لم تكن محاكمة العادلي حلما وإنما كانت حقيقة.. الكل كان في انتظار هذه اللحظة .. الجميع زحف ورائه إلي محكمة القاهرةالجديده بالتجمع الخامس ويمني نفسه انه حانت اللحظة التي يري فيها كل الفاسدين امام القانون سواسية لافرق بين وزير أو غفير هي ساعات قليلة كانت تسبق جلسة المحاكمة وامام المحكمة تجمع الأهالي والمواطنين الذين حملوا لافتات تطالب بمحاكمة العادلي الذي اطلقوا عليه السفاح ولم تمنعهم الاجراءات الأمنية المشددة وهي خطة تأمين وزير الداخلية السابق وانتشرت امام المحكمة أربع دبابات ومصفحة ومايقرب من 0003 ضابط ومجند من قوات شرطة مديرية أمن حلوان. لحظات قليلة وكانت سيارة مصفحة مسرعة قادمة في اتجاه المحكمة منذ اللحظة الأولي التي شاهدها الجميع لم تكن في حاجة لتعرف انها تحمل وزير الداخلية المتهم الذي كان يجلس داخلها ولأول مرة حبيب العادلي يقوم من نومه في الفجر ولايجد العز الذي كان يعيش فيه ولا السيارة التي كانت تنتظره امام منزله لتقله إلي نادي الجزيرة الذي يمارس فيه لعبة الاسكواش والتنس قبل ان يحمله موكبه في طريقه للذهاب الي مكتبه في لاظوغلي وهو يشرب فنجان القهوة ليباشر عمله لكن لم تعد كل هذه.. صارت ذكريات يسترجعها الوزير المتهم الذي يجلس الآن داخل حجرة لاتتجاوز ثلاثة امتار في مترين.. سايس الجراج! محاولات وكانت عدسات المصورين تحاول بكل ما أوتيت من قوة وحركات بهلوانية التقاط صورة للوزير المتهم لكن كلها باءت بالفشل والإحباط وشاهدنا هذا علي وجه زملينا المصور الصحفي عبدالهادي كامل الذي قال لنا »أنه اتفق مع سايس جراح المحكمة ان يتقمص دوره ويتركه يعمل مكانه ويمسك بالفوطة ليمسح سيارات الجراج في محاولة لالتقاط صورة للوزير المتهم«!.. وافق السايس وانتظر زميلنا المصور حتي انتهاء جلسة المحاكمة بدقائق قليلة ونجحت المحاولة التي حانت فيها لحظة خروج الوزير واقترابه من المصفحة ووجد نفسه امام الوزير وجها لوجه .. امسك بالكاميرا التي كانت في وضع استعداد وهو يتخفي وراء إحدي سيارات الجراح وقبل ان يرفع الكاميرا وجد زميل مصور آخر يقف بجانبه هنا التفت الحرس الذي يؤمن وزير الداخلية السابق وامسك بهما أعطي لهما وصلة من السباب واحتجزهم بمكتبه حتي يضمن خروج امن للوزير دون ان يلتقط له صورة بالزي الابيض.. لكن الغريب هو الإصرار الكامل علي عدم محاولة التقاط صورة لوزير الداخلية المتهم.. فما هو السبب وراء هذا الإصرار غير المبرر فهو الآن متهم سقطت عنه كل السلطات؟! داخل قفص الاتهام! في هذا الوقت الذي كان يجلس فيه حبيب العادلي وزير الداخلية السابق في مكتبه بلاظوغلي ويباشر عمله يأمر وينهي كيفما شاء وكأنه يحكم مصر كلها .. انقلب به الحال وأصبح الآن متهما يجلس داخل قفص الاتهام وظهر وزير الداخلية في نفس الوقت الذي ظهرت فيه هيئة المحكمة علي المنصة ولأول مرة في حياته يرتدي ملابس السجن ويغطي وجهه بكاب ابيض بهدف حجب رؤيته واصطف امام قفص الاتهام حائط بشري من أفرد الشرطة.. في بداية الجلسة نادت المحكمة علي المتهم ولأول مرة يسمع الوزير المتهم اسمه حبيب ابراهيم حبيب العادلي دون لقب وزير او بك داخل قفص الاتهام.. لافرق بينه وبين متهم آخر.. لحظات وانتفض واقفا من كرسي بلاستيك ابيض تم وضعه ليجلس عليه داخل القفص بعد ان فقد كرسيه المطرز بماء الذهب وظهر العادلي لأول مرة وهو يرد علي المحكمة ايوه يافندم انا حبيب العادلي!.. مرة اخري جلس العادلي المتهم علي كرسيه في قفص الاتهام وتم حجب الرؤية عنه.. وعندما بدأت النيابة في تلاوة أمر الإحالة وقف العادلي وظهر وجهه الشاحب عندما رفع الكاب من علي رأسه وامسكه في يده وظل ينظر إلي النيابة وهي تقول ان حبيب ابراهيم العادلي »47« بصفته موظفاً عاما وزير الداخلية السابق حصل لنفسه علي منفعة من أعمال وظيفته بان اصدر تكليفا الي مرؤوسيه من الضباط بوزارة الداخلية المسئولين عن ادارة جمعية النخيل التعاونية للبناء والاسكان للضباط العاملين بأكاديمية الشرطة بسرعة ايجاد مشتري لقطعة ارض مخصصة له بمنتجع النخيل وتم بيعها الي محمد فوزي رئيس مجلس ادارة شركة زوبعة والمسند إليها تنفيذ مشروعات لصالح وزارة الداخلية فحقق المتهم منفعة لنفسه بلغت 4 ملايين و058 ألفا. هنا قامت المحكمة عقب انتهاء النيابة من أمر الإحالة بالنداء مرة اخري علي المتهم حبيب العادلي وسألته بصفتك موظف عام هل تربحت من وظيفتك اجاب العادلي قائلاً : محصلش يافندم وسألته المحكمة مرة أخري هل ارتكبت جريمة غسل الاموال أجاب ثانيا لا محصلش يافندم! وقدم ممثل النيابة لهيئة المحكمة تقريرا من اللجنة المشكلة من البنك المركزي مكون من 9 ورقات وابدي استعداده للمرافعة. وقبل انتهاء الجلسة التي استمرت عشر دقائق حدثت مشادة بين المحامين ورئيس المحكمة المستشار المحمدي قنصوه بسبب طلب أحد المحامين المدعين بالحق المدني استمرار حبس المتهم، فاعترض القاضي علي الطلب وقام برفع الجلسة. وبعد خمس دقائق عادت هيئة المحكمة مرة أخري لتعلن تأجيل القضية الي جلسة 2 ابريل القادم للإطلاع والاستعداد للمرافعة مع استمرار حبس المتهم.. خرج المتهم حبيب العادلي من قفص الاتهام إلي السلم الداخلي للمحكمة ثم إلي جراح بالبدروم واستقل السيارة المصفحة دون ان يراه احد.