جاء ميتشيل للمنطقة بعد توقف 3 شهور.. وعاد كما جاء.. وسيجيء ويعود في كل مرة صفر اليدين طالما أصرت إسرائيل علي موقفها وعلي التهام الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات عليها. ولطالما اصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتينياهو علي رفض الاستماع للنداءت الأمريكية والدولية لوقف الاستيطان والعودة إلي طاولة المفاوضات والوصول إلي تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية وإنهاء حالة النزاع في الشرق الأوسط. إن إعلان الجانب الامريكي عن فشله في اقناع الاسرائيليين بوقف الاستيطان ولو 90 يوما أخري لمنح أي فرصة لنجاح أو احراز اي تقدم في المفاوضات المباشرة . كان بمثابة اعتراف صريح بعدم قدرته علي أن يكون شريكا قويا لديه الصلاحية للتأثير علي الجانب المعتدي لقبول التسوية . ووضع هذا الاعلان العرب في مأزق واضح بعد أن عولوا كثيرا علي الجانب الامريكي للضغط علي إسرائيل. لكن يبدو انهم راهنوا علي الحصان الخاسر بعد أن خيب الرئيس باراك أوباما ظن الجميع. اما الشريك الاوروبي فلا حول له ولا قوة. رغم الاعلان عن استعداده للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة في التوقيت المناسب . وأسفه لرفض إسرائيل تمديد فترة تجميد الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة. واصفاً إياه بأنه استيطان "غير شرعي" في نظر القانون الدولي.. وأبدي الاتحاد استعداده للمساهمة "في حل تفاوضي" شامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين يتم التوصل إليه في غضون "فترة ال12 شهراً التي حددتها اللجنة الرباعية الدولية" من أجل الشرق الأوسط أي بحلول نهاية ..2010 والسؤال هو: إلي متي ستظل يد العرب ممدودة للسلام تستعطف أمريكا تارة وإسرائيل تارة والأوروبيين تارة أخري؟ وإذا كان العالم كله بما فيه أمريكا والاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية الدولية قد فشل في إقناع إسرائيل فقط بوقف جزئي أو مؤقت للاستيطان فكيف سينجح في إقناعها بقبول ما يتم الاتفاق عليه في قضايا الحل النهائي والانسحاب من الأراضي المحتلة والعودة إلي حدود الرابع من يونيه 1967؟ إن الموقف الأخير للاتحاد الأوروبي. واعتراف كل من الأرجنتين والبرازيل بالدولة الفلسطينية. يمثل فرصة جديدة للفلسطينيين يجب عليهم وعلي العرب استغلالها.. والتحرك بسرعة نحو البدائل الأخري التي أعلنها محمود عباس. سواء باللجوء إلي مجلس الأمن أو الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد . لقد نجح عباس بإصراره ورفضه استئناف المفاوضات قبل وقف الاستيطان. في كشف النوايا الحقيقية لإسرائيل أمام العالم كله. وإظهار وجهها الحقيقي. وهو وجه قبيح يعشق الدم واغتصاب حقوق الغير. علي العرب أن يعلنوا مساندتهم الكاملة لعباس وأن يتخذوا موقفا أكثر قوة.. لان ما أُخذ بالقوة لا يسترد بغيرها.