ما هو السبب في ذلك؟! ببساطة لأن الحزب فتح باب التوقعات والإمكانيات.. الحزب قال إنه يستطيع وقادر علي تحقيق الطموحات!. وطبيعي أن يتصور الناس أن الحزب قادر علي كل شيء.. أليس هو الذي أعلن أنه سيوظف ويعالج ويعين ويصلح المايل ويزوج الفتيات ويعطي شُققاً للمتزوجين حديثاً؟!.. إذن لابد أن نحاسبه علي ما وعد.. لا أحد فكر في أن الوعد الذي قطعه الحزب علي نفسه كان تعداد السكان 75 مليوناً. والآن يقتربون من 83 مليون نسمة.. الذي وعد به الحزب تحقق لكن طموحات الناس لا تقف عند حد معين.. حزب الأغلبية مسئول عن تحقيق الآمال والأحلام والأماني.. ذنبه انه الكبير.. والكبير في أي عائلة يكون مسئولا عن كل شيء.. من يأخذ مصروفا يريد زيادته.. ومن تزوجت تنظر إلي فرح أختها انه كان الأفضل.. ربما تكون الابنة الكبري تزوجت والأب ميسور والأخري تزوجت وهو يمر بأزمة.. عادة الأبناء لا يقدرون وهذا حقهم.. والآباء يتألمون وهذا قدرهم. الحزب الوطني يريده الناس أن يفتح لهم "طاقة القدر".. يصفقون فتتحقق أمانيهم.. والحزب يعمل علي ذلك قدر المستطاع.. لكن الممكن يختلف عن المتاح.. والمتاح غير المطلوب.. والمطلوب غير الأحلام. الحزب يعمل وفقا لخطة تطلب من المواطنين المشاركة في التخطيط والتنفيذ.. لا يمكن أن يعمل الحزب وفقاً لإنتاجية منخفضة من العاملين والموظفين.. ولا يمكن أن يبدع في ظل روح انهزامية تدعو المواطنين إلي السلبية ومقاطعة الانتخابات والتحرك بعيدا عن المشاركة السياسية. الحزب الوطني ليس مسئولا عن الاحباط الذي انتاب أحزاب المعارضة عندما فاقت توقعاتها إمكانياتها وأسرفت في أحلامها بشأن أدائها في الانتخابات. فلما اصطدمت بصخرة الواقع هربت إلي سراب تحركه أطماعها ورغباتها التي لم تصل بها إلي مقاعد البرلمان.. إن الذين ادعوا التزوير في نتائج الانتخابات الماضية كانوا أيضاً مثل الذين ادعوا أن الوطني لم يحقق إنجازات.. خطة الوطني في الانتخابات اقتربت في الهدف والتخطيط من خطته في برنامج الرئيس الذي تم تقديمه ..2005 البرنامج الانتخابي الذي شمل محاور رعاية الفقراء ومحدودي الدخل وقري الظهير الصحراوي ومشاريع الإسكان "ابني بيتك" والألف قرية الفقيرة ومشروعات المياه النقية والصرف الصحي وتطوير الوحدات الصحية وكادراً للمعلمين والأطباء وتحسين وسائل النقل وتدعيم المواطنة والتعديلات الدستورية والإصلاح الاقتصادي. كلها تمت بعد دراسة دقيقة لأحوال مصر والمصريين.. هذه الدراسة بدأت منذ عام 2002 وحتي ..2005 ثلاثة أعوام تفرغ خلالها الحزب الوطني لدراسة أحوال المصريين وتوزيعهم جغرافياً علي المناطق التي تحتاج تدخلاً سريعاً. لذلك كان الصعيد علي رأس الأولويات.. نفس الشيء حققه الحزب الوطني في الانتخابات.. استطلع آراء أكثر من 2 مليون من أعضائه وهو رقم لا يتوافر بأي حزب افريقي أو عربي.. أجري 3 مسارات لتقييم مرشحيه.. المجمعات الانتخابية واستطلاعات الرأي ومعرفة رأي أمناء الأحزاب والقيادات.. غرفة عمليات الوطني ضمت 460 مسئولاً ونجم عن هذا التخطيط أن توجه 14 مليون مواطن للتصويت.. 33% من المسجلين بالجداول.. تحسن رقم الناخبين فتحسنت أغلبية الوطني. لم يعجب اكتساح الحزب للانتخابات المعارضة وقالوا إننا نريد نصيبنا.. كما لو كان ميراثا يقسم بين ورثة.. لا صراعا بين أحزاب.. هل فكر أحد لماذا لم يطالب الذين ادعوا التزوير بإعادة فرز الصناديق؟ لماذا لم يطلب أحد احصاء البطاقات بطاقة بطاقة؟ لماذا لم يعترف أحد بأن تحالف الوطني. الوطني في الدوائر المفتوحة المعروف باسم الترشيح الثلاثي أو الثنائي هو الذي قصم ظهر المحظورة؟ لماذا لم يعترف أحد بأن الجميع أسسوا توقعاتهم علي نتائج 2005 وهي تختلف دائماً عن 2010 في شيء جوهري وهو أن الوطني ظل يعمل 5 أعوام في صمت بينما كانت المعارضة ترفع الشعارات وتنظم المظاهرات والمسيرات والاحتجاجات. ونسوا أن المصريين كانوا يراقبونهم لأنهم لم يقدموا شيئا للوطن!