منذ أحداث أزمة 14 فبراير 2011، وهناك من السياسيين البحرينيين من يؤكد، أن هناك تطابقا في وجهات النظر بين واشنطنوطهران، حول النظر لأحداث البحرين، بل إن هناك من وصل إلي القول بأن واشنطن تدعم تدخل طهران في الشئون الداخلية البحرينية، وأن كليهما يدعم المعارضة الشيعية. وإذا كان الرئيس أوباما قد خصص جزءا من خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لدعوة الحكومة البحرينية للدخول في حوار مع المعارضة، فإن هناك من اعتبر هذا الخطاب بمثابة ضغط علي حكومة البحرين، ودعم للمعارضة. لكن حدثا أمنيا وقع خلال الأسبوع الماضي، وتمثل في قيام قوات الشرطة البحرينية، بتفتيش أحد بيوت أكبر مرجع شيعي بحريني، وهو الشيخ عيسي قاسم، بحثا عن رجل أطلق النار من سلاح محلي الصنع وأصاب رجلي شرطة، تحول إلي مادة سياسية استغلتها العاصمتان الإيرانية والأمريكية، في الهجوم علي الحكومة البحرينية، ولإظهار دعمهما الكبير للمرجع الشيعي الذي يشن هجوما أسبوعيا علي السلطات البحرينية خلال صلاة الجمعة. الهجوم جاء في البداية من الجانب الإيراني علي هيئة تحذير أطلقه مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان الذي هاجم عملية التفتيش وحذر السلطات البحرينية من عواقبها، نفس الأمر تكرر في بغداد حيث طالب الزعيم الشيعي مقتدي الصدر باستبعاد السفير البحريني لدي بغداد بسبب تفتيش منزل الشيخ عيسي قاسم. ويوم الجمعة الماضي فوجئت الأوساط السياسية البحرينية، بأن رشاد حسين المبعوث الخاص لرئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية باراك أوباما لدي منظمة التعاون الإسلامي ، قد ألغي لقاء مقررا مع قادة وأعضاء جمعيات سياسية، قبل موعده بعشر دقائق فقط، ليذهب إلي منزل الشيخ عيسي قاسم، مما دعا تجمع الوحدة الوطنية وجمعية الأصالة وجمعية المنبر الإسلامي، وهي الجمعيات والتجمعات التي تمثل سنة البحرين، لأن تصدر بيانا تهاجم فيه الرئيس الأمريكي أوباما لأول مرة، و تتهمه بدعم الإرهاب. وقالت الجمعيات البحرينية إن هذه الزيارة وهذا التجاهل للقوي البحرينية، يكشف موقف وزارة الخارجية الأمريكية والإدارة الأمريكية انكشافاً في دعمها المعلن والواضح والصريح للعمليات الإرهابية في البحرين ووقوفها مع مخططات الحكومة الإيرانية لتصدير دولة الفقيه العالمية إلي دول العالم الإسلامي والانطلاق بعد العراق الشقيق من مملكة البحرين إلي دول مجلس التعاون الخليجي لإيقاع الفتنة بين أتباع الأديان والمذاهب والأعراق، وهو ما يخدم الاستراتيجية الأمريكية وبعض الدول الغربية لإعادة تمزيق دول العالم العربي والإسلامي علي أسس دينية وطائفية وعرقية كما فعلته الإدارة الأمريكية في عراقنا الشقيق. وقال البيان إن هذه السياسة غير مستغربة من الإدارة الأمريكية، فقد سبق للرئيس الأمريكي أن وقف موقفا شائنا ضد شعب البحرين عندما طالب من علي منبر الأممالمتحدة حكومة البحرين بالتفاوض مع المعارضة الثيوقراطية الراديكالية متغافلا عن ممثلي القوي الأكبر لجماهير شعب البحرين الذي وقف في الفاتح بكل أديانه وطوائفه وأعراقه صفا واحداً ضد تلك المؤامرة الدنيئة علي البحرين ،كما سبق لنائبة سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية ولغيرها من أعضاء السفارة في البحرين أن زاروا كل من يصاب بأي إصابة ولو كانت بسيطة ممن يسمونهم بالناشطين السياسيين للاطمئنان عليهم والإعلان عن مساندة السفارة والإدارة الأمريكية لهم في حراكهم ضد البحرين، وتأتي زيارة السيد رشاد حسين ممثل السيد الرئيس الأمريكي لدي منظمة التعاون الإسلامي للشيخ عيسي قاسم في ذات الاتجاه.