رغم أن صافرة البداية الرسمية لم تُطلق بعد، دخلت الأحزاب السياسية إلى الساحة الانتخابية بكامل عدتها، مدفوعة بشغف العودة إلى الواجهة أو الحفاظ على مكاسبها، فتحوّلت مقار الأحزاب إلى خلية نحل، حيث الاجتماعات المغلقة تتوالى، والمشاورات تشتد، والعيون تتجه نحو تشكيل القوائم الانتخابية التى يُراهن عليها الجميع. فى الكواليس، تدور اتصالات لانتقاء أسماء المرشحين، وتُنسج التحالفات بعناية بين من يسعى إلى تكوين جبهة قوية، ومن يطمح لاختراق مناطق نفوذ جديدة.. أما فى العلن، فالأحزاب تطلق وعودًا وشعارات وتستعرض برامج مصقولة بعناية، فى محاولة لاستعادة ثقة الشارع وكسب أصوات الناخبين. صدق الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأسبوع الماضى، على تعديلات قوانين مجلسى النواب والشيوخ وتقسيم الدوائر الانتخابية، تمهيدًا لإجراء الانتخابات البرلمانية. ونشرت الجريدة الرسمية قرار رئيس الجمهورية بتعديل بعض أحكام قانون مجلس النواب الصادر بالقانون رقم 46 لسنة 2014 والقانون رقم 174 لسنة 2020 فى شأن تقسيم دوائر انتخابات مجلس النواب. ورغم أن جرس السباق الانتخابى لم يقرع فعليًا حتى الآن، من الهيئة الوطنية للانتخابات بإعلان المخطط الزمنى للعملية الانتخابية؛ فإن تصديق الرئيس السيسى على قوانين الانتخابات كان بمثابة الضوء الأخضر لتحرك الأحزاب والقوى السياسية، بمختلف تشكيلاتها وأماناتها المختلفة بالمحافظات، خاصة مع اقتراب موعد انتخابات مجلس الشيوخ - التى من المتوقع أن تُعقد خلال أغسطس المقبل - وتتبعها انتخابات مجلس النواب. وفى الوقت الراهن، تعكف الأحزاب على التدقيق النهائى فى اختيار مرشحيها لخوض الانتخابات على المقاعد الفردية، وفقًا للقواعد والرؤى الخاصة بكل حزب، فيما يظل التشاور بشأن القائمة الوطنية مستمرًا حتى الآن، للتوصل لقائمة موحدة تضم القوى والكيانات السياسية كافة، فى حين لم تحسم أحزاب تحالف الطريق الانتخابى (العدل والإصلاح والتنمية والمصرى الديمقراطى الاجتماعي) موقفها حتى الآن من الانضمام إلى القائمة الوطنية، أو تشكيل قائمة منافسة. نتمسك بالقائمة الوطنية قال النائب تيسير مطر، رئيس حزب إرادة جيل، والأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية - الذى يضم تحت مظلته 42 حزبًا - إن التحالف اجتمع الأربعاء الماضى، لمناقشة موقف الأحزاب من المشاركة بالانتخابات على المقاعد الفردية، ودور التحالف فى القائمة الوطنية التى يتم إعدادها. وأضاف «مطر» - فى تصريحات ل«روزاليوسف»- أنه من الممكن أن تُجرى مشاورات بشأن القائمة الوطنية خلال الأسبوع الجارى، مشددًا على أن وجود قائمة موحدة هو الأفضل والأنسب للمرحلة الحالية، حيث تضمن تمثيل مختلف الأحزاب والقوى السياسية بالبرلمان، مؤكدًا تمسك التحالف بأن يكون جزءًا من القائمة الوطنية. وبالنسبة للنظام الفردى، أوضح أن الحزب لن يخوض الانتخابات على المقاعد الفردية فى كل الدوائر، بل سيركز على الدوائر التى لديه بها مرشحون جيدون، مشيرًا إلى أن الحزب لديه الآن 3 مرشحين لمجلس الشيوخ، قادرين على المنافسة بقوة للفوز بدوائرهم الانتخابية. وتابع رئيس حزب إرداة جيل: «لسنا من الأحزاب التى تقبل تبرعات، فنحن نخوض الانتخابات باستراتيجية حزبية محددة، ترتكز فى اختيار المرشحين على الكفاءة والتأثير وليس العدد». مسار انتخابى واحد ومن جانبه، أكد خالد فؤاد، رئيس حزب الشعب الديمقراطى، أن تحالف الأحزاب المصرية سيكون جزءًا من القائمة الوطنية التى ستخوض انتخابات مجلسى الشيوخ والنواب. وأوضح «فؤاد» فى تصريحات ل«روزاليوسف»، أنه قبل نحو 4 أشهر تم عقد اجتماع داخل حزب مستقبل طن، شارك فيه نحو 10 أحزاب، تم الاتفاق خلاله على تشكيل قائمة وطنية موحدة لخوض الانتخابات البرلمانية، وستشكل من الأحزاب التى شاركت فى الحملة الانتخابية للرئيس عبدالفتاح السيسي؛ باعتبار أن لديهم توجهًا سياسيًا واحدًا. وأضاف إن هذا ما تم التأكيد عليه خلال مناسبات عدة لاحقة، خاصة ما أكده النائب أحمد عبدالجواد نائب رئيس حزب مستقبل وطن، «بأننا كأحزاب خضنا مسارًا سياسيًا واحدًا، لذا سيكون مسارنا الانتخابى واحدًا». ونوه «فؤاد» إلى أن ما أثير مؤخرًا بشأن ملامح القائمة الموحدة، غير صحيح، وأنه حتى الآن لم يتم الاتفاق على عدد الأحزاب أو نسب المقاعد داخل القائمة. وأشار رئيس حزب الشعب الديمقراطى، إلى أن الانتخابات على المقاعد الفردية تحتاج لتنسيق يتناسب مع مدى شعبية كل مرشح بالدائرة التى سيخوض المنافسة بها. «حماة الوطن» مستعد قال الدكتور عمرو سليمان، المتحدث الرسمى باسم حزب حماة الوطن، إن الحزب لم ينضم إلى أى تحالف انتخابى ضمن نظام القوائم حتى هذه اللحظة. وأضاف «سليمان» فى تصريحات ل«روزاليوسف»، أن تركيز حماة الوطن الآن منصب على اختيار مرشحى المقاعد الفردية، مؤكدًا أن الحزب سينافس على 100 % من مقاعد النواب والشيوخ. وأوضح المتحدث الرسمى باسم حماة الوطن، أن الحزب يراعى فى اختياراته لمرشحى للفردى، أن تتوافق مع المرحلة القادمة للدولة المصرية، باختيار عناصر جديرة بتمثيل الشعب، لديهم قدر عالٍ من الثقافة الحزبية والسياسية والتشريعية. وأشار «سليمان» إلى أن اختيار المرشحين، لن يتم بمنطق المكافأة لعضو الحزب؛ بل وفقًا لقواعد محددة ترتبط بحرفية كل شخص فى مجاله. ارتباك سياسى أكد حزب المستقلين الجدد، أن ما تم تداوله من أنباء عن القائمة الوطنية، أحدث ارتباكًا فى الشارع السياسى فى توقيت حساس، وهو الأمر الذى تم تداركه بالنفى الذى جاء من بعض الأحزاب. وقال الدكتور هشام عنانى رئيس الحزب، إن تداول أخبار كتلك يجب أن يحكمها الضمير الوطنى فى توقيت دقيق نحتاج فيه إلى استمرار حالة الاصطفاف الوطنى الذى تحقق بفضل حكمة القيادة السياسية والانفتاح السياسى الذى تحقق بالحوار الوطنى. وأضاف «عناني»، أن الاستحقاقات الدستورية واجبة، والتجربة المصرية يتابعها العالم كله، وأن ما تحقق من الحوار الوطنى بالتأكيد سيستمر ويُحافظ عليه. وأكد على دعم الحزب للدولة المصرية وإعلاء مصلحة الوطن بعيدًا عن النظرة الضيقة التى يتخندق فيها بعض الأشخاص لتحقيق مصالح شخصية أو حزبية؛ لأن الأصل فى التجربة الحزبية هو دعم الحياة السياسية بالمشاركة الجادة التى تُعلى مصلحة الوطن والمواطن. 6 7 8 9