المغفرة من الله تعالى ستر للذنوب، وعفوه عنها بفضله ورحمته هو الذي يستر الذنوب، المتجاوز عن الخطايا والعيوب بفضله مهما كان مقدارها ومهما تعاظمت النفس وتمادت في جرمها وعصيانها، فهو سبحانه يغفر الكبائر والصغائر جميعها. وقال سعيد بن وهف القحطاني في كتابه "شرح أسماء الله الحسنى"، شارحا معنى اسم الله "الغفار"، الذي ذكر في الآية الكريمة، "وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى"، طه. الغفار: هو من يغفر الذنوب الكثيرة، وهو مخصص للذنوب الشديدة التي قد لا يتخيل العبد أن الله سيغفرها له، ومن كمال عفوه أنه مهما أسرف العبد على نفسه ثم تاب إليه ورجع غفر له جميع جرمه صغيرة وكبيرة. فالله تعالى "الغفار"، يغفر في الماضي، ويغفر الآن، ويغفر في المستقبل، ويغفر بالمعنى المصدري في كل زمان ومكان، هو غفار، وما أمرك أن تستغفر إلا ليغفر لك، وما أمرك أن تدعو إلا ليستجيب لك. أما الفرق بين غافر وغفار، وبين غفار وغفور، فهي الصيغة العادية والمبالغة، حينما تأتي بعض أسماء الحسنى بصيغة المبالغة، ويغفر لأكبر ذنب يرتكبه الإنسان، مبالغة كمًّا أو نوعًا، بدليل قوله تعالى: "نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ"، الحجر.