    الأوقاف تصدر العدد الجديد من مجلة "الفردوس" للأطفال    اغتنم الفرصة الذهبية.. أدعية مستجابة في ساعة الاستجابة... لا تفوّت الدعاء الآن    "المستلزمات الطبية" تناقش مشكلات القطاع مع هيئتي الشراء الموحد والدواء المصرية الاثنين المقبل    قبل تقديم النسخة المحلية.. كم يبلغ سعر النسخة المستوردة من جيتور X70 Plus بسوق المستعمل    حبس بائع تحرش بطالبة أجنبية بالدرب الأحمر    تيك توك تطلق خاصية التأمل الليلي لحماية المراهقين من الإدمان الرقمي    ميناء دمياط يستقبل 12 سفينة خلال 24 ساعة.. وتداول أكثر من 93 ألف طن بضائع    وزير الثقافة الفلسطيني يفتتح مهرجان العودة السينمائي الدولي في القاهرة بكلمة مسجلة    البحيرة: 938 مواطنا يستفيدون من قوافل طبية مجانية في قريتي العكريشة وبولين    مستثمر سعودى يشترى ألميريا الإسباني ب100 مليون يورو    حماس: الاحتلال يستخدم سياسة الأرض المحروقة في غزة    سيطرة مصرية على الاتحاد العربي لكرة السلة للكراسي المتحركة    المفتي: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية وفاعله آثم    شكاوى المواطنين تنهال على محافظ بني سويف عقب أدائه صلاة الجمعة .. صور    وزير الكهرباء يتابع مستجدات تنفيذ مشروع المحطة النووية بالضبعة    مصرع 3 بينهم طفل وإصابة 20 آخرين في حادث انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    الزمالك يبدأ الخطوات الرسمية لرفع إيقاف القيد بالتواصل مع "فيفا".    وفاة طفل وإصابة اثنين آخرين نتيجة انهيار جزئي لعقار في المنيا    منازل الإسرائيليين تحترق.. النيران تمتد للمبانى فى وادى القدس    كاف يكشف عن تصميم جديد لكأس لدوري أبطال إفريقيا    حال الاستئناف، 3 سيناريوهات تنتظر نجل الفنان محمد رمضان بعد الحكم بإيداعه في دار رعاية    أسعار الأسماك في بورسعيد اليوم الجمعة 16 مايو 2025    الإسكان: قرارات إزالة لتعديات ومخالفات بناء بالساحل الشمالي وملوي الجديدة    حبس متهم بالتعدى على طفلة فى مدينة نصر    الصحة: خبير من جامعة جنيف يُحاضر أطباء العيون برمد أسيوط    طريقة عمل السمك السنجاري فى البيت، أحلى وأوفر من الجاهز    الدوري الإسباني.. بيتيس يبقي على آماله الضئيلة بخوض دوري الأبطال    لاعب المغرب: نسعى لكتابة التاريخ والتتويج بأمم إفريقيا للشباب    أبو شقة: لدينا قوانين سقيمة لا تناسب ما يؤسس له الرئيس السيسي من دولة حديثة    هل الصلاة على النبي تحقق المعجزات..دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد يوسف: تعظيم سلام للسيسي
نشر في أخبار الحوادث يوم 04 - 08 - 2013

في مشهد اخرجه الشعب المصرى ببراعة، استقل المخرج خالد يوسف طائرة حربية ليصور أعظم لقطات رأتها عيناه مع حشود المصريين فى القاهرة والقرى والنجوع تتدفق الى الشوارع والميادين يوم 30 يونيه.
وتعود الذاكرة إلى البداية حيث كان خالد يوسف حاضرا بقوة حين وقف فى ميدان التحرير يوم 28 يناير يصرخ عبر الفضائيات لإنقاذ المتحف المصرى قبل أن تأكله نيران مبنى الحزب الوطنى ولم يبارح الميدان حتى الان، فقد تنبأ خالد يوسف بالثورة فى أفلامه وراهن على خروج المصريين تمردا على الواقع المر وهاجم نظام مبارك فى عز تسلطه وتصدى بقوة لتيارات الاسلام السياسى وتوقع ثورة ثانية للإطاحة بهم ولم يرهبه محاولة الاعتداء عليه فى مدينه الانتاج الإعلامي.
قلت له دعنا نبدأ من 30 يونيه حين ركبت الطائرة الحربية لتصور خروج المصريين فى الموجة الثانية من الثورة، كيف رأيت هذا المشهد؟
رأيت ما توقعته منذ اللحظة الاولى، الملايين خرجوا يؤكدون رفضهم لحكم تيار الاسلام السياسى وضرورة التخلص منه، وحينما هبط بنا الطيار على مستوى منخفض طلبت منه أن يقترب اكثر ولكنه لم يستجب وبعد ان هبطنا قال لى ان طائرات الاباتشى التى كانت تلقى بالإعلام للمتظاهرين أسفل طائرته فلو أنه انخفض بمستوى طيرانه كان سيحدث صدام بين الطائرتين، ولكن وسائل الاعلام تناولت هذا الموضوع بشكل مبالغ فيه.
لماذا فكرت فى توثيق هذه اللحظات التاريخية، ولم تفعلها منذ بدايات الثورة ؟
منذ اندلاع الثورة فى احداث 25 يناير سعيت لتوثيق هذ الحدث التاريخي، وطلبت وقتها السماح لى بذلك لكن لم يستجيبوا حيث كانوا يعتبروننى من معارضى النظام، وفى 30 يونيه طلبت من القوات المسلحة ان يسمحوا لنا بتوثيق هذه اللحظات فرحبوا بالأمر واتصلت بالشؤن المعنوية واتسم موقفهم بالتعاون والفهم لان ما نقوم به ليس لنا بل للتاريخ والاجيال القادمة فاستأذنت فى احضار كاميرتنا الخاصة واستعنت بأفضل مصورين فى مصر من اجل توثيق الحدث بشكل واقعي، وبالفعل اخذنا الكاميرات وفريق العمل وكان برفقتى مديرى التصوير سامح سليم ووائل درويش ورؤف تامر ومروان وحسن جاد، ولم يكن يعنينى من سيقوم بالتصوير انا ام شخص اخر المهم ان تسجل هذه اللحظات لأنها ليست ملكنا بل ملك الاجيال القادمة مثلما نتحدث عن شخصيات تاريخية »كأحمس«، «صلاح الدين» فليس لدينا صور عن هذه الاحداث، انما فى العصر الذى نعيشه الان سيكون هناك جريمة لولم يكن لدينا صور لاهم حدث فى نضال المصريين عبر 7 الاف سنة من تاريخهم.
شهدت خروج المصريين فى 25 يناير، 30 يونيه فكيف ترى كل منهما؟
حشود المصريين فى 30 يونيه كانت تفوق اكثر من عشر مرات عن ثورة 25 يناير وكل الجمع والمليونيات التى جاءت بعدها.
هل كنت تتوقع خروج الحشود الكبيرة من المصريين وبهذا الشكل؟
يضحك ويقول أنت اكثر واحدة تعرفين اننى كنت متوقع ذلك قبل حدوثه بفترة طويلة فيما يتعلق بفكرة الحشد الجماهيرى وأعلنت ذلك فى برامج عديدة.
تمرد
اذا كنت قد توقعت كل هذا الحشد، فهل توقعت أن تقوم حركة مثل تمرد بفكرة اسقاط حكم الاخوان وتقود الحدث فى وقت قصير وتجمع الناس حولها؟
عظمة تمرد أنها التقت فى لحظة فارقة مع الارادة المصرية الموجودة فى نفوس المصرين فانتشرت كما تنتشر النار فى ولولم تظهر تمرد لظهرت عشرات الحركات والدعوات غيرها والتف الناس حولها أيضا بنفس الحماس والرغبة.
مع بداية الانتخابات الرئاسية فى 2012 عندما تحدثت عن احتمالات الفوز واتذكر انك قلت ستحدث ثورة ثانية لو جاء مرسى رئيسا فهل كانت الصورة تبدو بهذا الوضوح لك؟
اعتقد بأننى قارئ جيد للتاريخ وقارئ لفكر الاخوان بشكل جيد ايضا واعرف تماما عندما يأتون ماذا سيفعلون؟، وان فكرهم يقوم على تأميم مشروع الوطن الى مشروعهم وهذا بدوره سيتنافى مع فكرة المصريين عن ثورة يناير وأهدافها وبالتالى سيحدث صدام وهذا الصدام سيحاولون قمعه من خلال استخدامهم لميليشيات مسلحة مما سيؤدى الى حدوث ثورة عظمى عليهم، وهذا ما ذكرته معك تحديدا وهذه الصورة كنت اراها قبل ان يأتى محمد مرسى فالثورة على الاخوان المسلمين ستكون اكبر ثورة فى التاريخ، وان الجماهير التى ستنزل الى الشارع سوف تزلزل الارض تحت اقدام الاخوان، وهذا ما حدث فى 30 يونيه وقد شعرت وكأننى شاهدت هذا المشهد من قبل ولم يكن لدى ذرة شك وانما كان يقينا كاملا بتحقق وليس بأنه مجرد امل.
وعلى أى شيء كان رهانك؟
كان رهانى على الشخصية المصرية بعد ان اصاب الناس كثير من اليأس وظن بعضهم أن الاخوان لن يتركون الحكم الا بإراقة بحور الدماء او بعد 50 سنة.
كيف ترى المشهد فى الوقت الراهن ما بين اعتصامات واشتباكات ومخاوف كثيرة وضغوط على مصر؟
هى محاولات يائسة وبائسة من الاخوان المسلمين بعد سقوطهم من اجل استرجاع جماعتهم، وستفشل فشلا ذريعا وسوف يلجئون للعنف ومازال سيناريو العنف قائما لكنه سيكون عنفا محدود جدا سيقيده الشعب المصرى بسهولة شديدة لان هناك ارادة شعبية اجتمعت على رفض هذا العنف، فالجينات المصرية ليس بها هذه الاشياء العنيفة التى توجد فى شعوب اخرى وحتى الاخوان المسلمين نفسهم كجماعة 90% منهم لم يلجأ للعنف، انما المهوسين فقط الذى لديهم انحراف سلوكى هم من يلجأون لذلك وهم قلة وبالتالى كل هذا سينتهى فى شهور قليلة.
لا تصالح
هناك من يؤكد على أهمية المصالحة وعدم الاقصاء، وهناك أصوات ترفض ذلك، الى أى الرأيين تميل؟
أنا مع مبدأ عدم الاقصاء، ولكن المصالحة مع جماعة الاخوان المسلمين لابد ان تحكمها قواعد اذ لا مصالحة مع من ارهبوا الشعب المصرى وروعوه او قاموا بالتحريض على العنف واسالة دماء المصريين هذا مبدا لا بد ان يسبق فكرة المصالحة لكن شباب الاخوان الذين لم يلجأوا للعنف لابد أن يشاركوا وليس من مصلحة احد ان تكون هناك مجموعة من المصريين موجودين فى كل مكان بمصر رغم قلة عددهم ان يصبحوا منبوذين او يحدث لهم حصار شعبى فيفجر طاقات سلبية منهم تجاه المجتمع فلا بد من مصالحة لنبنى البلد سويا ولكن القيادات من جماعة الاخوان المسلمين وقيادات مكتب الارشاد والحرية والعدالة كل هؤلاء متورطين فى العنف فلابد ان يحاكموا ومن يبرئه القضاء يفرج عنه ومن تثبت ادانته يعاقب بالقانون وفيما عدا ذلك لا بد ان نقوم بإعطائهم فرصة اخرى لان لحظة الانتصار الكبير فى حاجة الى تسامح كبير.
هل لديك مخاوف من المرحلة الانتقالية الحالية؟
المخاوف الوحيدة هى الرضوخ لابتزاز التيار الاسلامى للحكومة الموجودة تحت دعوى «عاوزين المركب تمشى ومش عاوزين مشاكل» مثلما حدث فى المادة 219 وضعوها فى المادة الاولى فى الاعلان الدستور، وهذا ابتزاز من التيار الاسلامى استجابت له الحكومة من اجل ان تسير المركب لكن أعتقد أن أى اى تنازلات أخرى غير مسموح بها.
دستور لكل المصريين
هناك حملة تقوم بها تمرد «اكتب دستورك « هل تتوافق معها؟
طبعا لان الدستور لابد أن يشارك كل الشعب فى كتابته وان يأتى معبرا عن توافق مجتمعى بشكل حقيقى وقد اقترحت بأن تكون هناك لجنة من المؤسسين تجلس مع القطاعات المجتمعية المختلفة من عمال وفلاحين ونقابات وأساتذة الجامعة والاحزاب لان الدساتير يجب أن تعبر عن حالة التوافق المجتمعي.
فى احداث جمعة الغضب 28 يناير وقفت تستغيث خوفا أن تمتد نيران الحزب الوطنى الى المتحف المصرى كانت الصورة وقتها غير واضحة المعالم هل هى ثورة ام مجرد احتجاجات واعتراضات لكنك كنت واثقا بانها ثورة فى اول خروج للمصريين بعد سنوات طويلة من الاستكانة؟
تحدثت وقتها لقناة العربية أناشد الجيش والشعب من اجل النزول لحماية المتحف المصرى وسألتنى المذيعة ماذا يحدث؟ فأجبتها أنها ثورة ولابد لمبارك أن يرحل لان الشعب خرج عليه وكان هذا يوم 28 ولم تكن قد اتضح الى اين تسير الامور؟.
قضيت عامان ونصف منذ اندلاع الثورة فى الشارع ما هو اصعب شيء مر عليك خلالها ؟
اصعب شيء اننى لم استطيع ابتعدت عن السينما وعن عملى الذى أحبه العمل العام لكننى كنت أشارك فى قضية وطن ولم أكن لأسامح نفسى لو تقاعست عن أداء هذا الدور بدعوى أنى أعمل فى أفلامى لأن نداء الوطن أكبر وقد أعتقد البعض أنى أعمل بالسياسة أو ابحث عن دور سياسى وهذا أمر بعيد تماما عن طموحى اكدته والحمد لله انها انتهت اخيرا بهذا الانتصار المجيد وسأعود الى قواعدى مرة اخرى بعد شهر رمضان.
اذن لديك مشروع قائم حدثنا عنه وهل له علاقة بالثورة؟
الفيلم له علاقة بفكرة المصالحة المجتمعية وأهمية قبول بعضنا البعض وكنت سأقدمه قبل سقوط مرسى لثقتى باننا لن نستقر الا بالمصالحة، والفيلم كتبه صحفى شاب محمد صلاح ابو العزب وهو يرصد علاقة بين بطلييه أحدهما ينتمى للتيار الإسلامى والآخر من دعاه الحكم المدنى وقد رشحت عمرو سعد لبطولته ولم استقر على البطل الثانى حتى الان.
هل تتوقع بأن تكون هناك حركة ابداعية كبيرة حصيلة سنوات الثورة؟
انا اتفق معك بانه ستحدث اكبر نهضة فى تاريخ الفنون والآداب فى مصر فى الفترة القادمة لان هذا الشعب لديه طاقة كامنة تفجرت فى 25 يناير ومازالت متفجرة الان وتسعى للتحقق، وسيكون نتاجه اعمال فنية وادبية اشبه بتلك الت أعقبت ثورة يوليو.
أعود لأفلامك وبعضها تنبأ بالثورة وكنت دائما تطرح فكرة خروج الناس للشارع فى اعمالك من فيلمك الأول «العاصفة».
لأننى مؤمن بأن العصر الحالى هو عصر الشعوب وليس عصر الزعامات وفى الخمسينيات والستينيات كان عصر الزعامات الكبرى امثال تيتو ونهرو وعبد الناصر كل بلد كان به زعيم مثل «جيفارا» ، لكن حدث تحولا ديمقراطيا فى اروبا الشرقية ولم يعد هناك زعيما ماعدا بولندا فقد انتهى عصر الزعامات ولذلك كنت اكرس لفكرة خروج الشعب المصرى ليغير حاله بنفسه دون أن يعيش فى انتظار قائد او ملهم كما قال نزار قباني» مازلنا نقعد فى بيوت الله ننتظر بأن يأتى لنا الامام على او يأتى لنا عمر، وكما يقول صلاح عبد الصبور» امنيات نبى مهزوم يحمل قلما ينتظر نبيا يحمل سيفا فكل الادبيات كانت تكرس لفكرة انتظار الفارس القادم الذى يركب الحصان ويقود الامة وكنت ارى ان الفارس الذى يركب الحصان ويحرر الامة هى الامة نفسها والشعوب ولذلك كنت انتظر دائما ان الشعوب هى التى تخرج وتقوم بالتغير وفى افلامى ستجدى تجسيدا لها يتمثل فى خروج الناس وفى العاصفة مع نهاية الفيلم عندما تحولت عملية تحرير الكويت الى تدمير مقدرات الشعب العراقى وقدمته فى فيلمى «هى فوضي» و، «دكان شحاته» بشكل حقيقى ومتناسب مع الواقع المشاهد كانت قريبة جدا لما حدث بعد25 يناير.
فى «دكان شحاته» تحديدا توقعت حدوث ثورة جياع وسيطرة الجماعات الاسلامية ونزول الجيش وحظر التجول
يقاطعني، بالإضافة الى تثبيت الناس فى الشارع وغياب الامن وقيام المواطنين بوضع الحديد على بيوتهم والبلطجة وسيطرة الجماعات الاسلامية على الشارع ثم نزول الجيش كل هذا كان مطروحا فى فيلم «دكان شحاته»، كما أن الثورة الشعبية وملامحها موجوده فى «هى فوضي»، وحتى مشهد الانفجارات فى «حين ميسرة» حين يقوم احمد بدير زعيم الجماعات الاسلامية فى الحارة بإصدار امرا بتفجير كل القنابل.
هل تتوقع بأننا سنمر بهذا المشهد فى الواقع ؟
أتوقع أن يحاولوا اثارة الفوضى والقيام بعمليات ارهابية، لكن الشعب المصرى سيقاومها بشدة كل هذا تعرضت له فى أفلامى وهذا دور الفنان الذى يجب ان تسبق رؤيته الواقع وحدهم الفئران والفنانين هم من يستشعرون غرق السفينة والفرق بين الفنان والفأر بأن الفأر عندما يستشعر غرق السفينة يكون اول من يقفز منها لكن الفنان عندما يشعر بذلك يصيح لإنقاذها او يغرق مع الجموع.
هل تفكر فى رصد احداث الثورة ومرحلة حكم الاخوان فى اعمالك القادمة؟
بشكل مباشر لا وانما تداعياته على الارض وتأثيره عليها مما لا شك فيه سيكون موضوعا هاما لأطرحه فى اعمالى ومن المؤكد سيدخل فى اى فيلم سأقدمه .
اشرت أيضا فى افلامك و حواراتك الاخيرة الى أهمية نزول الجيش فهل ستواصل دعمك لهذا السيناريو؟
قلت بالنص فى حوار بجريدة المصرى اليوم قبل سته أشهر الجيش سيدعم حركة الشعب فى 2013 لان الجيش المصرى ابنا شرعيا للحركة الوطنية المصرية لان هناك جيوش تشكلت بشكل النظام بانه لابد عمل جيش لوجود الوطن والاعداء لهذا نقيم جيش اما الجيش المصرى فقد تشكل نتاج ضغط الحركة الوطنية المصرية عقب معاهده 36 وبالتالى لن ينحاز سوى لإرادة الشعب.
ما بين سقوط مبارك وعزل مرسى هل ترى اوجه تشابه بين النظامين؟
مرسى امتداد طبيعى لمبارك لان السياسات الاقتصادية والاجتماعية التى تبناها مرسى خلال السنة لا تختلف حيث عدم انحيازه للفقراء والبسطاء وانحيازه لدولة رجال الاعمال فهى نفس الصورة لم تختلف فالإخوان لا يؤمنون بمبدأ العدالة الاجتماعية مثل مبارك فلم يكن تعنيه فكرة العدالة الاجتماعية بالعدالة الاجتماعية وكانوا امتداد للنظام السابق فيما بتعلق بالاستقلال الوطنيون مثلما كان نظام مبارك جعل القرار الوطنى مرهونا لصالح الامريكان، وفعل الاخوان نفس الشيء، هؤلاء الناس لا يبحثوا عن استقلال وطن من الاساس لانهم يبحثوا عن استاذية العالم التى اهم من الاوطان من وجهة نظرهم فلم يبحثوا عن الاستقلال فى شيء بل يبحثوا عن فكرة السيطرة والتمكين من اجل اقامة مشروع عالمى وبالتالى هو لا وطن له فلم يبحث عن الاستقلال فمرسى كان امتدادا لمشروع مبارك ولكن بصبغة دينية.
وهل تعتقد ان الإخوان كان فى امكانهم الحفاظ على الحكم؟
كان لديهم الفرصة ليظلوا فى الحكم لو لم يكن لديهم افقا محدودا، وهم بالفعل من كتبوا نهايتهم مبكرا وعجلوا بسقوطهم فقد عمدوا الى تمكين أنفسهم وفقا لنظرية التمكين التى تحدث عنها سيد قطب وارادوا أن يحققوها خلال لذلك كنت اراهن على سقوطهم لعدم وجود خبرة سياسية كافية لإدارة شئون دولة بحجم مصر فهم ليسوا رجال دولة وليس لديهم علم او خبرة ليس لديهم عالم اقتصادى ولكن لديهم اشخاص تفهم فى تجارة العملة والشنطة والسوبرماركت وهذا دفع بالتعجيل بسقوطهم لان عبقرية المصريين كشفتهم مبكرا فقد استخدموا فى البداية «كارت الدين» ووافق لمرة ولم تفلح تلك المحاولة للمرة الثانية واستخدم ايضا معه «الزيت والسكر» ووافق ولم تفلح ايضا فى المرة الثانية فشعب مصر اعتبره من اذكى شعوب العالم.
وبالتالى يعول على مصر فى المنطقة العربية لتعدل الميزان الذى انقلب فبعد نجاح مرسى ، فهل كان السيناريو المصرى سيتكرر فى دول اخرى؟
بالفعل لو كان استمر مرسى فى الحكم كانت كل البلاد العربية قد تم اخونتها بلا ادنى شك باعتبار ان مصر كدولة اقليمية مصدرة طوال الوقت بتوجهها وبالطبع كان هناك مشروعا إخوانيا عالميا أجهضه المصريون.
تلقيت تهديدات وتعرضت لهجوم ومحاولة اغتيال أثناء حصار مدينة الانتاج الإعلامي، فهل شعرت بالخوف وقتها؟
لم يحدث تهديدات على سبيل القطع من شخص بعينه او من تنظيم معين، ولكن كان هناك كلاما مرسلا من بعض الدعاة على طريقة «سنقطع ارجل خالد يوسف» وكانت تصلنى رسائل تهديد عبر المحمول، وحتى حادث الاعتداء على لم يرهبنى رغم أنه شعور طبيعى لكننى لم أتربى على الخوف فقد كنت انام وأنا طفل والباب مفتوح ليس لأن والدى كان عمدة القرية وانما لأن الناس فى الارياف يمضون لياليهم وابواب بيوتهم مفتوحة لشعورهم بالأمان وعندما كنت اواجه نظام مبارك ويحاول البعض لفت نظرى الى انهم ربما يصيبونى باذى لم يكن لك يرهبني.
ما هى الوجوه التى لا تنساها وسط الزحام الذى عشت فيه على مدار عامين ونصف؟
لا اعرف كيف اختزن فى ذاكرتى بشكل جيد؟ ولكن مما لا شك فيه أن هناك وجوها عظيمة، والأعظم منها هو جموع المصريين.
ومن تضرب له تعظيم سلام ؟
الفريق السيسى بلا جدال لأنه اتخذ قرار صعب للغاية ليس بسبب انحيازه للشعب لأنه امر طبيعى أن ينحاز، وانما لأن انحيازه جاء فى ظل ضغوط دوليه وتهديدات أمريكية ويصمد امامها بل ويتحداها ثم بموقف ثابت ينجح فى تخلصينا من النفوذ الامريكى للابد الذى لم نكن نتخيل بان نتخلص منه الا بعد سنوات طويلة وفجأة نجد أنفسنا تخلصنا من الاخوان المسلمين ونظامهم الفاسد والنفوذ الامريكى أنها معجزة وضربة معلم للسيسى ورجال القوات المسلحة.
حمدين صباحى كان هو مرشحك الذى أيدته فى الانتخابات الرئاسية الماضية فهل لازلت تراه الاجدر بالرئاسة؟
انا مؤمن تماما بان مشروع حمدين هو المشروع الاصلح لقيادة مصر فى المرحلة القادمة لأنه الوحيد الذى يلغى حالة الاستقطاب والانقسام ولو تولى الحكم من وقتها لم نكن سنتعرض لكل ما جرى لكنه على أى حال كشف هشاشة حكم الاخوان ولازلت أرى ان حمدين هو الكارت الأقوى.
هل تعتقد ان معادلة الانتخابات القادمة ستكون مختلفة عن المرة السابقة من حيث المرشحين ومن تراه الأن خارج الصورة ؟
بكل تأكيد ستختلف وهناك اشخاص اخرين ستترشح ولا اعتقد بان هناك أى من المرشحين السابقين سيظهر سوى حمدين وأقصد المرشحين ال13 المتنافسين فى الانتخابات الرئاسية الأولى فلا يوجد بينهم من يصلح للترشح سوى حمدين، فقد حصل على خمسة مليون صوت تقريبا فله قاعدة حقيقية فى الشارع يستطيع ان يبنى عليها أما الاخرين فليس لديهم ذلك ومنهم من انتهى دوره وتآكل وعليه ان يخرج من الصورة.
متى نقف على أعتاب الديمقراطية التى تبدو حلما بعد ثورة الشعب فى25 يناير و30 يونيه؟.
فى تصورى أننا نقف على طريق البداية وخلال شهور قليلة سيكون هناك دستورا جديدا وستقع أزمات عند وضعه وستخرج مظاهرات من التيار الاسلامى وينضم لها السلفيين عندما يتم وضع مادة بعدم اقامة أحزاب سياسية على اساس دينى فمن المؤكد سيثور حزب النور وكل الاحزاب التى تقوم على اساس دينى وبالتالى ستكون هناك معركة اخرى سيحسمها الشعب المصرى فى استفتائه واتصور أنه بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة ستستقر الأمور وستفشل كل محاولات دفع المجتمع للفوضى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.