** إذا كان القلب مفتاح العاطفة عند الانسان يستخدمه البوصلة التي تحدد مسار حياته الخاصة.. وتحقيق ما يتطلع إليه من أحلام كان العقل هو الوسيلة الأساسية والتي لا يمكن الاستغناء عنها في تحقيق هذا الحلم.. وهو أيضا طريقه إلي اضافة منارات مضيئة للحضارة.. احتفظ التاريخ بآلاف الأسماء الذين اصطدموا بالمعضلة.. ونجحوا في البحث عن الحل.. وربما ضاعت ملايين أخري.. حاول أصحابها الوصول إلي الحل.. ولكنهم سقطوا في منتصف الطريق.. بعد أن رسموا طريق الحلم.. من الأوائل ارشميدس ونيوتن وابقراط واديسون وابن خلدون وابن الهيثم وغيرهم.. ومن الآخرين عباس بن فرناس والذي استرشد بالطير وصنع جناحين ضخمين.. صاعدا لأعلي الجبل.. محاولا الطيران ليسقط من ارتفاع شاهق يموت لكنه يسجل السطر الأول في معجزة الطيران.. التي اختزلت المسافات من الشهور والأيام إلي الساعات. ** فهذه العقول كما يقول أعضاء جمعية بنك الأفكار الجديدة بالحسينية شرقية في النشرة التي وصلت العديد من رجال الاعلام .. ووصلتني بينهم لأقرأها باهتمام.. تؤكد علي حقيقة من كثر وضوحها وأهميتها وتأثيرها نكون قد نسيناها أو أهملناها.. من المعروف ان الانسان في أول حياته ورحلته علي الأرض.. كان لا يعرف الكلام.. السكن.. الملبس.. الزواج.. العيش في جماعات.. الزراعة الصناعة.. النقود.. الوظائف والأعمال.. الشهور والأيام والساعات.. القوانين والتشريعات.. المصالح والوزارات وغير ذلك ثم أوجدها باستخدام عقله.. وسعيا لحل مشكلة حقيقية قابلته.. لتصبح في النهاية ملكا للبشرية كلها.. وان اختلف طابعها من مكان إلي مكان.. وكمثال وحيد.. نذكر النار والهواء والماء والفحم ثم الكهرباء.. وحتي الوقود الذري.. وتضيف الجمعية في طرحها أن تقود الحياة علي الأرض من البداية وحتي الآن ثم عن طريق الأفكار الجديدة التي يشارك فيها كل انسان يعيش علي سطح الكرة الأرضية.. ونحن نضيف الي ذلك انه اذا ما احيطت هذه الأفكار بالسرية والخصوصية في مرحلة ما.. فإنه لابد أن يأتي اليوم لتكون ملكيتها للبشرية جمعاء.. تحافظ علي حقوق الملكية الفكرية.. وقد تتعرض للنسخ بالتقليد ثم الاضافة في روافد كبري للانتاج تبدأ من البيوت.. وتنتهي بالجمعيات الصناعية الكبري.. هكذا برعت سويسرا في احتلال قمة صناعة الساعات بالعالم.. وهكذا صنعت اليابان وكوريا والصين وسنغافورة.. تميزا في الانتاج جمع بين الجودة والسعر الرخيص ليجبر الدول الصناعية الكبري علي إعادة النظر في سياساتها الانتاجية.. وما تدفع به الاسواق.. وان كان هذا لم يمنع الاعتماد الشعبي والتقدير الخاص بعمومية الاسم الأول علي صفوف المنتج الواحد مثل إطلاق فقط فريجيون علي الثلاجة الكلينكس علي المناديل الورقية وغير ذلك كثير. ** الجمعية التي كونها شباب الحسينية والمشهرة من قبل مديرية التضامن الاجتماعي بالشرقية شعارها جيل جديد يكتب تاريخا جديدا.. وتسعي في تقديرنا لتلبية ما يشهده الوطن من حراك اجتماعي ورغبة في تحقيق نهضة كبري يستكمل بها تاريخ مجيد.. كانت مصر "بوجهيها البحري والقبلي" مكانا لأول حضارة مستقرة علي الأرض وذلك بالتنقيب عن عاملي الأفكار الجديدة من دور تحتاج إلي من يكتشفها ويرعاها ويزيل العقبات أمامها.. حتي يتجدد الموج في البحيرة الراكدة والماء في نهر المستقبل ولم تترك أي مجال إلا وترحب باستقبال المواطن اصحاب الفكرة من التعليم حتي الاعلام وستقوم بمساعدتهم لتسجيلها في الجهات المختصة ونشرها علي حفظ الحقوق الأدبية والمادية وصولا إلي انشاء وزارة للأفكار الجديدة هي الهدف الأول التي تطمح الجمعية من خلال تحقيقه بالفوز بجائزة نوبل للعلوم. ** وإذا ما ناقشنا الوضع الحالي للمبتكرين وأصحاب الأفكار الجديدة فأنت تجد كلاما كثيرا يكتب ويقال عن رعاية الموهوبين في مراحل التعليم المختلفة وكانت مدارس زمان تحرص علي ترجمة النظريات والمعادلات إلي ابتكارات ينفذها الطلاب في معامل العلوم والكيمياء وتكون المحور لمعرض النشاط المدرسي يضع الطلاب الموهوبين علي أول طريق التعامل مع البحث العلمي وتناول مشكلة ما.. ثم السعي لحلها في المعمل بعيدا عن نظرية ألف ليلة.. لاستخراج الذهب من النحاس.. أما هؤلاء الذين يقولون وجدتها مثل ارشميدس ونيوتن فليس أمامهم سوي إدارة الابتكارات بأكاديمية البحث العلمي لتسجيل الاختراع والبحث عن مساندة لتطبيقه ثم يلجأون إلي الصحف والفضائيات.. يتقدمون عند المناسبات لتقديم اختراعهم ويؤكدون جدواه وربما لجأ البعض الي طلب التمويل من جهات خارجية وربما وجد القليل آذاناً صاغية من بعض المسئولين في جهات الانتاج والخدمات ليخرج الاختراع من صورته المعملية إلي مجال التطبيق الواسع وربما كان هذا المبتكر من شباب الخريجين الذين يجدون مساندة معقولة للبدء خطوة خطوة من الصندوق الاجتماعي أو صناديق التمويل بالمحافظات وربما نجح صاحبه في تسويق اختراعه مع اتساع المجال الآن علي شبكة المعلومات الدولية ولكن تظل الحقيقة صادمة.. في ان نسبة كبيرة من هذه الابتكارات تدفن في عقول اصحابها لعدم تطبيقها وربما لأنها مطبقة بالفعل في مجتمع آخر.. وما حدث هنا يعتبر نوعا من التقليد.. يتطلب توفير قاعدة بيانات متكاملة من قبل وزارة البحث العلمي يمكن للشباب الموهوب الاطلاع عليها حتي لا يضيع جهده ووقته لابتكار شيء قديم.. وكذلك يعاني المبتكرون من الروتين الصعب جدا.. عند تسجيل الابتكار وربما التهوين عن جهة التحكيم.. ناهيك عن صعوبات وعقبات التسويق وهي قضية محورية تواجه شباب الخريجين في مجالات أخري. ** واستعيد عبارة شهيرة للمعلق الرياضي الشهير الكابتن حمادة امام عندما ينفعل بإحدي الجمل التكتيكية في دائرة ال ..18 قائلاً.. الله مين يقابل.. ثم يتنهد يا خسارة.. الكرة تعدت المرمي.. ان اصحاب الأفكار الجديدة "وليست كلها ابتكارات بالطبع" يحتاجون إلي من يقابلهم.. ويستمع إليهم.. ولا يقلل من قيمة ما ينتجه عقلهم أو ما توصلوا اليه من جهاز يحل مشكلة ويجعل الحياة أفضل.. ولذلك نرقب باهتمام الدور الذي يقوم به بنك الأفكار.. ومتابعة أفكارهم لإنقاذها من الروتين عند التطبيق.. خاصة ان الأزمات التي نعاني منها.. محدودة الملامح.. ومتشابهة الوسائل.. ولدي الجهات المسئولة ملفات متكاملة بها حصاد مخلص مفكر وبحث.. وان الفكرة الجديدة هنا.. قد تكون الجملة التي تحمل السطر الأخير من الحل.