من هو "اللهو الخفي" الذي سيشعل حرباً في منطقة الخليج.. ومن الذي يدبر وينفذ التفجيرات والاعتداءات ضد ناقلات البترول في مياه الخليج وقرب مضيق هرمز وفي بحر عمان. والعالم يتابع في قلق تطورات الأوضاع في هذه المنطقة الحساسة من العالم في ضوء اعتداءات متكررة ضد ناقلات النفط لرفع أسعار البترول في الأسواق العالمية. الولاياتالمتحدةالأمريكية أعلنتها صراحة علي لسان وزير خارجيتها بأن إيران هي المسئولة وتملك شرائط فيديو وأدلة تثبت ذلك. وإيران بالطبع تنفي وتنكر وتراوغ وتؤكد أن لا صلة لها بهذه التفجيرات. وما تقوله إيران الآن لن يقنع الولاياتالمتحدةالأمريكية لأنها لا تعتقد في وجود "اللهو الخفي" وإنما في الأدلة والتحقيقات التي تكشف عن مسئولية إيران. والغريب أن الدول المسئولة عن ناقلات النفط والتي تملكها لم توجه بشكل قاطع اتهاماً لإيران واكتفت بالقول انها في انتظار التحقيقات. والعالم الذي تقوده واشنطن لن ينتظر طويلاً أن تستمر تفجيرات ناقلات النفط ولابد أن يكون هناك من سيدفع الثمن ومن سينال العقاب.. ومن سيحصل في المقابل علي المكافأة.. وتوجيه ضربة لإيران سيكون عملاً محتملاً.. وحصول أمريكا علي المكافأة سيكون مضاعفاً.. وكله بالتفاهم والتراضي والتمثيل. *** والقاتل السافل الإرهابي النازي العنصري نتاج التطرف والأفكار المجنونة والذي قتل 51 مسلماً في مارس الماضي يواجه الآن المحاكمة في نيوزيلندا. والقاتل الوقح الذي حمل الرشاش وصورته الكاميرات وهو يطوف ببرود وتلذذ ممسكاً بسلاحه الآلي ليحصد أرواح المسلمين في مذبحة نيوزيلندا في مسجد مدينة كرايست تشيرش وقف أمام هيئة المحكمة يبتسم وهو يعلن أنه بريء وغير مدان..!! ومن حقه أن يبتسم لأن يعلم أن القانون هناك يخلو من عقوبة الإعدام وأنه سيقضي عدة سنوات في السجن ليعود بعدها حراً طليقاً تدعمه المنظمات اليمينية الأوروبية وترعاه وتوفر له الحماية والثراء وتعامله علي أنه من الأبطال..! والقاتل السافل يبتسم لأنه وجد من يصفق له ويدافع عنه ويوجه أصابع الاتهام إلي المسلمين..!! القاتل السافل هو نتاج ثقافة عنصرية تتزايد وتنتشر في معاداة واضحة ساخرة للإسلام والمسلمين أصبحت خطيرة ومغلقة ومدمرة للحضارة الغربية نفسها..! *** ونعود للشأن المحلي ونصفق ونوجه التحية لجهاز الكسب غير المشروع بوزارة العدل الذي يلاحق قضايا للفساد والاستيلاء علي المال العام. والمستشار عادل السعيد مساعد وزير العدل لشئون الكسب غير المشروع يقول إن الجهاز نجح في استرداد أصول ومبالغ مالية تصل إلي 9 مليارات جنيه من خمسة متهمين مجمدة أموالهم. ونجاح الكسب غير المشروع في استعادة أموالنا المنهوبة والمهربة بهدوء وبصبر هو نتاج لفلسفة وفكر في اقناع الذين استولوا علي هذه الأموال بغير حق في إعادتها أو جزء منها إذا كانوا يريدون فعلاً العودة من جديد للمجتمع وأن يكون هناك تصالح وتجاوز عن الماضي وأيام النهب والفوضي. *** ونكتب عن موسم الهجوم علي إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي ويحزننا في ذلك أن هناك إصراراً لدي البعض علي نبش الماضي واصطياد الأخطاء والهفوات لتشويه رموز الأمة وعلمائها. والتشكيك في قدراتهم ووطنيتهم وعطائهم. وإمام الدعاة الشيخ الشعراوي ليس فوق النقد. ولكن هناك مساحة كبيرة من التباعد ما بين النقد والهدم. وما يتعرض له الشيخ الشعراوي ليس نقداً وإنما هدم وتشهير بداعية اجتهد وكان له أسلوبه الخاص في التفسير للقرآن ولم يكن يوماً داعية لعنف أو تطرف في الدين. الإمام الراحل قيمة ورمز وقامة. واستمرار موجات الهجوم المنظمة عليه تؤكد وتعكس قيمته ومكانته حتي بعد وفاته بسنوات وسنوات.. فالعظماء لا يموتون وتزداد حاجتنا لهم حتي يبقي الأمل قائماً.. ومعالم الطريق واضحة. *** ونكتب أيضاً عن الأطباء الذين أصبحوا كما قال أحد كبار الأطباء في مقابلة تليفزيونية ضحايا لمعاملة غير آدمية "عايزين نعرف احنا تبع وزارة الصحة ولا الحكم المحلي"..! وكان الطبيب يتحدث في ذلك عن الجزاءات التي توقع بالجملة علي الأطباء من موظفي أجهزة الحكم المحلي في المحافظات.. وهو الأمر الذي دفع نحو أربعة آلاف طبيب للاستقالة من العمل في وزارة الصحة كما يقول الدكتور أسامة عبدالحي وكيل نقابة الأطباء. والواقع أن الطبيب أصبح هو الهدف الأسهل في تلقي الاتهامات والطعنات من الجميع.. والمهنة كلها في حاجة لمراجعات ومراجعات فالأطباء المهرة يتناقصون.. والطب لن يعد رسالة إذا لم يكن هناك حلول واقعية لمشاكل الأطباء وتقدير مناسب لمكانتهم وقيمتهم. *** وأخيراً نكتب عن درس يأتينا من السيدة سارة ماكابي المتحدث باسم البيت الأبيض. فالسيدة ماكابي أعلنت استقالتها مع نهاية هذا الشهر للتفرغ لتربية أطفالها "إن أهم وظيفة لدي علي الاطلاق هي أن أكون أماً لأطفالي"..! والتصريح الذي أطلقته ماكابي نهديه للذين يغفلون دور الأم في التربية والذين لايدركون أن أهم وظائف المرأة هي أن تكون أماً صالحة.. فلا مجتمع سليماً بدون أمهات يدركن مسئولياتهن ويعرفن معني التربية.. إنها الرسالة الخالدة في كل زمان ومكان.