المصريون يحبون بلدهم لدرجة العشق، ومهما سافروا او حتي هاجروا فإن مصر هي عشقهم الاول وحبهم الحقيقي. قابلت بعض المصريين المهاجرين في كندا وامريكا واوروبا وكانوا يهيمون عشقا ببلادهم بل كانوا يبكون عندما يتحدثون عن ذكرياتهم في مدن وشوارع مصر، ويقررون انهم سيعودون اليها ويدفنون في ثراها، هذه امنياتهم. مصر عشق لكل ابنائها ومن يولد في ارضها الطيبة، اما الذين لا يحملون هذا العشق لها فهم غير اسوياء الشخصية، مرضي نفسيا، معمول لهم غسيل مخ. مصر عشق كل مصري وُلد علي ارضها وشرب مياه نيلها الخالد وتمتع بشمسها الدافئة، وصلي وتعبد في كنائسها التاريخية ومساجدها الاثرية الجميلة. واستمتع بترتيل القرآن الكريم من الشيوخ الاجلاء: محمد رفعت، النقشبندي، عبدالباسط عبدالصمد، دكتور نعينع والطبلاوي وغيرهم. مصر عشق لكل ابنائها الذين تعلموا وتثقفوا علي يد عمالقة الفكر: الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي، الشيخ محمد عبده، قاسم امين، دكتور طه حسين، عباس محمود العقاد، سلامة موسي، محمد حسين هيكل، عبدالقادر المازني، مي زيادة، هدي شعراوي، امينة السعيد، دكتور لويس عوض وغيرهم.. كما تمتعوا بفن: السيد درويش، نجيب الريحاني، محمد عبدالوهاب، يوسف وهبي، فريد الاطرش، فاتن حمامة، عبدالحليم حافظ، امينة رزق، شادية، سيدة الغناء العربي ام كلثوم وغيرهم. زخم وتراث فكري وفني وعلمي وثقافي ضخم كون شخصية كل مصري وجعله يعتز ببلده مصر ام الدنيا، ويحبها ويعشقها ويتغني باسمها في كل وقت ومكان ومناسبة. هو عشق من نوع خاص لان مصر ليست بلدا عاديا بل هي ام الدنيا ومهد الحضارة وفجر الضمير، علمت العالم واضاءت شعلة الحضارة عندما كان العالم يعاني من دياجير الظلام والجهل وعدم المعرفة، ألم يكتشف المصري القديم نبات البردي Papuro وصنع منه الورق اصل الحضارة والعلم والتعليم؟ الم يعرف فن التحنيط ومارسه؟ ان اول جراحة مخ في التاريخ كانت في مصر القديمة منذ اكثر من الفي عام! كذلك عرفوا التخدير وكرسي الولادة الذي تستخدمه امريكا هذه الايام، وعالجوا امراضا كثيرة، هذا الي جانب اكتشاف علم الصيدلة والعقاقير والفلك والزراعة والعمارة والموسيقي وغيرها. كل هذه العناصر مجتمعة جعلت المصري يعشق بلده مصر التي هي فلتة جغرافية وتاريخية، كما قال العالم الراحل جمال حمدان، اي انها دولة نادرة لن تتكرر! المصريون يعشقون مصرهم ويبذلون الغالي والرخيص بل وارواحهم فداها، من هنا قال الزعيم الوطني الثائر مصطفي كامل: لو لم أكن مصريا لوددت أن اكون مصريا. هذا العشق انتقل الي الشعوب الاخري المتحضرة ولذا نسمع كما يقول الدكتور وسيم السيسي في كتابه: »مصر علمت العالم» الذي نشره له الاستاذ محمد رشاد، نسمع عن ال «Egypto- Mania» اي الولع بالمصريات عند الشعوب الاوروبية، والامريكية، فهذا العالم الفرنسي شامبليون الذي استطاع ان يفك رموز اللغة القديمة يقول: «يتداعي الخيال ويسقط تحت اقدام الحضارة المصرية». وقد لمست هذا بنفسي اثناء زيارتي لمتحف برلين في مدينة برلين، وامام تمثال نفرتيتي وقفت مبهورا مشدوها بعظمة التمثال وجمال الملكة والطريقة المعروض بها لكني لم استطع ان اقف مدة طويلة فالطابور كان طويلا والناس وقفوا في انتظار الدخول خارج المتحف نفسه! انه عشق مصر وحضارتها، واذا كان الاخرون يفعلون ذلك فما بالك بأبناء مصر البررة المحبين العاشقين لها ولكل شيء فيها؟ مصر عشق ابنائها وشعوب العالم ولا يمكن ابدا ان تنهزم او تنكسر او تموت، انها مجرد كبوة متخلفة غارقة في الخرافات تمر بها فقط، مجرد كبوة، ثم تنهض وتقوم وتعلو وتسود وتعود الي مجدها وحضارتها لتكمل مشوارها مع الحضارة والتقدم للعالم كله، فمصر ام الدنيا وأصل الحضارة ولا يمكن للأم ان تنسي، ولا للاصل ان يضيع، وسيهب الشعب المصري الابي كله عن بكرة ابيه ليدافع عن بقاء وحضارة ووجود مصر مهما كانت المشاكل والتحديات، فالمصريون يحملون جينات الحضارة تحت جلودهم، وسنظل نغني لها مع العمل الجاد والعرق الحقيقي.. عظيمة يا مصر.. قوم يا مصري مصر دائما بتناديك.. انا المصري كريم العنصرين بنيت المجد بين الاهرامين.. وقف الخلق ينظرون كيف ابني قواعد المجد وحدي؟.. يا حبيبتي يا مصر.. سنبقي مصريون حتي آخر الزمان.