طرق فريق الفرحة والأمل هذه الأبواب وقدم لكل أسرة كيسا أو كيسين حسب عدد أفرادها في مناطق المطرية وعين شمس والزيتون والأميرية والسيدة زينب وتل العقارب ولم ينس الفريق من اضطرتهم ظروفهم للعمل في هذا اليوم من أصحاب الظروف المالية الصعبة للحصول علي جنيهات قليلة يشترون بها طعام لأبنائهم فعمت الفرحة قلوبهم في مشهد يصعب وصفه اختلطت فيه الفرحة بالدموع الزغاريد بالدعوات والمعايدات والأمنيات الصادقة.. وطالبوا بأن تستمر هذه القوافل علي مدار العام خاصة بعد اشتعال الأسعار واستحالة شراء اللحوم البلدية. رصدنا لحظات السعادة علي وجوه المستفيدين من قافلة الفرحة والأمل واستعرضنا بعضاً من حكاياتهم وظروفهم شديدة القسوة. كانت البداية من إحدي الحارات في المنطقة بين مصر الجديدة والزيتون حيث تسكن زينب علي السيد التي ترعي أربعة معاقين ذهنياً وحركياً قالت إن غرفتها الواقعة أسفل سلم أحد العقارات لم يدخلها لحم منذ شهرين بعد أن منحها فاعل خير كيلو ونصف الكيلو من اللحوم بالرغم من احتياج أبنائها إلي الغذاء الجيد لتقوية أعصابهم لكنها تفضل شراء الأدوية والحفاضات التي تزيد علي 500 جنيه شهرياً عن شراء اللحوم خاصة أن دخلها الوحيد معاش ضماني هزيل بعد أن تركها زوجها وتزوج بأخري وتناسي أبناءه المعاقين ذهنياً وحركياً.. فكانت سعادتها لا توصف ونحن نطرق بابها وقالت إنها كانت متأكدة من وصول القافلة إليها رغم بعد المسافة بينها وبين الشارع العمومي لأن الرزق يبحث عن أبنائها وعندما تكون في حاجة إلي شيء ما تجد بابها يطرق من فاعل خير يمنحها ما تحتاجه.. وتمنتت أن تتكفل وزارة التضامن برعاية أبنائها مادياً وتمنح كل واحد من الأربعة معاشاً مستقلاً. وقبل أن تغادر الجولة هذه الحارة لمحت إحدي السيدات تجلس علي إحدي النواصي تبيع الجرجير وبمجرد اقترابنا منها عرضت علينا شراء خضراوات وتحدثنا إليها فقالت إنها تعول ابنها المكفوف الذي أصيب في حادث سيارة عند عودته من عمله في ورشة السمكرة وأنها تضطر للعمل بعد إصابته في بيع الخضراوات وتحصل علي ربح قدره 10 جنيهات يومياً واضطرت إلي الاكتفاء ببيع الجرجير بعد ارتفاع أسعار الطماطم حيث يعطف عليها بعض الأهالي الذين يعلمون ظروفها وبعد حصولها علي كيس اللحوم تقدمت بالشكر إلي كل من ساهم في منحها تلك الهدية وقالت سأذهب علي الفور لأطهو اللحم لابني الذي يجلس بمفرده في الغرفة منذ الصباح. وأمام مستشفي المطرية التعليمي وجدنا إحدي السيدات تجلس حزينة يعلو وجهها كآبة ومرارة فقالت إنها تدعي أمينة علي محمود الطيب من محافظة بني سويف وأنها حضرت لزيارة ابنها المصاب في حادث سيارة حتي لا تتركه بمفرده في يوم العيد وتم منحها كيسين من اللحوم لاعالتها 6 أبناء وزوجها يعمل مزارعاً بالأجر اليومي. ولم يصدق حنفي عبدالعظيم السيد نفسه عندما استوقفناه لنمنحه كيساً من اللحوم فقال إن هذه الهدية جاءت في وقتها لأنه ذهب إلي عدد من الميسورين الذين وعدوه بمنحه لحوم الأضاحي إلا أنه فوجيء بوجود أعداد هائلة من الأهالي والمحتاجين أمامهم وفشل في الحصول علي كيس وتوقع أن العيد سيمر دون أن يحصل علي أي مقدار من اللحوم لكن القدر ساق إليه قافلة الفرحة والأمل في الوقت المناسب. وبسعادة بالغة تسلم عبدالمقصود عيد كيسا من اللحوم أثناء ذهابه لزيارة ابنته المتزوجة وقال إن هذا اللحم من نصيبها خاصة أنها ترعي 4 أيتام بعد وفاة زوجها منذ عام ونصف تقريباً حيث يعطف عليها باستمرار ويقوم بتوفير كل السلع الغذائية لها بشكل دوري حتي لا تمد يدها للآخرين. وبعد أن شعرت زينب المنسي بالتعب من الوقوف في شارع الترولي حيث تعددت منذ عدة أعوام أن بعض الميسورين يقومون بتوزيع لحوم الأضاحي ومنحها جزءا منها كل عام لكن في هذا العام طال انتظارها وقررت أن تغادر المكان الذي تعودت علي الوقوف فيه كل عام لتعود إلي ابنتها التي تعيش معها بمفردها وتعاني من إعاقة في القدمين خالية الوفاض إلا أن قافلة الفرحة والأمل بالتعاون مع فاعلي الخير أدخلت علي قلبها السعادة في وقت حرج قبل أذان المغرب بقليل وقالت إنها كانت متأكدة أن الله لن ينساها في تلك الظروف. وأمام كوبري حلمية الزيتون لمحت القافلة شابا يعاني من إعاقة ذهنية يجلس بجوار والدته المسنة لبيع الخبز وبعض الخضراوات المعبأة فاقتربت منهم ومنحت الأم كيساً من اللحوم فأسرع الشاب المريض بأخذه من والدته وأشار إليها بسرعة طهيه لأنه يشعر بجوع شديد وشكرت الأم أعضاء القافلة وتمنت أن تتكرر الجولة بصفة مستمرة. ولم تستطع إيمان سعد المجدوب شراء لحوم بلدية لأبناءها واكتفت بشراء لحوم استرالية مجمدة من المجمعات الاستهلاكية حيث طلب منها أبنائها شراء رأس خروف ليشعروا بمعني عيد الأضحي إلا أنها وجدت أن سعرها مرتفع فقررت تأجيل شرائها لوقت آخر.. وكانت من أصحاب الحظ السعيد حيث فازت بكيس لحوم من قافلة الفرحة والأمل عند عودتها. وبصعوبة شديدة توجه عم سعيد شكري فضل بالشكر إلي فريق الفرحة والأمل بعد أن تم منحه كيس لحوم عند عودته من المسجد لأداء صلاة العصر وتوجه بالدعوات لجريدة الجمهورية وفاعلي الخير الذين يتعاونون معها. وعلي أحد الأرصفة كان يجلس أحد الشباب الذي يعاني من إعاقة وبتر في ذراعه اليمني منتظراً أن يعطف عليه أحدا من المارة حتي يعود لأسرته بلحوم الأضاحي التي تعودوا علي الحصول عليها منذ سنوات عند جلوسه في هذا المكان حتي فقد الأمل في الحصول عليها بعد أن اقترب الليل من الدخول وفوجيء بسيارة الجمهورية تقف أمامه لتمنحه كيس من اللحوم. وأسرعت سيدة عبده عبدالحميد بمجرد حصولها علي اللحوم إلي منزلها لتنزف البشري لأبنائها الأيتام بعد أن فشلت في الحصول علي لحوم الأضاحي من أحد الميسورين بمنطقة السيدة زينب.