كان الكابتن محمد لطيف رحمه الله مدرسة في التعليق الرياضي خاصة في كرة القدم كان يمتاز بخفة ظل.. حضور.. ثقافة ومعلومات غزيرة جدا وساهم بشكل كبير في نشر كرة القدم والاهتمام بها خلال سني عمله بالتعليق الرياضي.. أحيانا كثيرة كنت تشعر انه يلعب مع اللاعبين داخل الملعب كان يحذر من لاعب خصم أثناء هجمة معينة قائلا: "اوعي الراجل ده" وفي نفس لحظة التحذير يحرز هذا اللاعب هدفا فيقول "أنا لسة بقول اوعي الراجل ده".. نفس الشيء الراحل الكابتن حسين مدكور كان لديه حس لاعب كرة القدم اذكر مرة ان الخطيب كان منفردا بمرمي كوتوكو الغاني في بطولة افريقيا وفي اللحظة التي سجل فيها الخطيب هدفا في المرمي الغاني كنت تشعر ان الكابتن حسين يلعب معه وكان يقول "والله كنت بالعبها معاك يا خطيب".. قس علي ذلك كل نجوم التعليق في الزمن الجميل المرحوم علاء الحامولي والعميد الجويني وحاليا الكابتن محمود بكر وحمادة إمام والشربيني.. كل منهم له اسهاماته ويشكل لونا من التعليق. وعندما شكل المهندس أسامة الشيخ رئيس مجلس أمناء اتحاد الاذاعة والتليفزيون اللجنة العليا للتعليق الرياضي والبرامج الرياضية برئاسة الخال فهمي عمر وهو أحد القمم في الإعلام عامة والإعلام الرياضي خاصة وأحد المراجع الرياضية التي نرجع إليها جميعا وتضم في عضويتها الأساتذة كامل البيطار وحسام الدين فرحات وسهير الباشا وعادل ماهر وعبدالفتاح حسن وعمر عبدالخالق ومصطفي حسين وهشام رشاد والدكتور طه الطوخي والعبد لله.. كان الهدف من تشكيل هذه اللجنة هو اختيار معلقين جدد وتنقية التعليق الرياضي مما لحق به من شوائب افقدته حلاوته المعهودة وجعلت طعمه ماسخا والحق يقال ان الزملاء أعضاء اللجنة كانوا غاية في الدقة عندما أعلن اتحاد الاذاعة والتليفزيون عن مسابقة لاختيار المعلقين الجدد وتقدم قرابة ستمائة متسابق كانت اللجنة حريصة علي الاستماع لكل الشرائط المسجلة التي أرسلها المتسابقون وعليها التعليق علي احدي مباريات الدوري المصري أو من الدوريات الأجنبية وتمت التصفية فيما بينهم إلي أن وصل العدد إلي أقل من عشرين.. تم استدعاؤهم كي يعلقوا علي المباريات من ستديو 46 الشهير باستديو عبدالوهاب وكان طبيعيا ان تسفر التجربة عن عدد قليل لايزيد علي أصابع اليدين وأصر الخال فهمي عمر علي أن يوجه أعضاء اللجنة اسئلة لكل واحد منهم بل تولي هو في معظم الاحيان المبادرة بالسؤال خاصة في المعلومات الرياضية وكان غريبا ان معظم هؤلاء الشباب لا يعرفون أي معلومات رياضية مثل موعد انطلاق بطولتي الدوري والكأس أو متي تم إنشاء ستاد القاهرة الدولي وكلما سأل أحدهم: هل قرأت الصحف الرياضية اليوم أو أمس يقفون صامتين ويقولون قرأناها علي النت.. وفي كل مرة يصرخ الخال "الله يلعن النت وأيامه".. "ارمي نفسي يا جدعان من الدور الثامن" ويسدي إليهم النصح بضرورة قراءة الصحف ومعرفة المعلومات الرياضية حتي يكون كل منهم جاهزا أثناء المباريات.. كما رفض الخال أي وساطات من بعض زملائه العاملين في الإذاعة قائلا: أنا لو اخترت معلقين اثنين علي مستوي عال سيكون ذلك انجازا.. وفي نفس الوقت تصر اللجنة علي عقد اجتماعات مع المعلقين الحاليين ومناقشتهم في كثير من الاخطاء التي يقعون فيها أو السلبيات التي شابت التعليق خلال الفترة الماضية ومطالبتهم بضرورة التخلص منها والالتزام بتعليمات اللجنة والتخفيف من "اللزمات" التي يعاني منها الكثيرون منهم والتخفيف عن المستمع أو المشاهد الذي يبحث عن الاستمتاع بكرة القدم لأن المعلق يكون ثقافة المشاهد في أحيان كثيرة خاصة الصغار الذين يستمعون إلي التليفزيون أو الاذاعة.. وهم من يشعلون نار التعصب بين الجماهير إذا لم يلتزموا بالحياد والموضوعية.. وهذا هو المطلوب. ** الحدق يفهم: رحم الله عبدا اهدي إلي عيوبي. ** بعيدا عن الرياضة: المفروض ان التطور يرفع من قيمة السلوك عند الناس ويدفعهم للتخلص من سلبياتهم.. لكن المدنية والتطور افسدا علينا حياتنا.. صار الناس يلقون بمخلفاتهم من اكياس المقرمشات واللب وعلب العصير الفارغة وكذلك علب المياه الغازية والأكياس والكراتين في الشوارع والترع لأن الفلاحين صاروا يتعاطون اللبن والعصير في هذه الأشياء التي تلوث البيئة وتزيد من حجم القمامة في القري والمدن علي حد سوء.