تناولت صحف عربية، صادرة صباح اليوم الجمعة، عددا من الشؤون والقضايا المصرية، التي كانت على رأسها روح المداعبة التي سادت أجواء الحملات الانتخابية، وتصريحات أيمن نور حول الانتخابات وشكوك واسعة حول تزويرها، بجانب رفض مصر المساهمة في بناء الجدار العازل الإسرائيلي على حدودها ومساعي الأزهر لإقناع الكنيسة برفض تقرير أمريكي حول الحريات. دعاية انتخابية وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، إن الكثير من المصريين وجدوا في أجواء الانتخابات المصرية مجالا خصبا لنحت الكثير من النكت وإشاعة روح الدعابة والمرح للتخفيف من وطأة المعركة الانتخابية على أعصابهم المثقلة بالكثير من ضغوط الحياة، بينما استشعر الكثير من المرشحين بدورهم فوائد هذا الجو المرح فلجأوا إلى تبسيط وسائلهم الدعائية، واعتماد رموز وشعارات تتوخى الطرافة لجذب انتباه الناخبين والفوز بأكبر عدد من أصواتهم. وأضافت الصحيفة أن من أكثر الحملات الانتخابية التي لاقت رواجا في سوق الفكاهة، الإعلانات الدعائية التلفزيونية لحزب الوفد المعارض حول ضرورة التغيير، حيث تضمن أحدها جملة "حقنة التغيير ممكن توجع كتير.. بس هتريح كتير.. جرب علاج الوفد"، ومضمونه يظهر على الشاشة رجلا ريفيا مريضا ينام على بطنه، فيما تظهر بجواره يد تحمل حقنة كبيرة مملوءة بسائل أزرق اللون، ويتزامن هذا المشهد مع صوت يتحدث عن حقنة التغيير التي تؤلم في البداية، بينما تغرس الحقنة في "مؤخرة" الرجل، فتبدو ملامح الألم على وجهه ثم تتغير ملامحه إلى السعادة. فيما يتضمن إعلان في ذات الحملة مشهدا لرجل يقوم بتغيير "البدلة" التي يرتديها، ومشهد آخر لأم تقوم باستبدال "الحفاضة" لطفلها الرضيع، بينما يأتي التعليق: "فيه ناس فاهمة التغيير كده وناس فاهماه كده.. لكن مع الوفد هيبقى كده"، وينتهي المشهد بتغيير سعر الطماطم، التي شهدت ارتفاعا في سعرها وصل خلال الأسابيع الماضية إلى 12 جنيها. أما جماعة الإخوان المسلمين، فقام أحد مرشحيها في دائرة بركة السبع بالدعاية لنفسه بشكل جديد من خلال تصميم "علبة دواء" أثارت انتباه من تصل إليه، فالعلبة تحمل شعار الجماعة "الإسلام هو الحل"، وتحاكي الكلمات المكتوبة عليها ما يكتب على علب الدواء، مثل الإسلام "علاج" جميع أمراض الحياة، و"شفاء" لما في الصدور. مهزلة الانتخابات وأبرزت صحيفة "القدس العربي" اللندنية لقاء روبرت فيسك الصحفي البريطاني وأيمن نور زعيم حزب الغد، والذي تحدث فيه الأخير عن الانتخابات التي قاطعها حزبه، كذلك قلل من أهمية انتخابات الأحد القادم، قائلا إنها ستكون مهزلة ومأساة. وأكد نور أن الإخوان المسلمين كان عليهم مقاطعتها وأنهم سيندمون على قرارهم، وأن مشاركتهم تضفي شرعية على النظام الذي سيزور الانتخابات. وقال إن فرصه للترشح في الانتخابات القادمة للرئاسة ضئيلة لأنه محكوم بقانون عام 1937 ولأنه ممنوع من السفر وممارسة المحاماة وفتح حساب مصرفي وشراء وبيع بيت. اختبار النزاهة أما صحيفة "الحياة" اللندنية، فقالت إنه على رغم تكرار التعهدات الحكومية في شأن إجراء انتخابات تتسم بالنزاهة والشفافية، فإن شكوكاً واسعة في شأن التزوير ما زال يبديها معارضون وممثلو منظمات المجتمع المدني المفترض أن تُشارك في الإشراف على الاقتراع. إذ عبّرت منظمات حقوقية محلية سُمح لها بتولي مراقبة التصويت، عن قلقها من عدم وجود نيات حقيقة لإجراء انتخابات نزيهة، مشيرة إلى أن المؤشرات تؤكد أن الحزب الوطني الحاكم يعد العدة للتزوير. وأضافت الصحيفة أن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، اعتبرت أن كل الطرق تؤدي إلى انتخابات برلمانية مزورة بعد رفض المراقبة الدولية ومنع المؤسسات المستقلة من الإشراف، بينما نقلت عن جمال عيد مدير الشبكة قوله إنه ليس مبالغة أن نقول إن هذه الانتخابات قد انتهت قبل أن تبدأ، فكل الطرق تؤدي إلى انتخابات مزورة وباطلة بدءاً من سيطرة وزارة الداخلية على مجريات العملية الانتخابية والشكوك الشديدة في الإجراءات التي اتخذتها اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات وانتهاء بحملات الاعتقال الواسعة التي تشنها أجهزة الأمن ضد مؤيدي جماعة الإخوان. كذلك نقلت "الحياة" عن عمر الشوبكي الخبير السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية القول، إنه يتوقع أن تشهد الانتخابات المقبلة عزوفاً جماهيرياً كبيراً عن المشاركة، حيث أشار إلى أن الشارع المصري لا يثق في نزاهة الانتخابات، وإلى أن غالبية الناخبين يريدون النأي بأنفسهم عن أعمال العنف، التي توقع أن تكون غير مسبوقة. نفقات مالية وكشفت مصادر مصرية لصحيفة "الدار" الكويتية، أن القاهرة قد ردت أخيرا على تل أبيب، عبر القنوات الدبلوماسية في مذكرة رسمية مطولة أن مصر ليست معنية علي الإطلاق بإنشاء الجدار الأمني على حدودها، وبالتالي لن تساهم أو تشارك في أي نفقات مالية علي الإطلاق، بالإضافة إلى أنها لن تسمح لإسرائيل أو غيرها بإمكانية تركيب دوائر مراقبة وأجهزة رادارات وشاشات إلكترونية للمراقبة والكشف بطول الجدار الأمني على حدودها من ناحيتها من الداخل بطول هذا الجدار، وأنها غير ملزمة بالتعاون مع إسرائيل في تعديلات أو اتفاقيات أمنية سوى المعمول بها منذ عام 1979 طبقا لاتفاق كامب ديفيد. الأزهر والكنيسة وقالت صحيفة "القدس العربي" اللندنية، إن المسؤولين في الجامع الأزهر، أمس الخميس، بدأوا بمحاولة لإقناع الكنيسة المصرية برفض تقرير للخارجية الأمريكية يقول إن المسيحيين في مصر يعانون من التمييز الديني، حيث كانت الكنيسة المصرية قد رحبت، لأول مرة، بتقرير الحريات الدينية الأمريكي، مؤكدة وجود تمييز ضد المسيحيين في مصر، وحملت الحكومة مسؤولية وجود مصر على القائمة السوداء، بسبب إهمال الانتقادات السابقة وتجاهل علاجها. وأضافت الصحيفة أن مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر قرر عقد جلسة خاصة يوم 6 ديسمبر المقبل، لمناقشة ما ورد في التقرير الأمريكي بشأن الحريات الدينية في مصر مناقشة علمية بعد التشاور مع ممثلي الكنيسة المصرية. وأوضح المتحدث الرسمي للأزهر في بيان، أن الجلسة تهدف لاتخاذ موقف وطني يمثل أبناء الوطن الواحد، مسلمين ومسيحيين، معتبرا ذلك التقرير تدخلا غير مقبول في الشؤون الداخلية لمصر.