أعلم أن الإسلام يحترم العلم فإذا كانت الأجهزة يمكنها معرفة خلو رحم المرأة من حمل إذا طلقت استبراء لرحمها، فلم نلزمها بثلاث حيضات ولا نكتفي بحيضة واحدة؟ المكلف يمتثل لأوامر الله الثابتة بنصوص القرآن الكريم وبالسنة النبوية المشرفة وقبل أن يبحث عن الحكمة أو السبب فالقرآن قد حدد بنص قاطع واضح أن المرأة تعتد بطريقة معينة حسب نوع الفرقة إن كانت تحيض فبالقروء تصديقاً لقوله تعالي »والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء» وإن كانت لا تحيض فبالأشهر ثلاثة أشهر «واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن» والمتوفي عنها زوجها عدتها بالمدة لقوله تعالي «والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا». وقد احترم الله عقل الإنسان فيوضح له الحكمة والعلة من الشيء المأمور به فمن بين أسباب اشتراط العدة وهو من الأمور المهمة التأكد من استبراء رحم المرأة من علاقتها من زواجها السابق فربما تكون قد حملت منه والنبي [ يقول «لا يسقي أحدكم زرع أخيه» ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد لوجوب العدة فمن أهم هذه الأسباب الامتثال لأوامر الله أولاً من باب افعل أو لا تفعل.. ثم لوضع المرأة والرجل بعد الطلاق في وضع التأمل ودراسة الأسباب التي أدت إلي الطلاق فإن أمكن علاجها واعترف كل طرف بخطئه كانت هناك فرصة لإمكان الرجوع في حال الطلاق الرجعي أو العودة بالتراضي مرة ثانية في حال الطلاق البائن ولو كانت العدة بحيضة واحدة.. لضاقت الفرصة علي الطرفين.. وتضيع عليهما فرصة الرجعة. ومن هذه الأسباب أيضاً مراعاة انتهاء الأزمة النفسية المترتبة علي الطلاق في فترة مناسبة، وبالنسبة للمتوفي عنها زوجها، أخذ العظة من الابتلاء والتبصر بإرادة الله ونعمه علي الإنسان.. يعني لا تكفي الأجهزة العلمية لهذا الأمر.