علي الأقل ارتحنا من إعلانات الانتخابات. بعضها "ماسخ". وبعضها أثار انتقادات. أهم ما قيل في دعوة "الوفد" الناخبين للتصويت من أجل الإصلاح هو إعطاء المواطن حقنة "ممكن توجع بس هتريح".. وبدلا من أخذ الحقن سخر المشاهدون واعتبروها نكتة بايخة. وإعلان يسمونه "الحفاضات". حيث تغير الأم لطفلها. ويغير الرجل جلبابه.. والتعليق: التغيير مش كده!! ويعود سوء الإعلانات إلي عصر "عباس بن فرناس" الذي أهداه تفكيره لتركيب جناحين من ريش يستطيع بهما التحليق في الهواء.. وإذا كان قد سقط ومات. فإنه كان رائد التفكير في اختراع الطيران.. ولما كان "بن فرناس" شخصية تاريخية إسلامية فقد اعتبر عدد من علماء الأزهر ان استخدامه في إعلان إهانة.. ولم يفلح دفاع الشركة بأنها أرادت الترفيه عن المشتركين في خدماتها التليفونية.. علي العكس رأي بعض المشاهدين أنه إعلان سخيف. فأوقفت الشركة بثه. وعندما أراد مستثمرون تنشيط مبيعات الفول السوداني وقاموا بحملة دعاية مكثفة من كلماتها طول عمره مذلول يتباع ني ومتحمص. غضب الأشقاء وانتقدت صحف الخرطوم تلميحات السخرية من السودانيين. ولا ينسي كثيرون سخافة اعلان عن معجون أسنان يغمي فيه علي كل كلب عندما يقترب من فم رجل لم يغسل أسنانه بهذا المعجون. والاغماء بسبب الرائحة الكريهة. واعلان التونة الأخير يسد النفس. وكلمة واحدة في اعلان جميل تطوع النجم العالمي "عمر الشريف" بالدعوة فيه للمحافظة علي الآثار. ومع ذلك يضايقني عندما يصل إلي توجيه اللوم للواد "بليه" فأحس بأن المستوي قد هبط. أين ذلك وغيره من إعلانات بديعة. علي سبيل المثال الاعلان الذي ضم نخبة من الفنانين "يسرا" و"عز" و"هند" و"أبو عوف" و"دنيا" ولأول مرة "محمد منير". كان روعة في اللحن والأداء. والاعلان الذي تفوق فيه "ماجد الكدواني" علي نفسه بنص بطيخة يا حاج. فانتظره المشاهدون بشوق أكثر من الدراما الرمضانية التي لم يشارك فيها الفنان هذا العام. يلفت النظر في المسلسلات التركية التي تغزو الأسواق العربية انها تختار أجمل المناطق للتصوير وتقدم قصورا وأثاثا وأزياء مريحة لعيون المشاهدين.. كل شيء فيها يبعث علي السعادة حتي ولو كانت القصة هايفة أو مأساوية.. ويقولون ان المسلسلات لعبت دورا في تنشيط السياحة إلي تركيا.. حتي إعلان الطيران يشجع علي السفر بالمضيفة والأجواء وفنجان القهوة وأخيرا الممثل "مهند".. وما أحلي "اسطنبول" في الحقيقة وعلي شاشة التليفزيون. لست أدري لماذا ونحن نصور مشاهد من أفلامنا السينمائية ومسلسلاتنا العربية في الخارج تركيا أو أوكرانيا أو لندن وباريس لا تقع عيوننا علي مثل هذا الجمال؟.. وأين جمال بلدنا من القاهرة والاسكندرية وأسوان حتي شرم الشيخ؟!