تلقي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو توصيات من الرئيس الامريكي باراك اوباما بتهدئة الاجواء مع موسكو، علي خلفية تهديدات الدب الروسي للدولة العبرية، وتوعد موسكو بمنح نظام الاسد منظومات صاروخية من طراز S-300 بعد قصف الطيران الاسرائيلي لمواقع سورية، ونقلت يديعوت احرونوت تأكيد وكالة انترفاكس الروسية ان نتانياهو سيزور موسكو الاسبوع المقبل لاحتواء الموقف. وكانت تسريبات عبرية كشفت النقاب عن الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس الروسي فلادمير بوتين مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في اعقاب هجوم الطيران الاسرائيلي علي سوريا، وقالت التسريبات التي نشرها موقع "دبكا" المحسوب علي الاستخبارات الاسرائيلية، ان بوتين تحدث مع نتانياهو باسلوب شديد اللهجة، وتضمنت عباراته العديد من تلميحات التهديد والوعيد، حينما حذر تل ابيب من أن موسكو لن تتحمل ضربات عسكرية أخري لسوريا، وان روسيا سترد حال تكرار هذا المشهد. رغم أن بوتين لم يتحدث بإسهاب عن الطريقة التي سترد بها بلاده علي إسرائيل، إلا أن الدب الروسي لن يتردد في كبح جماح إسرائيل. وتؤكد التسريبات العبرية انه في أعقاب القصف الإسرائيلي الأخير لسوريا، لن تقتصر إمدادات روسيا العسكرية لدمشق علي صواريخ S-3oo وإنما ستحصل سوريا علي صواريخ ارض - ارض روسية متطورة من طراز "اسكندر" ، ويؤكد المراقبون العسكريون في تل أبيب أن هذا النوع من الصواريخ هو صاروخ باليستي قصير المدي، يوجه إلي الهدف علي مرحلتين، قادر علي حمل رءوس نووية، ويتمتع بقدرة عالية علي إصابة الهدف بدقة متناهية، تبلغ ما بين 5 إلي 7 أمتار علي مسافة 280 كيلومتراً. وتفجر التسريبات العبرية قنبلة من العيار الثقيل، حينما تعود إلي نص حديث بوتين الهاتفي مع نتانياهو، مشيرة إلي ان بوتين قال بالحرف الواحد: "إن روسيا لن تسمح لإسرائيل أو الولاياتالمتحدة أو غيرهما من دول المنطقة "تركيا وقطر" بإسقاط نظام الأسد من خلال رعونة الطيران الاسرائيلي، ويجب علي تل أبيب استيعاب موقفنا جيداً قبل فوات الأوان". ووفقاً لتقارير الرصد الاسرائيلية، كانت روسيا قد استقبلت خلال الآونة الأخيرة عدداً ليس بالقليل من الضباط السوريين، لتدريبهم علي تشغيل منظومات الصواريخ الروسية التي يدور الحديث عنها، وانه تم نقل جزء منها إلي الأراضي السورية عبر قطار المساعدات العسكرية اليومي بين موسكوودمشق. وفيما يتعلق بأسباب انتعاش قطار المساعدات العسكرية الروسية لسوريا، كشفت دوائر عبرية في تل أبيب النقاب عن أن السبب لا يعود فقط للقصف الإسرائيلي الأخير لجنوب دمشق، وإنما لإعلان الرئيس الأمريكي باراك اوباما اعتزام إدارته منح المعارضة السورية المسلحة أو ما يوصف بالجيش السوري الحر أسلحة متطورة لمجابهة نظام الأسد. وتؤكد تقديرات موسكو الاستخباراتية أن موقف اوباما الأخير لا يعني إلا أن أسلحته المتطورة ستصل إلي أيدي المتمردين في سوريا في غضون أيام إن لم تكن وصلت بالفعل، ولن تقف روسيا مكتوفة الأيدي أمام هذا التطور، الذي قد يعصف بنظام الأسد في غضون أيام معدودة.