.. تعبِّر عن الناس العاديين.. تحمل في أعماقها موهبة فطرية ودرجة عالية من التلقائية.. ملامحها المصرية الخالصة.. كانت سبباً رئيسياً في وضعها بقالب فني كانت السينما تعيش نشوته لوقت قصير مع ختام الثمانينات بالابتعاد نسبياً عن مواصفات الوجه السينمائي التقليدي. .. قلبت موازين النجومية في مصر.. بعد نجاح النجم عادل إمام والراحل أحمد زكي في كسر الصورة التقليدية للنجم الأول أو الفتي الأول نجحت عبلة كامل في كسر الصورة التقليدية للفيديت أو الفتاة الأنثي بعد أكثر من 50 عاماً ظلت خلالها السينما المصرية في خدمة أصحاب الشعر الناعم والقوام الفارع والصوت الرخيم. ونجحوا في وضع قواعد جديدة لنجم الشباك أهمها درجة اتقان النجم الممثل في ارتداء ثوب الشخصية. ولدت عبلة كامل في 17 سبتمبر عام 1960 بقرية نكلا العنب محافظة البحيرة وتخرجت عام 1984 من كلية الآداب قسم مكتبات. وعلي الرغم من معارضة أسرتها لاحترافها الفن في البداية إلا أن حبها للفن زاد من إصرارها وجعلها تنجح في إقناع أهلها بخوض التجربة. بدأت حياتها الفنية علي خشبة مسرح الجامعة في تقديم المسرحيات التي تعبِّر عن الجيل الذي عاصر تغييرات الستينيات بأحلامها ونكساتها.. وعلي مسرح الطليعة كان أول أعمالها مشاركتها في مونودراما "نوبة صحيان". اكتشفها المخرج العالمي يوسف شاهين في عام 1985 وقدمها في فيلم "وداعاً بونابرت" في دور قصير المشاهد شديد التأثير نجح في لفت الأنظار إليها وتعد أول مشاركة سينمائية لها. ثم كانت الخطوة التالية مع نفس المخرج من خلال فيلم اليوم السادس الذي أكد علي موهبة عبلة كامل وحضورها الطاغي علي الشاشة الكبيرة لتبدأ رحلة الصعود إلي القمة. وكان أداؤها في أول أعمالها التليفزيونية مع المؤلف أسامة أنور عكاشة في شخصية رقية في مسلسل "ليالي الحلمية" هو ما رشحها لمشاركة الفنانة القديرة فاتن حمامة بطولة فيلم "يوم حلو ويوم مر" في مطلع التسعينات إلي أن جاءتها أكبر نقلة في حياتها الفنية عندما شاهدها النجم محمد صبحي في فيلم "يوم حلو ويوم مر" واختارها لمشاركته مسرحية "وجهة نظر" التي جسَّدت فيها شخصية فتاة كفيفة لفتت فيها الأنظار إلي خفة ظها الباعثة علي الضحك دون تكلُّف.. ثم اتبعتها بمسرحية "الحادثة" مع أشرف عبدالباقي والتي علي الرغم من صعوبة دورها فيها إلا أنها استطاعت مع أشرف عبدالباقي الحفاظ علي أداء متوازن قدمت فيه دوراً كوميدياً تراجيدياً رائعاً. نجحت عبلة كامل بسياسة الخطوة خطوة في الاستمرار في مشوارها الثابت الخطي والذي يؤكد يوماً بعد يوم علي عمق موهبتها وأصالتها الفنية في أعمال سينمائية وتليفزيونية كبيرة وصلت إلي 30 فيلماً و12 مسلسلاً منها "سيداتي آنساتي" و"مرسيدس" و"اللمبي" و"سيد العاطفي" و"بلطية" و"العايمة" ومسلسل "ليالي الحلمية" و"لن أعيش في جلباب أبي" و"أفراح إبليس" وآخر أعمالها مسلسل السيت كوم الجديد "نص أنا.. نص هو" مع المخرج رائد لبيب. قالت عنها سيدة الشاشة العربية انها معجونة بماء الموهبة وتنبأت لها أن تكون نجمة كبيرة منذ المشهد الأول الذي أدته أمامها في فيلم يوم حلو ويوم مر يوم أن قدمها المخرج خيري بشارة وأضافت أن عبلة تلقائية بنسبة 100% وهي المدرسة التي اتبعها في أدائي التمثيلي. ووصفها النجم نور الشريف بأنها النموذج الأمثل الذي يحلم بالوصول إليه أي ممثل عالمي. وقال عنها النجم يحيي الفخراني: إنها موهبة بلا ضفاف تتمرد علي أي قوالب. نالت جوائز رفيعة منها جائزة أحسن ممثلة في المهرجان القومي الرابع للسينما عن أول بطولة مطلقة لها في فيلم "هيستريا" والتي تم تكريمها في معهد العالم العربي بباريس مع النجم أحمد زكي وجاء ذلك بمثابة نفي قاطع للرأي الذي أطلقه البعض من أن عبلة هي ممثلة تليفزيونية وليست ممثلة سينما وهو تصنيف ظالم تماماً.