اثارت الحالة الصحية للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة العديد من المخاوف والتساؤلات والتكهنات حول من سيخلفه لقيادة الجزائر في ظل تدهور حالته الصحية وسفره للعلاج في باريس بعد اصابته بجلطة دماغية. ورغم التأكيدات الرسمية بأن وضع الرئيس مستقر وأنه لا يوجد شئ يدعو للقلق، لم تتوقف وسائل الإعلام عن طرح السيناريوهات المستقبلية للجزائر إذا ما غاب بوتفليقة عن المشهد السياسي خاصة وانه يعاني من مرض السرطان الذي قد لا يمكنه من إكمال فترة رئاسته الثالثة والترشح لمرة رابعة كما كان ينوي في انتخابات الرئاسة التي ستجري في ابريل من العام المقبل. وقد كثر الحديث في الاسابيع الاخيرة عن تورط عدد من اقاربه في فضائح فساد، خاصة شقيقه السعيد بوتفليقة الأستاذ الجامعي والنقابي السابق الذي عينه بوتفليقه مستشاره الخاص منذ وصوله للسلطة عام 1999 ولكنه اقاله مؤخرا بعد ان نشرت الصحف فضائح اتهامه في قضايا فساد في قطاع الطاقة الكهربائية .وأشار البعض أن حالة بوتفليقة ساءت كثيرا في الآونة الاخيرة نتيجة الشد العصبي الذي تعرض له بسبب هذه الفضيحة. ورغم تأهب كثيرين من قبل إلي امكانية ترشح بوتفليقة لفترة رئاسية رابعة إلا ان التطورات الأخيرة جعلت الجميع يفكرون في الخليفة الذي سيأتي باختيار شعبي ديمقراطي وان الجزائر لن تسقط في براثن الفوضي التي اصبحت السمة المميزة لكثير من جيرانها بعد ثورات الربيع العربي التي استطاع النظام الجزائري النجاة منها حتي اليوم.. ومع ان الجيش هو من يختار الرئيس منذ استقلال الجزائر في 1962 إلا ان الكثير يرون ان المشهد سيختلف هذه المرة . ووجه عدد من السياسيين الدعوة للرئيس بوتفليقة ان يعلن عن اجراء انتخابات رئاسية مبكرة كي تمر مرحلة انتقال السلطة بسلاسة دون حدوث أية مشاكل علي غرار ما فعله الراحل هوجو شافيز عند معرفته بتدهور حالته الصحية. ومن المتوقع ان تشهد الايام القادمة طرح عدد من الأسماء لخلافة بوتفليقة حيث يتركز حديث السياسيين الآن عن لخضر الإبراهيمي مستشار بان كي مون والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلي سوريا، والذي يتصف بالهدوء والاتزان و يجمع بين تأييد القوي الغربية والعربية اضافة إلي شعبيته داخل الجزائر كبديل مدني مناسب لا ينتمي للجيش.