لم يعد أمام قيادات الشعب الفلسطيني غير ان توحد كلمتها امام تشدد اليمين الاسرائيلي بقيادة نتنياهو.. ان الواضح الآن ان نتنياهو يريد سلاما اسرائيليا لاعلاقة له بمطالب الآخرين.. حيث لا وجود لدولة حقيقية أو عودة للمهاجرين أو سيطرة علي أرض أو سماء أو مياه.. ان المطلوب من الشعب الفلسطيني الآن ان يعيش في حماية اسرائيل.. وهذا السلام الذي يراه اليمين الاسرائيلي لا ترفضه حماس أو الفصائل الفلسطينية المتشددة فقط، ولكن كل شيء في فلسطين لا يقبل هذا السلام ان العرب لن يقبلوا دولة فلسطينية منزوعة السلاح والارادة والحماية..ولن يقبل المسلمون والمسيحيون تهويد مدينة القدس ولن يرضي الشعب الفلسطيني ان يبحث المهاجرون عن وطن يعيشون فيه.. إذا كانت اسرائيل تستقبل كل يوم آلاف اليهود من دول العالم وتقيم لهم المستوطنات في الاراضي الفلسطينية فهل هذا هو السلام الذي تريده اسرائيل ان تحرم أصحاب الارض من بيوتهم وتغتصب أراضيهم وتبني عليها المستوطنات. في خطاب نتنياهو لا توجد أبواب للأمل وأصبح علي الشعب الفلسطيني ان يوحد كلمته وإرادته ومستقبله. ان المؤسف في كل هذا تلك السنوات التي ضاعت علي الفلسطينيين ما بين أوسلو ومدريد وكامب ديفيد ومفاوضات السلام الذي لا يجيء.. أين ذهبت لقاءات عرفات ومفاوضات رابين وبيريز وشامير.. وأين الاتفاقيات وخارطة الطريق وجهود كلينتون والمبادرة العربية.. ان الواضح الآن ان اسرائيل بالفعل لا تريد السلام ولا تسعي إليه وان هذا المجتمع العدواني لا يريد هذا السلام.. ومن هنا تبقي ورقة المقاومة ضرورة حتي لا يتحول السلام إلي استسلام لقد فرطت السلطة الفلسطينية في الانتفاضة الأولي في منتصف الثمانينيات ثم اجهضت الانتفاضة الثانية ثم دمرت اسرائيل غزة اكثر من مرة بهدف القضاء علي حماس كل هذه الاحداث تؤكد ان اسرائيل الدولة والشعب والقضية قامت علي العدوان.. اسرائيل تريد دولة فلسطينية بلا عاصمة وبلا جيش وبلا مياه وبلا سماء وبلا أرض وبلا وطن.. بعد هذا كله ماذا يبقي للشعب الفلسطيني الذي سرقت اسرائيل وطنه وشردته في كل بلاد الدنيا.. وبعد ذلك كله لاتزال أحاديث السلام تملأ الشاشات وتنتشر علي صفحات الجرائد في مهرجان العجز العربي.