أكد سامح شكري وزير الخارجية إن ما تمر به السودان من تحديات داخلية أوضحت "بالغة التعقيد" قائلا: "إننا نتابع بمزيج من القلق والأسي الأحداث في السودان. فإن كل دماء هذا البلد الشقيق غالية. اضاف في كلمته باجتماع الشركاء الاقليميين للسودان باديس أبابا أمس ان السبيل الوحيد للحل هو العودة إلي الحوار الشامل الجامع بين مختلف القوي السياسية في السودان والتوصل لحل سياسي يرضي جميع الاطراف ويحقق تطلعات الشعب السوداني ويحافظ علي امن وسلامة السودان ومقدراته ومؤسساته ووحدته. إن الخلاف والتناحر لن يفضي إلي الحل المنتظر لبناء مستقبل جديد للشعب السوداني. أوضح ان ما يمر به السودان الشقيق من ظروف استثنائية حالية تتطلب تكاتف وتنسيق الجهود الاقليمية لوقف حالة الاحتقان الراهن علي الساحة السودانية والعمل علي تصفية الاجواء وتهيئتها للمضي قدما بالحوار بين الاطراف السودانية لتحقيق الانتقال الديمقراطي المنشود وبما يضمن الحفاظ علي مؤسسات الدولة ويلبي تطلعات ورغبات الشعب السوداني الشقيق في رسم مستقبل واعد لبلاده. اكد "شكري" ان تحرك مصر يأتي من واقع مسئوليتها كرئيس حالي للاتحاد الافريقي ودورها تجاه دول الجوار خاصة السودان. وأخذا في الاعتبار العلاقات والروابط التاريخية الراسخة والأزلية التي تربط بين شعبي وادي النيل. والمسئولية تقع علي عاتق كل منا للمساهمة بفاعلية في تقديم كافة أوجه الدعم والمساندة للسودان وتخفيف وطأة الضغوط والتدخلات الخارجية. وعدم ترك الساحة خالية مما يضعف الجبهة الافريقية ويفرض عليها حلولا خارجية لاتعبر عن تطلعات شعوبها وتزيد من تفاقم الازمات فيها. ولفت الي ان هدفنا هو ارسال رسالة دعم للأشقاء في السودان وادراكا منا لخصوصية الشأن السوداني ولاهمية اغلاق الباب أمام اية تدخلات خارجية والتأكيد علي أهمية التوصل لحل من صنع السودانيين انفسهم عبر استئناف الحوار والمفاوضات الشاملة بمشاركة كافة الاطراف السودانية وبما يضمن نجاح العملية السياسية في اجتياز الظروف الراهنة ووضع تصور متكامل لادارة المرحلة الانتقالية. قال وزير الخارجية اننا نأسف للتطورات التي شهدتها الساحة السودانية وما اسفرت عنه من تعليق عضوية السودان في الاتحاد الافريقي كدولة شقيقة ذات دور نشط اقليميا وساهمت بخطوات ايجابية عبر مراحل تاريخها في احلال السلام علي مستوي القارة مشيرا الي ان الشعب السوداني شعب مثقف وواعي ويدرك أهمية ودور مؤسساته الوطنية. ونحن علي يقين بأنه سيحمي ثورته ويجني ثمارها. ان هذا الشعب العظيم الذي خرج في ثورة سلمية من أجل التغيير لديه من القدرة والمسئولية الوطنية ما يخوله للوصول ببلاده إلي بر الامان والمضي قدما لتحقيق طموحاته وآماله. ورحب "شكري" بالجهود التي يقوم بها كل من "موسي فقيه" رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي. و"أبي أحمد" رئيس وزراء اثيوبيا ورئيس تجمع الايجاد لاستئناف الحوار بين الاطراف السودانية. ونؤكد حرصنا التام علي الاستفادة من كل هذه الجهود الحميدة وتحقيق تكاملها وترابطها من اجل دعم الشعب السوداني في تحقيق طموحاته. اكد ثقته في قدرة الشركاء الاقليميين للسودان علي السعي لتأمين تطلعات الشعب السوداني نحو تحقيق التحول الديمقراطي بما يؤدي لارساء نظام ينعم بالتنمية والاستقرار والرخاء ويحافظ علي مؤسسات الدولة الوطنية الممثلة لكافة اطياف ومكونات المجتمع السوداني.