ماذا تبقي لنا من عملية السلام؟ ما هي نتائج المفاوضات والمباحثات منذ اتفاقية السلام مع إسرائيل عام ..1979 ثم المؤتمر الدولي للسلام في مدريد.. وبعد ذلك اتفاقية أوسلو.. ما هي النتائج التي أوصلتنا إليه عملية السلام مع العدو الإسرائيلي.. أين نحن؟ وأين هم؟ الوضع الحالي مريب.. يسوده القلق والإحباط.. والضياع.. السلام أوصلنا إلي طريق مسدود.. إلي إنشاء جدار عنصري.. يعزل الشعب الفلسطيني.. ويحدده داخل حوالي 25% فقط من حجم الأراضي المحتلة في عام ..1967 بالإضافة إلي التمادي في الاستيطان.. وتحدي العالم كله.. والاستيلاء علي منازل الفلسطينيين وطردهم منها.. إعلان إسرائيل دولة يهودية.. تهديد الولاياتالمتحدة باستخدام حق "الفيتو".. في حالة إعلان قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية.. ثم التعامل مع غزة ككيان عدائي.. أي استباحة الاعتداء عليه وارتكاب جرائم حرب.. كما حدث في عام ..2008 والاعتداءات المتكررة علي شكل غارات إسرائيلية.. وآخرها اعتداءات الأحد الماضي علي دير البلح.. بصواريخ مباشرة استهدفت مجموعة من الشباب الفلسطيني جميعهم في العشرينيات.. الاستهبال الأمريكي.. بلغ ذروته.. بإعلان أمريكا فشلها في إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان!! أما الأسوأ.. هو الإعلان عن سقوط شبكة تجسس إسرائيلية تعمل بالموساد الإسرائيلي للتجسس علي مصر.. كان موقع "البوابة نيوز" علي الانترنت قد ذكر هذه الفضيحة.. بعد كل ذلك.. يقولون سلام.. أي سلام هذا الذي يتحدثون عنه.. وأي حكايات المفاوضات المتوازية.. البداية كانت مفاوضات مباشرة.. ثم غير مباشرة.. وأخيراً.. متوازية.. كلها عبث وإضاعة للوقت.. واغتيال للقضية الفلسطينية.. لابد أن نعترف.. أن العرب والفلسطينيين.. أضاعوا القضية الفلسطينية.. القادة والحكام العرب ذهبوا إلي أمريكا.. بشروط إسرائيل.. لم نذهب إلي أمريكا بشروطنا.. كما فعلت الهند مثلاً.. التي جعلت الرئيس أوباما يذهب إليها ويعقد معها عدة مشروعات استثمارية بحوالي 10 مليارات دولار.. بينما حين جاء إلي مصر.. باع لن الوهم.. مجرد كلام * كلام.. ليس أكثر.. بل إن القضية الفلسطينية.. تعيش "انتكاسة".. غير مسبوقة.. منذ عام ..1948 بالإضافة طبعاً إلي الحصار الرهيب للفلسطينيين في غزة.. بعد الكشف علي شبكة التجسس الإسرائيلية علي مصر.. لم تعد لأي اتفاقية سلام مع إسرائيل أي قيمة أو أهمية.. وهو ما يقودنا إلي أن إسرائيل لا تعترف بأي سلام.. فهي تهدد الأمن.. وتتجسس علي مصر.. كما تتجسس علي سوريا ولبنان.. وطبعاً الفلسطينيين.. فلا أمل في سلام مع عدو أبدي لنا.. لابد من استراتيجية جديدة.. للتعامل مع العدو الإسرائيلي.. والعدو الأمريكي.. ولابد أن يفهم القادة والحكام والرؤساء العرب.. بأن أمريكا تحمل للعرب نفس العداء الذي بداخل إسرائيل.. انظروا.. ماذا كانت نتيجة الارتماء في احضان الأمريكان.. انظروا.. كيف تعامل أمريكا العرب.. وكيف تتعامل مع إسرائيل؟! لأننا رخصنا أنفسنا.. وانحنينا أمام الأمريكان.. وقفنا أمامهم.. نؤدي لهم التحية.. بكل همة وحماس.. بينما لم يردوا علينا أي تحية.. ساعدناهم في تنفيذ خططهم العدوانية.. وتحويل العراق إلي فوضي وعشوائية غير عادية.. طبقاً لما يريدون.. لم نجد منهم إلا كل نكران جميل.. وعداء سافر.. ضدنا.. وانحياز كامل للإسرائيليين علي حساب الحق العربي في فلسطين. إذن لابد من موقف جديد.. يبدأ بأمريكا.. خاصة وفي أيدينا أوراق ضغط غير عادية.. أهمها البترول.. والاستثمارات العربية في البنوك والأسواق الأمريكية.. لابد من موقف عربي جديد.. إذا كنا جادين في تحريك القضية الفلسطينية.. لابد من دعم المقاومة الفلسطينية.. بكل قوة.. وتوفير السلاح والعتاد لها.. ودعم غزة.. وحماس.. وفتح المعابر علي مصراعيها أمام المساعدات.. بكل الطرق والوسائل.. أمامنا فرصة العمر.. في الوقوف بقوة ضد إسرائيل وأمريكا خاصة بعد انكشاف شبكة التجسس الأخيرة علي مصر.. إلي متي.. نظل علي هذا الحال.. أمريكا وإسرائيل.. تتلاعبان بنا وبقضايانا المصيرية.. ونحن نسير في ركابهما.. ونتنازل بكل سهولة عن حقوقنا.. لا نعرف حتي كيف نتعامل معهما.. إلي متي نظل هكذا.. بهذا الضعف.. وهذا الانقسام.. وهذا الانحناء لأمريكا.. وهذه التبعية غير المبررة وغير المستحبة.. كيف نسير خلف أمريكا بهذا الشكل المشين.. وهي تتعمد إذاءنا.. والنيل منا.. واضعافنا.. كيف نتعامل مع إسرائيل.. وهي تتجسس علينا.. وتتآمر علينا مع الدول الأفريقية دول حوض النيل.. لتخفيض حصتنا من المياه.. كيف نتعامل مع إسرائيل.. وهي تفكر في إيذاءنا واضعافنا.. والنيل منا.. بإرسال أسماك القرش إلي شرم الشيخ.. لضرب السياحة في مصر.. إلي متي نساعد إسرائيل.. ونقيم معها علاقات تجارية.. وهي تؤذينا.. في كل شئ.. حتي في السودان.. تحاربنا وتعمل علي تقسيمه.. أين عقلاء العرب؟! أين النخوة العربية؟! أين المقاومة الفلسطينية الصلبة؟! لابد أن يعرف الجميع.. أن المقاومة أصبحت الخيار الوحيد أمامنا.. لم يعد لدينا أي بديل.. فإسرائيل وأمريكا.. لا يعترفان إلا بالمقاومة.. أما حكاية السلام.. فهي عملية هزلية.. وعبثية.. لا جدوي منها.. لابد أن يستيقظ القادة العرب.. وأن يعلموا أن دفن رءوسهم في رمال أمريكا وإسرائيل.. سوف يقود الأمة العربية إلي كارثة.. والبداية وقعت بالفعل في العراق.. وحالياً في السودان.. ثم لبنان.. ولا أحد يدري ما القادم بعد ذلك.. هل نستيقظ.. أم نستمر في الضياع؟!! إنها مسئولية القادة والحكام والرءوساء العرب.. الذين ينحنون أمام الأمريكان بكل سهولة!! E.mail:abdelwahabadss@ hot mail.com