يتقطع قلبي حزنا وأسي وأنا أسمع كل يوم عن ضحايا الصراع الدائر والدمار الواقع في سوريا بين الثوار وبعض التيارات السياسية والايديولوجية وقوات النظام الحاكم. أليس هناك من عقل أو حكمة أو بقايا انتماء وولاء لهذا الوطن الجميل كي يتم إيجاد حل لمحنته التي طال امدها لاكثر من سنتين؟. هذه الكارثة التي نشهدها تجعلنا نسأل كلا الطرفين المتصارعين: هل هدفهما القضاء الشامل علي الوطن السوري؟. ألم يصبهما الملل من رائحة الموت والدماء التي تسيل كل يوم ومعها انحدار سوريا إلي هذا الضياع الشامل. لحساب من بالله استمرار هذه المأساة دون أن تبدو في الافق نهاية لها؟. إن أخطر ما اصبح يواجه السوريين هو تصاعد وتيرة الحرب الاهلية بين الاعراق والمذاهب والديانات دون ان يظهر في الافق أي بوادر للحسم لصالح أي منها. لعل ما يلفت النظر في هذه المسرحية السوداء تلك التصريحات المتوالية الصادرة من قوي لا تضمر أي خير لسوريا أو للشعب السوري. انها تتحدث منذ شهور وشهور عن قرب سقوط ورحيل بشار الاسد.. وهو الامر الذي لم يحدث. ليس من تفسير لكل هذا سوي أنهم خططوا كي يكون هذا البلد ساحة للصراعات المدمرة استكمالا لما دبروه ويدبرونه ضد العالم العربي والاسلامي. إن ما يجري يعكس رغبة شريرة في استمرار الاوضاع علي ما هي عليه حتي يتم افناء سوريا وشعبها. يحدث هذا وسط حالة من الغيبوبة والغباء وعدم الادراك بخطورة تصعيد الاخطار المحدقة.. سواء كان نظاما حاكما مستبدا أو جماعات مسلحة متآمرة تزعم انها من الثوار. انهم وللاسف جميعا لا يضعون في اعتبارهم الصالح الوطني. انهم يستهدفون خدمة مصالح شخصية واجنبية تأتي في مقدمتها مصالح اسرائيل التي تسعي لدمار- بدعم امريكي- سوريا حتي تُرسخ احتلالها لأرض الجولان وسط سعادة غامرة. أخشي أن نكون قد وقعنا في كمين المشاركة في هذا المخطط الإجرامي الجهنمي.