غريب أمر البشر هذه الأيام ، يرغب في حصد كل المزايا دون جهد وتعب ، يؤدى الصلوات فى موعدها وفور الانتهاء منها نجده يكذب ويتهرب من أداء عمله الذى يحصل على راتب نظيره . والصلاة . كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وتجعل الانسان مؤمناً بأن الموت مقبل عليه ولابد أن يؤدى دوره فى الدنيا حتى يعيش نعيم الآخرة ، وبشر الأيام الحالية ذو شخصيات مزدوجة .. يكذبون على أنفسهم ، لايعرفون طريق الحق، يناصرون الباطل ويدافعون عنه وقضيتهم الأولى الدفاع عن أى شىء باطل الأمر الذى جعل نفوسهم ملوثة غير نقية حتى أصبح النفاق والرياء أصحاب لهم .. ووصلوا إلى مرحلة ظلم أنفسهم وظلم الغير ، ومن يساند الظلم ولا ينطق بالحق حتما سوف يتحول إلى ظالم . وأحوالنا حتى تنصلح لابد أن نغير من أنفسنا ونعيش الحياة بأننا بشر نؤمن بأن حياتنا هى أيام نقضيها وسوف يكتب عنا التاريخ إذا كانت أعمالنا تفيد الغير لا تضرهم. أما الشخصيات البهلوانية التى لا طعم لها لن تعرف الطريق إلى صفحات التاريخ لن يتذكرهم زملاؤهم أو أحفادهم لأن أعمالهم فى الدنيا وسيرتهم ترفض سطور التاريخ ذكرها ، ولم يقدموا أعمالاً تستوجب أن يذكرها أى انسان . وإذا كنت مظلوماً فى الدنيا لا تنزعج ولا تغضب وثق أن الله موجود وسيأتى اليوم الذى يحل فيه انتقام السماء العادل على الظالم الذى منحه الله فرص عديدة للتوبة ولكنه استمر فى عناده وظلمه .. إلى أن جاء غضب السماء وتحل الكارثة التى تأتى بدون انذار ، وإذا نجا من عقاب الدنيا سينتظره عذاب الآخرة ويومها يكون القصاص للمظلوم والذى يمنحه الله الخيار هل يسامح فى حقه أم لا ..وسوف يكون المظلوم صاحب قراره وكثيراً من ظلم المؤسسة التى يعمل بها ويتقاضى راتبه وعلاجه ويستفيد بكل شىء ولكنه يرفض العمل وتحقيق فائدة للمؤسسة ويصر على الصعود إلى أعلى القمة فى مسرح البطالة غير المقيدة وبعضهم تقمص دور المصلح والناقد. وكثيراً منا أساء استخدام السلطة التى فى يده .. وأصبح من يملك منح المكافآت يستخدمها تبعاً لأهوائه يمنعها عن المتميز الذى يعمل ويكون العمل هو الوسيلة فى التعبير عن شخصه وفى نفس الوقت يمنحها إلى فريقه صاحب كلمات الرياء والنفاق . ومستخدم السلطة فى السوء يعد ظالماً للغير وسوف يحاسب على ظلم السلطة . والله سبحانه وتعالى حرم الظلم وطلب من العباد عدم الظلم ، وكان آخر آية أنزلت فى كتابه عن منع الظلم قال تعالى " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى اللّه ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون " صدق الله العظيم "الآية 280 من سورة البقرة". هل نحن على استعداد لمقابلة الرحمن بأعمالنا هل طهرنا أنفسنا من ظلمنا لأنفسنا للغير ..؟ الفرصة أمامنا.