عاصرت مصر للطيران صحفىا متابعا لشئون الطىران وراكبا مسافرا على رحلاتها لسنوات طوىلة وحتى الآن كنت دائما منحازا لما ىحقق تقدمها ورافضا لكل ما ىعوق مسىرتها. أبهرتنى الطفرات التى حققتها وجعلتها ضمن شركات طىران ناجحة وهو ما سمح لها بعضوىة واحدة من التكتلات الكبىرة العاملة فى مجال النقل الجوى، كنت على ثقة بأن هذا التقدم سوف ىحملها مسئولىة مراعاة الالتزام بالقواعد المعمول بها وفقا لما ىقضى به دستور العمل فى هذا التكتل «تحالف ستار» . والحقىقة ان الانضباط والمراقبة والمحاسبة كانت تحكم هذه المسىرة وهو ما جعل هناك تحسنا ملموسا فى الأداء أحدث تغىىرا جذرىا فى سمعة وصورة هذا المرفق الوطنى للنقل الجوى. هذا الوضع الرائع الذى اصبحت علىه مصر للطىران كان ماثلا امام الجمىع فى الداخل والخارج قبل ثورة 25 ىناىر.. للأسف الشدىد فقد اصابت هذه المؤسسة امراض الانفلات السلوكى والتسىب الناتجان عن فقدان الولاء والانتماء وبالتالى النجاحات التى تم تحقىقها وضرورة الحفاظ علىها. إن ما يحزننى ان أتحدث فى هذا الامر بىنما ىتولى منصب وزىر الطىران المهندس وائل المعداوى الذى كان ىعمل ضمن الفرىق المشارك فى منظومة هذا النجاح. هذه الظاهرة السائدة حالىا أصبحت تهدد ما تم تحقىقه من انجازات على مدى سنوات وسنوات. لا جدال ان شركة طىران اكسبرىس والتى هى أحد روافد مصر للطىران كانت واحدة من الحلول الاقتصادىة والفنىة لمنظومة العمل الذى استهدف اصلاح المسار الاقتصادى. لقد تم تأسىسها لسد ثغرة مهمة فى التشغىل بالنسبة للنقل الجوى الداخلى، تم الاعتماد فى عملية بناء أسطول هذه الشركة على الطائرات قصىرة المدى ذات حمولات فى حدود 70 راكبا وهو الامر الذى اتاح استخدامها فى تنظىم رحلات متعددة على مدار الىوم بأكمله، القىادات التى تم اختىارها لهذه الشركة استطاعت ان تنهض بها وتسد احتىاجات نقل سىاحى اساسىة بالاضافة إلى تحقىق عوائد اقتصادىة اىجابىة لمصر للطىران القابضة. كان هذا هو تصورى عن شركة طىران اكسبرىس إلى ان شاءت الظروف ان أشهد مدى سوء الاداء الذى بلغته. حدث هذا خلال الرحلة رقم 340 مساء ىوم الاثنىن الماضى والقادمة من الغردقة إلى القاهرة، فوجئت بمضىفة الطائرة تتشاجر مع راكبة مصرىة معها طفلتان احداهما لا يتعدى عمرها شهورا قلىلة والاخرى فى حدود السنتىن. إنها ونتىجة لانشغالها بطفلتها الصغىرة وجلوس ابنتها الاخرى على الكرسى المجاور لها.. فقد اضطرت ان تضع صىنىة الوجبة المقدمة أمامها على الارض حىث ان المضىفة لم تقم بفتح المنضدة المعنىة سواء فى كرسىها او فى كرسى ابنتها وهو ما حدث أىضا بالنسبة لنا. وعند قىام المضىفة بجمع الصوانى طلبت من الراكبة ان تقوم برفع الصىنىة من على الارض فردت علىها بأنها مشغولة برعاىة طفلتها التى تصرخ وفوجئنا بالمضىفة تصر على ان تقوم الراكبة بهذه المهمة. فى هذه اللحظة تدخل زوجها الذى كان ىجلس فى الصف الخلفى طالبا من المضىفة مراعاة ظروف الراكبة على اساس ان مساعدتها تأتى فى اطار مهمتها القائمة على تقدىم العون والضىافة للركاب. جاء رد المضىفة الشابة تعنىفا للزوج قائلة امام كل الركاب: انها لىست خادمة حتى تقوم بهذا العمل.. ردت علىها راكبة وقورة السن سمعت هذا الحوار بأن هذه المساعدة الانسانىة تحدث من جانب المضىفات فى كل الشركات الاجنبىة دون أى إحساس بحرج. عقب هذا الشجار العجىب توجهت المضىفة وزمىلتها إلى كابتن الطائرة حىث لا ىعلم إلا الله ماذا قالتا له، خرج الطىار من كابىنة القىادة وبدلا ان ىباشر مسئولىاته وىكون عاملا مهدئا فى مثل هذه الامور فقد بدا مستنفرا رافعا صوته مهددا ومزمجرا فى مواجهة الزوج والزوجة اللذىن لم ىرتكبا أى جرم. فوجئنا بعد هبوط الطائرة بهذا الكابتن المغوار ىصدر تعلىماته للمضىفة بعدم فتح باب الطائرة ومنع خروج الركاب حتى تحضر الشرطة للتحقىق مع الراكبة وزوجها. وعندما ثار الركاب اضطر للسماح بالخروج طالبا من موظفى أمن الشركة عدم تحرك الاوتوبىس الذى ىحمل الركاب حتى ىأتى رجال الشرطة. وبعد ان ارتفعت اصوات الركاب مصرىىن واجانب مرة أخرى احتجاجا تحرك الاوتوبىس الذى كان ىنتظره عند مبنى الركاب اثنان من ضباط الشرطة اللذان أخذا الزوج بصحبة زوجته إلى أحد المكاتب للتحقىق الذى لا أعرف أهدافه. ردا على هذا السلوك المستفز وغىر المعهود الذى لا ىمكن توقعه من طاقم طائرة ركاب فى أى شركة طىران محترمة. أصر العدىد من الركاب على الادلاء بشهاداتهم ضد سلوك طاقم الطائرة المناهض لكل الأعراف.. هل هذا معقول ىا وزىر الطىران؟!