يحكى أن أربعة من الأصدقاء كانوا يعيشون حياتهم بالطول والعرض ، يعبون من المتع غير المباحة ، ويقضون نهارهم فى عبث وليلهم فى لهو ماجن مملوء بالمعاصى والمنكرات وشرب المحرمات .. وفى ليلة من الليالى وهم يعربدون فى الشارع وقد أفقدتهم (الخمر) وعيهم ، اذا بشاب يمر عليهم ، معروف عنه حسن الخلق والاستقامة ، فما كان من أحدهم الا أن نعته ب ( الجردل) ..وأخذ الآخرون يسخرون منه ، ويلمزونه بالألفاظ الجارحة. مرت السنون وهؤلاء الشباب العابثون سادرون فى غيهم ولهوهم ، حتى جاءت ليلة وإذ بواحد منهم يرى أخت صاحبه ، فلفت نظره ، عفتها وحياؤها وأدبها وذوقها وعلمها، فما كان منه الا أن طلب من شقيقها (صاحبه) يدها ، ليفاجأ بالأخ (الصديق) يرفض رفضا باتا هذا الطلب ، مؤكدا لصديقه : أنهما صديقان نعم ، وأصحاب ربما، لكن أن يتزوج أخته ، فلا وألف لا ..لأنه يعلم جيدا كل عيوبه وسوءاته ، وكل أخلاقياته (العفنة )، فلا يعقل -بعد كل هذا - أن يوافق على أن يعطيه أخته ويزوجها اياه ، ويرميها إلى مصيرها المشئوم مع هذا الشاب الفاسد ! مرت بضعة شهورعلى هذا الموقف ، الذى كان فيه شقيق الفتاة (صادقا مع نفسه) .. ورفض أن يسلم أخته الى واحد من أصدقاء السوء ، خاصة وهى العفيفة .. الطاهرة .. النقية .. وعاد إلى صحبته الشريرة يعبون من المنكرات والمعاصى ، حتى مر بهم ثانية ذلك الشاب الوقور ، وهو ينادى على صاحبنا (شقيق الفتاة) ويتنحى به جانبا ، ثم يفاجئه بطلبه يد أخته على سنة الله ورسوله ، وكانت المفاجأة الأكبر ، بأن هذا الشقيق العربيد ، يوافق على الفور بلا أى تفكير وبدون أى طلبات! هذه الحكاية .. ذكرتنى بما ألاحظه هذه الأيام من انتشار ظاهرة ( البنات الراقصات ( فى الأفراح ، والسباق المحموم بينهن فى استعراض هز الوسط والبطن فى أى فرح يذهبن اليه ، حتى يلفتن الأنظار ، وربما -ساعتها - يفزن بعريس (لقطة) ، ويعتقدن أنهن كلما أجدن فى ( الهز ( وإظهار البراعة فى الرقص وإبراز المفاتن .. كانت فرصتهن أكبر فى الفوز بالعريس! وإلى هؤلاء المسكينات وأمهاتهن اللائى يدفعنهن إلى الرقص دفعا - كما رأيت مرارا وتكرارا - أقول لهن ، تذكرن حكاية (الجردل) لأن ما ينطبق على صاحبنا هو - بالتأكيد - ما ينطبق على أي فتاة . فالرجل - أى رجل - عندما يريد أن يتزوج فانه لا يبحث عن ( راقصة ( وانما يبحث عن النظيفة العفيفة .. الطاهرة ، النقية ، الجميلة .. التقية ، التى تحفظه فى ماله ونفسها ، وتصون عرضه وتربى عياله ، على الفضيلة والخلق القويم . أما ما يحدث فى الحفلات من ( هيصة وزمبليطة ( فكلها ( أونطة ( لزوم الحفلة والفرح ، وليس لها علاقة بمن يريد أن يتزوج بشكل جدى .. أما من يريد أن يتسلى أو يشترى (سلعة ( أو (لعبة ( فهذا شئ آخر ، بعيد تماما عن الذى يريد أن ينشئ بيتا مبنيا على أساس متين ، من المودة والرحمة ، والحب والاحترام. ولو كانت الحكاية .. حكاية ( رقص ) لتحولت بيوتنا - لمؤاخذة - لكباريهات ، أو فروع لملاهى شارع الهرم .. عافانا الله وإياكم من هذه اللوثة . أخيرا.. أقول لكل أم تحاول أن تدفع ابتها فى أى فرح ، لهز وسطها .. اتقى الله يا سيدتى فى ابنتك .. واختارى لها من تتوسمين فيه الخلق القويم والرجولة الحقة ، حتى لا تذهبى لابنتك فى ( الصباحية ( فتعودين بها فى يدك لبيت أبيها ، لأنها فشلت فى أول ليلة ( رقص ).!!