كشفت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة لموسكو عن جوانب جديدة في موقف الدب القطبي من منطقة الشرق الأوسط، ففي حين اعتزم نتانياهو ورئيس استخباراته العسكرية افيف كوخافي خلال الزيارة إقناع بوتين بالعدول عن إمداد دمشق بصفقة الصواريخs-300 وتفادي الدخول في مواجهة مع تل أبيب علي خلفية الملف السوري، أصمّ بوتين أذنيه عن حديث نتانياهو ومرافقيه، ورأت تقديرات استخباراتية نشرها موقع "دبكا" العبري ان موسكو لن تدعم النظام السوري وحزب الله وايران فقط، وإنما ستزود أنظمة أخري في طليعتها اليمن والسودان والعراق في محاولة لإعادة نفوذها العسكري في المنطقة، بعد أن هجرته منذ عام 1992 لتنفرد به الولاياتالمتحدة. وفي أعقاب عودة نتانياهو إلي تل أبيب يجر أذيال الخيبة، أزاحت تقديرات الموقف العسكري الإسرائيلية الستار عن أن الأسطول الروسي بدأ في تدشين قوة بحرية ليضعها بشكل ثابت في مياه البحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن إقامة هيئة أركان تضم عشرين ضابطاً من البحرية الروسية في المنطقة ذاتها، لتصبح تلك الهيئة مركزاً لقيادة التواجد الروسي في البحر الأبيض، وستضم القوة التي يدور الحديث عنها ما بين خمس إلي ست سفن حربية، ومن المحتمل أن تنضم إليها غواصة نووية، ما يؤكد بحسب التقديرات الإسرائيلية أن موسكو تعتزم وضع صواريخ باليستية نووية في مياه البحر الأبيض، وتزويد الغواصات بالصواريخ ذاتها.. ووصفت دوائر سياسية في تل أبيب تلك المعطيات بأنها خطوة روسية جديدة للحيلولة دون سقوط النظام السوري، وتفادي المساس بحزب الله، وكذلك منع التعرض لمصالح المحور الإيراني المتمثل في طهران، دمشق، وبيروت، فضلاً عن رسالة موسكو وما تحويها من تلميحات حول رغبتها في تعزيز نفوذها العسكري في المنطقة. الي ذلك افادت تسريبات عبرية بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حاول المناورة خلال لقائه مع الرئيس الروسي، بتهديد موسكو ضمنياً، حينما توعد بأن بلاده لن تتردد في تكرار قصف دمشق، اذا ردت اي جهة علي القصف الاسرائيلي الاخير، واعتمد نتانياهو في تهديداته علي مباركة الولاياتالمتحدة لأي خطوة عسكرية قد تتخذها تل ابيب في هذا الصدد، إذ كشفت التسريبات النقاب عن انه في اعقاب إدراك واشنطن لنوايا روسيا حيال اسرائيل، وصلت الي ميناء ايلات السفينة الحربية الامريكية USS Kearsarge? وهي في الوقت ذاته حاملة مروحيات، وان وصول السفينة جاء تزامناً مع لقاء نتانياهو وبوتين.