بعد المهزلة التي شهدتها دار الاوبرا ليلة افتتاح الدورة السادسة للمهرجان القومي للمسرح المصري، كان علي وزير الثقافة الاسبق د. صابر عرب ان يصدر قرارا بعزل مدير المهرجان الذي هبط به علي البيت الفني للمسرح ضاربا عرض الحائط بنتيجة مسابقة اختيار القيادات، لكنه لم يفعل برغم غضبة المسرحيين ، فعلها وزير الثقافة الجديد د.علاء عبد العزيز تصحيحا للخطأ بتكليف الفنان القدير فتوح احمد بالإشراف علي البيت الفني للمسرح، لم يكن اسم فتوح احمد متوقعا لهذا المنصب، اختياره شكل مفاجأة غير متوقعه لكنها مرحب بها من الجميع لما هو معروف عنه من دماثة الخلق، وسعة الافق، والقدرة علي استيعاب المشاكل واحتوائها، والتواصل مع المسرحيين الذين يعرفونه ويعرفهم عن قرب من خلال عضويته بمجلس نقابة الممثلين، فتوح أكد انه سيقوم بالتنسيق مع وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والشباب وجميع شركات مصر لعمل كارنيهات بأسعار رمزية صالحة طوال العام لكل مسارح الدولة، وسيولي اهتماما كبيرا بمسرح الطفل لبث المبادئ والقيم والعادات والتقاليد الصحيحة في نفوس اطفالنا منذ الصغر، وسيسعي لإعادة الجمهور لأبو الفنون، وتوصيل الخدمة الثقافية لمستحقيها في جميع المحافظات، كلها عناوين سمعناها من كل رئيس بيت جديد يأتي بطموح كبير ثم يصطدم بالواقع المر بعد اسبوع من توليه المنصب، مشاكل الفرق المسرحية لا تعد ولا تحصي، الفشل في تسويق المنتج المسرحي، دور العرض المتهالكة، تخلف التقنيات التي لا تتيح للمبدع تحقيق الابهار المطلوب. لهذا اطالب الصديق الفنان فتوح أحمد إلا يهدر طاقته في دهاليز البيروقراطية والروتين الذي يجيد موظفو البيت الفني للمسرح تحويله لقيود تكبل طموح من ينشد الاصلاح والتغيير، عليه ان يبدأ بفتح ملفات الفساد وفضح المفسدين، فتح ملف المسرح القومي المتخم بالعيوب الهندسية التي اشار لها الفنان حازم شبل ولم يلتفت إليه احد لكي يظل الفساد تحت »الماجور«، تشكيل لجنة من مبدعي الحركة المسرحية بعيدا عن الاسماء نفد رصيدها وأصبحت غير قابلة للشحن، للاستنارة برؤاها المبدعة في كل ملفات المسرح التي يتعامل معها البعض علي انها «سبوبة» للتواجد والاسترزاق، تجاهل الشخوص المتسببه في ازمة المسرح منذ سنوات، ومع ذلك نجدها في كل لجنة، وكل مجلس، وكل ندوة، وكل مهرجان، وكل مؤتمر، والكل يعلم ان فاقد الرؤية لا يقدم جديدا؟ عزيزي فتوح، قلبي معك، المهمة عسيرة وثقيلة، والظرف التاريخي صعب، لن تحل مشاكل المسرح المتراكمة لن تحل بجرة قلم، انصت للمخلصين، استمع لبناء له بصمات سابقة في البيت الفني للمسرح، لا تضيع وقتك مع اراجوزات كل عصر، مد يدك لرؤي الشباب تجد الحلول التي تبحث عنها.