جلال دويدار لاول مرة منذ عام ونصف من اندلاع ثورة الشعب السوري علي نظامه الحاكم تبدو في الافق لمحة عقلانية تجسدت في قبول الطرفين المتصارعين علي تدمير الوطن السوري علي وقف هذه الحرب المجنونة التي راح ضحيتها عشرات الالاف. لاجدال ان المبعوث الاممي الجزائري الاخضر الابراهيمي قد قام بانجاز قومي وانساني جليل سوف يكون من حسناته يوم الحساب وهو امر يستحق عليه كل الشكر والتقدير. من المؤكد ان كل الابناء المخلصين للامتين العربية والاسلامية يتطلعون الي ان يكون النظام الحاكم السوري وكذلك اعضاء الجيش السوري الحر قد تمكنا من استرجاع العقول كي يتذكرا ان وطنهم يحتاج الي الرحمة بمصيره. ان هذه الخطوة تطلبت من الطرفين الاجتماع علي كلمة سواء من اجل وقف عمليات التدمير المتبادل والعمل الذي يستهدف الصالح الوطني من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه. كما ارجو ان يدرك الطرفان ان لا مستفيد مما يجري سوي المتربصين بالوطن السوري وبكل المقومات العربية والاسلامية. من المؤكد ان هؤلاء الاعداء يتابعون عمليات التقاتل ولسان حالهم يقول: »شكرا ايها السوريون اقدامكم علي تنفيذ ما نريد ونتمني دون اي تكلفة من جانبنا«. ان الخطوة التالية التي يرجوها كل الشرفاء العرب والمسلمين ان يواصل الاخضر الابراهيمي جهوده من اجل ايجاد صيغة لانهاء محنة شعب سوريا. هذا لن يتأتي الا يتحقيق من يريده الشعب من حياة حرة كريمة تقوم علي اسس من الفهم والوفاق الوطني اساسه ان مصلحة سوريا فوق مصلحة كل الانظمة والافراد. لا مجال امام التوصل الي هذا الهدف بالاصرار علي ممارسة العناد الذي يعني المزيد من الضحايا وتوسيع دائرة الدمار والمعاناة. من ناحية اخري آمل انتفاء سوء النية في تشكيك الاممالمتحدة وواشنطن في امكانية الالتزام بوقف اطلاق النار. اذا كان المجتمع الدولي قد رحب باستجابة المتصارعين السوريين لوساطة الابراهيمي بالموافقة علي وقف اطلاق النار بمناسبة عيد الاضحي المبارك.. فانني اتطلع الي تحرك عربي ايجابي للمساعدة وليس لزيادة جذوة الصراع علي ان يوضع في الاعتبار ما يتعرض له الوطن العربي وبلا استثناء للانقسامات والانشقاقات التي تصب في غير الصالحين الوطني والقومي.