سلاحف البحر الاحمر في خطر.. تمارس حياتها البحرية في هلع وفزع بسبب مطاردة البشر لها من خلال المنشآت السياحية.. هذه المنشآت أدي صخبها الي اصابتها بالعقم.. ولذا فقد طالب علماء البحار بضرورة تفعيل قانون حمايتها حتي لا يضربها الانقراض وتخرج من مياهنا دون رجعة؟. خلال شهر أغسطس الماضي وبعد انتهاء احد مرشدي الغوص من رحلة غوض ليليه في يوم قمري بأحد شواطئ مرسي علم وبالتحديد بالجزء الجنوبي بمرسي عجله لاحظ تواجد سلاحف بحريه تخرج لتبيض علي الشاطئ. علي الفور تم ابلاغ المهندس احمد شوقي مدير مكتب المحميات الذي توجة لمعاينة الموقع ولاحظ ان الاثار الموجودة علي الشاطئ تشير الي ان عدد السلاحف اثنان فقط ورأي عدد 4 اعشاش تم وضع بيض السلاحف بها ولكن تم حفر إحداها وأكلت الثعالب بقية البيض. وأكد شوقي ان ما تم اكتشافه ورصده بجنوب شاطيء مرسي عجلة يؤكد ان منطقة مرسي علم ما زال بها مناطق شاطئية آمنة و مناسبة لوضع بيض السلاحف بها و ذلك في ظل النمو السياحي بالمنطقة و استغلال الشواطيء سواء عن طريق الأنشطة البحرية من الغوص بالأضافة الي التنمية السياحية من القري والفنادق علي طول خط الساحل. وطالب شوقي اصدار قرار بشان إغلاق جزئي لمناطق أعشاش السلاحف البحرية علي طول شواطيء مرسي علم وعدم دخول تلك المناطق سواء افراد أو سيارات ومنع ممارسة أي أعمال بهذه المناطق الخاصة المحدودة ومنذ هذا التاريخ وحتي يومنا هذا لم يصدر أي قرار لحماية تلك الكائنات المهدده بالانقراض والتي تمثل عامل جذب سياحي هام ومورد طبيعي غاية في الاهميه ورغم ذلك لا يجد هذا الموضوع اي اهتمام من قبل المسؤلين رغم أن كثيرا من علماء علوم البحار أكدوا ان التنمية السياحية العشوائية كانت سببا في القضاء علي كميات كبيره من هذا الكائن الحي المهدد بالانقراض. فقد عاشت السلاحف البحرية علي الأرض لأكثر من 200مليون سنة وقاومت جميع الظروف التي مرت عليها في ظل تغيرات مناخية مختلفة ولكن خلال المئة سنة الاخيرة تواجة السلاحف البحرية وخاصة في البحر الاحمر اخطار الانقراض فهي تتعرض لهجمات شرسة سواء بسبب عمليات التنمية الغير مستدامة أو بسبب الصيد الجائر. يقول دكتور محمود حنفي المستشار البيئي لمحافظة البحر الاحمر ان السلاحف البحرية لها دورة حياة تعيشها وطرق واساليب معيشية قد يستغربها البعض فالسلحفاة البحرية تبيض مرتين أو أكثر في موسم التكاثر، حيث يفقس البيض وتتجه صغار السلاحف إلي البحر. وتعتمد علي نفسها بعيدا عن الأمهات ثم تعيش دورة حياتها الطبيعية وتتنقل مابين البحار والمناطق المختلفة لمدة مابين 25 الي 30عاما وتعود الاناث منها الي مكان نشأتها او بمعني اصح المنطقة التي وضعت فيها ودفنت عندما كانت بيضة وكثيرا في ظل التنمية الغير مستدامة تفاجأ السلاحف البحرية بأن الشواطئ تحولت لقري سياحية ويحدث تنافس مابين بني البشر والسلاحف التي تبحث لمكان للتعشيش فإذا وجدت فندقا او كافيتريا فانها اما ان تقوم برمي بيضها في الشاطئ او تعمل علي امتصاص مكونات البيض لجسمها وتصبح عقيمة ولايحدث تناسل مرة اخري فهناك مقولة ان فرصة تغير السلحفاة لمكان تعشيشها مثل زرع شجرة وسط صحراء ويضيف حنفي ان السلاحف البحرية بالبحر الاحمر كثير منها يتكاثر سواء بالجزر الشمالية او الجنوبية ونتمني ان تبقي بعيدا عن التنمية الغير مستدامة. 7 أنواع وحول انواع السلاحف البحرية يقول د محمد اسماعيل استاذ علوم البحار بجامعه قناه السويس ان هناك سبعة انواع للسلاحف البحرية منها 5 انواع تعيش في البحر الاحمر وهي السلاحف الخضراء و السلاحف صقرية المنقار و السلاحف كبيرة الرأس و السلاحف الزيتونية و السلاحف الجلدية ومن هذه الانواع نوعان فقط اللذان يتكاثران في البحر الاحمر وهي السلاحف الخضراء وتتكاثر في الجزر الجنوبية والسلاحف صقرية المنقار والتي تتكاثر في الجزر الشمالية اما الثلاثة انواع الباقية فهي لاتضع بيضها بالبحر الاحمر وتعيش السلاحف عمرا مديدا وهناك حالات معروفة لبعض السلاحف عاشت لمدة 100 عام، كما أن هناك دلائل لبعض أفراد السلاحف عاشت 200 عام، ويمكن القول إن طول فترة الحياة تختلف من نوع لآخر، تبعا للنوع كما ان السلاحف البحرية تصل إلي النضوج الجنسي عندما يبلغ عمرها من 25 إلي 50 سنة، ولا يختلف عمر نضوج السلاحف صقرية المنقار كثيرا عن السلاحف الخضراء. وقد أجريت دراسات عديدة علي السلاحف البحرية، وتضمنت برنامج تعليم للسلاحف، لمعرفة أعدادها وعمل المراقبة اللازمة عليها، لتحديد عدد مرات وضع البيض خلال موسم التكاثر، والفترة الفاصلة لوضع البيض خلال موسم التكاثروالفترة الفاصلة بين مواسم التكاثر كذلك يتم أخذ القياسات المورفولوجية للسلاحف والبيض وفقس السلاحف ومعرفة نسبة الفقس إضافة إلي معرفة الضغوط الواقعة علي السلاحف وبيئاتها وذلك من خلال برامج رصد تقوم بها محميات البحر الاحمر. دخل سياحي ويؤكد عمرو علي المدير التنفيذي لجمعية هيبكا لحماية البيئة ان السلاحف البحرية ذات اهمية اقتصادية قصوي وذلك لزيادة عدد المحبين من مرتادي رياضة الغوص لمثل هذة الكائنات الحية فمناطق جزر الزبرجد والاخوين وابودباب بمرسي علم وعدد من مراسي الجنوب تزداد اعداد السياح القادمين اليها لمشاهدة السلاحف البحرية. فيما طالبت نورا علي رئيس مجلس ادارة جمعية الحفاظ علي البيئة »هيبكا» بضرورة اصدار قرارات للحفاظ علي هذه الكائنات الحية المهددة بالانقراض بمنع الاقتراب من مناطق تعشيش تلك السلاحف البحرية خلال فترات وضع البيض والتي اكدت معظم الدراسات انها خلال الليالي القمرية خاصة تلك المناطق التي تمارس عليها انشطة الغوص والسنوركيل والمعروفة بأنها مناطق تعشيش للسلاحف .