انه لمن أعظم الأعياد وأفضلها في نفوسنا جميعا هو عيدالهجرة النبوية الشريفة من مكةالمكرمة إلي المدينةالمنورة. ففي غرة اليوم الأول من المحرم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان أراد الكفار ومشركو مكة الفتك برسول الله صلي الله عليه وسلم وأعدوا لذلك العدة الكاملة ولكن الله جلت قدرته وتعالت حكمته حفظ رسوله الأمين عليه أفضل الصلاة والسلام من كيد الأعداء وكتب له النصر المبين. وباءت كل مؤامراتهم بالفشل الذريع قال تعالي في كتابه العزيز "وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون" وسار موكب الرسول صلي الله عليه وسلم في أمان وسلام تحفه ملائكة الرحمة ويرعاه الله بعين عنايته قال تعالي في كتابه العزيز "إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلي وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم". ولقد استقبلت المدينةالمنورة رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام أعظم استقبال وعم الفرح كافة أرجائها ابتهاجا بقدوم الرسول الأمين محمد بن عبدالله الذي بعثه الله رحمة للعالمين فكان هاديا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلي الله بإذنه وسراجا منيرا. والحمد لله رب العالمين فقد أشرق نور الإسلام من المدينةالمنورة وارتفعت راية الإسلام عالية خفاقة في كافة بقاع الأرض يداعبها نسيم الأمل الباسم وتخفق معها القلوب دائما بالمحبة والسلام. فكانت الهجرة النبوية الشريفة هي البداية للأمة الإسلامية المجيدة التي هي خير أمة أخرجت للناس وقد أرسي قواعد الدين الإسلامي الحنيف رسولنا الأمين عليه أفضل الصلاة والسلام علي أعظم الأسس الاشتراكية العادلة وأسمي مبادئ الديمقراطية الحقة التي بددت الظلمات وأرست أعظم المبادئ الإنسانية الحميدة التي تؤكد المعني الحقيقي للحياة الحرة الكريمة فلقد أتم الرسول الأمين الرسالة علي أكمل وجه وكتب الله له النصر المؤزر في كافة المعارك التي خاضها من أجل نشر الدعوة الإسلامية المجيدة ونحن نحتفل في هذه الأيام المباركة بتلك الذكري العطرة وتلك الصفحة المشرقة من حياة رسولنا الأمين.