الغفار والغفور والغافر هذه كلها من أسماء الله الحسني. جاء في القرآن الكريم من سورة غافر "غافر الذنب" وفي سورة الكهف وربك الغفور ذو الرحمة وفي البروج وهو الغفور الودود وفي الحجر: نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم" وفي سورة طه: "وإني لغفار لمن تاب" وفي سورة نوح: "استغفروا ربكم انه كان غفارا" وفي الزمر: إلا وهو العزيز الغفار". وفي معني هذه الأسماء قال الإمام الغزالي: الغفار هو الذي أظهر الجميل وستر القبيح بمعني أن الله يغفر الذنوب ويتجاوز عن المعاصي. إذ الذنوب من جملة التي سترها بإرسال الستر عليها في الدنيا والتجاوز عن عقوبتها في الآخرة. يقول الدكتور طه حبيش الستر يتركز في أنواع ثلاثة أولا أن الله عز وجل ستر الانسان في بدنه. ثانيا: أن الله ستر الانسان في مجال خواطره ووساوسه النفسية وما ذلك إلا أنه قد جعل مستقر خواطره المذمومة وإرادته القبيح ستر قلبه حتي لا يطلع أحد علي ستره ولو انكشف للخلق ما يخطر بباله في مجال وساوسه وما ينطوي عليه ضميره من الغش والخيانة وسوء الظن بالناس لمقتوه بل سعوا في هلاكه وأهلكوه.. فالله ستر عن غيره اسراره وعوراته. ثالثها ما يتصل بمخالفة المكلف لمنهج ربه وما يترتب علي ذلك من تراجع المكانة عند الله وبين الناس. والانسان يتعلم من معاني هذه الصفات ان يستر عيب اخيه ولا يتجسس عليه ولا يغتابه قال صلي الله عليه وسلم من ستر علي مؤمن عورة ستر الله عورته يوم القيامة بهذه الكلمة نكون قد أتينا علي آخر الحلقات في شرح أسماء الله الحسني والمستوحي من كتاب العالم الجليل الدكتور طه حبيشي الأسني في شرح اسماء الله الحسني" طفنا من خلاله ووقفنا أمام معاني اسمائه سبحانه وتعالي وعلمنا أن اسم الله الأعظم هو في "الحي الفيوم" وفي قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. ولعلي أكون قد أديت بتلك الاشارات المتواضعة وبينت الجهد العظيم الذي يبذله العلماء في تعريف الناس بديننا الحنيف وبذل الجهد والعقل والنفس لتقديم الاسلام المصفي إلي عقول الباحثين عن الحق والخير والسلام. وشكرا للقارئ العزيز وكل عام وأنتم بخير.