اغتيال السادات.. العمليات الانتقامية التى استهدفت الشرطة.. محاولات اغتيال مبارك.. وزراء الداخلية، كلها ملفات شائكة كشف عنها اللواء حمدى البطران احد القيادات السابقة بوزارة الداخلية ، في كتاب "الأمن من المنصة للميدان" الذي ضم أسرار جهاز الأمن المصرى خلال ثلاثين عاماً.. نقاشات حامية، وأسرار أكثر، كشفتها ندوة نقاشية ، أُقيمت بدار العين للنشر "ناشر الكتاب" وسط حضور ضباط جيش وشرطة سابقين، وكُتاب وشعراء.. بداية قال "البطران" أن سياسية الأمن ضائعة، فمن يأتي وزيراً من أمن الدولة له فريق، ومن يأتي من الأمن العام له فريق وطريقة أخرى، ولم يعد لجهاز الأمن فلسفة محددة، فكل من يأتي يجتهد اجتهادات خاصة، فوجدنا أنه لاتوجد استراتيجية عمل، بعد أن قُتل السادات وسط أهله، فتناولت العديد من الملفات داخل كتاب "الأمن من المنصة إلى الميدان"، كان من بينها "تكميم الأفواه"، وأشرت إلى ما حدث لى أنا واثنين من رجال الشرطة، هما الدكتور عقيد محمد محفوظ وعميد محمود قطري، فكل منا تعرض للفصل بسبب تأليفه كتاب كشف فيه ما يجرى داخل الوزارة. ملفات خطيرة وتابع: كما تحدثت عن ملفين خطيرين، هما ملف "الأقباط" و"سيناء" لأن ملف الأقباط في البداية كان مع الأوقاف، وكل مشكلة كان يتم حلها ، لذلك لم نسمع أيام عبد الناصر عن حوادث فتن طائفية، لكن أنور السادات أعطاه للأمن، وبدأت أمن الدولة تسلك الحلول السريعة، دون فحص لأسباب التوتر، وعندما بحثنا وجدنا أن لها أسباب بين المسلمين والأقباط، أهمها الزواج، والمسرحيات المسيئة بين الجانبين، وبناء الكنائس، كما أنه عند الاختيار للوظائف فإن مبدأ الولاء يكون أهم من الكفاءة، ويتم الاختيار عن طريق أمن الدولة. دمروا مزرعة "ياميت" وتحدث لواء الشرطة السابق عن ملف سيناء، حيث قال: طرح حسب الله الكفراوي مشروعا لتطوير سيناء، ولم يُنفذ، وكان يُريد نقل كثافة سكانية إلى سيناء لتعميرها، وحينما ذهبت لسيناء وشاهدت مزرعة "ياميت" التى دمروها حزنت لأنها كانت قطعة من الجنة، كما أن أغلب الضباط الذين عملوا بسيناء كانوا يتاجرون مع العرب عبر الأنفاق، فأعطى انطباع للأجهزة الأمنية عن عرب سيناء أنهم ليسوا مصريين، رغم أن من بينهم أبطال قدموا تضحيات كبيرة، كما أن تفجيرات طابا في 2004 ولدت القسوة على أهالى سيناء، فبدأ الأمن في التعامل معهم مثلما يتم مع الصعيد المتهم الذي لايجدونه يأخذون زوجته، وكان ذلك عامل لخلق عداء بين الشرطة والمواطنين، ومن كانوا يقفون على الحياد أصبحوا متطرفين. رحيل العادلى وأضاف "البطران": كنا نتوقع أن يرحل حبيب العادلي عن منصبه فى عام2005 بعد حادث طابا، لكن فريق التوريث في النظام السابق قال لابد من استمراره لأنه من سيأتي ب جمال مبارك رئيساً، وتحرش بكل من كان يتحدث في السياسة، والأوضاع السياسية كانوا يأخذونها بمحمل الخطورة، رغم أنها لم تكن خطيرة ولو كان مبارك استمع للناس، لما كانت نهايته هكذا. وطالب البطران، بأن يقتدى الأمن المصرى بجهاز الأمن الفرنسى الذي يتعامل بموجب قوانين حقوق الانسان، وهو شىء أساسي لديهم مُحذراً أنه إذ لم تكن هناك سياسة لكبح جماح رجال الشرطة سيكون هناك انتقام أكثر، والثوار من سيدفعون الثمن. بينما تحدث اللواء طيار محمد زكي عكاشة أحد أبطال حرب أكتوبر قائلاً: ملف سيناء لم نعطيه حقه حتى الآن، ورغم صرخاتنا منذ سنوات إلا أننا أخرجناها من أقاليم مصر وباتت معرضة للضياع، ولابد من التأكيد على أن أهالي سيناء ناس عظماء، عاشرتهم منذ 1967إلى 1973 وشعبهم كان رائعا، أى شخص كان يقفز من الطائرة يأخدونه لحمايته، وأى مريض يعالجونه لدرجة أننا عندما كنا نُريد الاستطلاع كنا نُرسل ضابط صاعقة، يستلمه أحد ابناء سيناء يجلس أسبوع اثنين .. وأكثر، ويقدمون له المأكل والشراب والاقامة، ودائماً أقول أن مصر كلها اشتركت في الضربة الأولى أهمهم أهالى سيناء لأنهم وضعوا المواقع تحت أيادى الطيارين. أمن عشوائي وقال الكاتب الصحفي حلمي النمنم "رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال سابقا" أن حادث المنصة يُثبت أنه لم يكن في مصر جهاز أمن، بل كان هناك أمن عشوائي، وهو ما جعل حسني مبارك يقوم بعمل خطة أمنية كبيرة، كأنه داخل في صراع مع الجماعة الاسلامية، وكان الاخوان المسلمون سنده في هذا الصراع، وكانوا يُمثلون لمبارك التيار المعتدل، ومع ذلك كان مبارك يُرسل رسائل للمتشددين، تقول أنه مستعد للتصالح معهم. وفتح النمنم ملف الانتهاكات فى عهد حبيب العادلى قائلاً: أن جمال مبارك اتصل بحبيب العادلي في مظاهرات 2005أمام نقابة الصحفيين وقال له "يا (......) أمك سايب شوية عيال بيشتموا فى سيادة الرئيس" فكان رد الفعل، أن قام بلطجية بالاعتداء على الصحفيين في حماية الشرطة. كما دافع العقيد خالد عكاشة ضابط الشرطة السابق" عن جهاز الأمن كاشفاً ما كان يُشاهده في فترة انتشار الارهاب، وأن زملاءه كانوا يُقتلون لمجرد انتمائهم للشرطة وكان المتشددون يستوقفون السيارات ، ثم يفحصون من بداخلها، ومن يجدونه من الشرطة، يتم انزاله، وإطلاق النيران عليه، دون ذنب. اغتيال السادات! واحتوى كتاب "البطران" على تصريحات للواء فؤاد علام ، وكيل جهاز مباحث امن الدولة السابق، والذي كشف معرفة جهاز الأمن بمخطط اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات قبلها بساعات، كانت كافية لإنقاذ حياته، مؤكداً أن مصدرا هاما لأمن الدولة تمكن من اختراق صفوف المنفذين، وعلم بالمخطط في صباح يوم 6أكتوبر 1981، وذهب لضابط شرطة بمنطقة الساحل بالقاهرة، وأخبره بالمعلومة وكان بإمكان الضابط إبلاغ القيادات الأمنية مباشرة، إلا أنه فضل اتخاذ التسلسل القيادي، ولم يتمكن للوصول لبعضهم، مما أضاع وقتاً كثيراً، إلى أن تم ارسال ضابط برتبة نقيب إلى المنصة للقاء وزير الداخلية واخباره بالأمر، لكن الحرس الجمهوري منعه من الدخول، مؤكداً أنه لايُسمح لأحد بالدخول بعد الرئيس، وفي اثناء المشادات، سمع صوت إطلاق الأعيرة النارية، والقنبلة التي تم تفجيرها، فعاد مسرعاً إلى الوزارة. وقال الحارس الشخصي لوزير الداخلية، أنه شاهد الضابط أثناء المشادة مع الحرس الجمهوري، إلا أنه اعتقد أنه ضابط "تافه" يُريد الدخول لمشاهدة العرض، ولم يوله اهتماما، قائلاً "ليتني ذهبت له". أول محاولة لاغتيال "مبارك" كما أشار الكتاب إلى محاولة اغتيال الرئيس السابق محمد حسني مبارك، والتي تم التعتيم عليها إعلامياً، لأن المحاولة تعني أن هناك من يكره الرئيس في حين دأب الإعلام على تصويره على أنه الرئيس المحبوب، وكانت بزرع 12عبوة ناسفة ما بين مهبط المطار حتى البوابة الرئيسية بعناية فائقة بحيث لايتمكن الأمن من كشفها، بجانب وضع قوالب متفجرات من نوع T.N.Tداخل تنكات من السولار، وتم اكتشاف المخطط بالصدفة.