*** مازال العالم يتابع تطورات الموقف في منطقة الخليج العربية. وهل هناك احتمالات لحرب فعلية بين إيرانوالولاياتالمتحدةالأمريكية أم أن ما يجري هو عملية خداع استراتيجية من الطرفين لتحقيق مكاسب بدون حرب..! ولأن كل التجارب السابقة أوضحت أن هناك خطوطا سرية مفتوحة وقائمة بين واشنطن وطهران فإن ذلك ما يدفع عدداً كبيراً من المحللين والمراقبين إلي التأكيد علي أن الحرب مستحيلة وأن الطرفين يتلاعبان "بمشاعر" دول المنطقة ومخاوفهامن الحرب. وفي سياق الحبكة والإثارة فإن رئيس الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلام يقول في تصريح علي شاكلة تصريحات ديكتاتور العراق صدام حسين الذي أعدموه بعد أن مزقوا بلاده واحتلوها "ان بلاده قادرة علي تحويل المنطقة لساحة من النار"!! والتهديد الذي أطلقه رئيس الحرس الثوري الإيراني هو تهديد "أجوف" بعيد عن الواقع والمقاييس العسكرية. وبلاده لن تجازف بالدخول في حرب وليس في مقدورها منع تدمير إيران قبل أن ينطلق منها صاروخ واحد علي دولة مجاورة أو يهدد سلامة الملاحة الدولية أو يتعرض للأسطول الأمريكي. فالحرب الجديدة ليست حربا للمدفعية والدبابات والمشاة أو مواجهات بين سفن البحرية ومناورات هنا وهناك لأنها حرب تدار عبر الأقمار الصناعية وبالأسلحة الذكية الموجهة وبأدوات دمار وتدمير لا نملكها ولن يسمحوا لنا حتي بالتعرف عليها. وقد حدث ذلك من قبل مع العراق عندما ضربوا من الجو ومن البحر ودون أن يدري الجيش العراقي من أين تأتيه الضربات التي مزقت كل أوصاله دون أن يبدأ في التحرك..! ولأنها حرب من هذا النوع. فإنها حروب تأديبية إخضاعية في مجال- التجارب لأسلحة جديدة غير مرئية. وتجارب مضمونة لأن المقاومة أمهامها معدومة. وإيران تدرك ذلك جيداً.. وإيران لن تدخل حربا. وإيران لن تشعلها نارا.. وأي حرب في المنطقة لن تأكل الأخضر واليابس كما يحذر سفير إيران لدي الكويت محمد إيراني.. فأي حرب جديدة ستعيد إيران إلي الوراء عشرات السنين.. وهذا ما لا تريده الولاياتالمتحدة أيضاً.. فهم يريدون إيران قوية لمصالح وأهداف مشتركة مرحلياً. *** والمملكة العربية السعودية تتعامل مع هذه التهديدات والمخاوف علي محمل من الجد.. فهناك إدراك ووعي بأنه في السياسة لا توجد حقائق مطلقة ولا حسابات دقيقة.. ولا ثوابت ولا منطق. والملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين وجه الدعوة للقادة العرب ولقادة دول مجلس التعاون الخليجي لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين في مكةالمكرمة يوم الخميس 30 مايو الجاري. والملك سلمان يريد أن يقول إن الوضع خطير.. وقد لا تكون هناك حرب ولكن هناك خطر وتهديدات ومتغيرات تستدعي موقفا عربياً موحدا وأن يكون هناك تقارب في الرؤي وتنسيق وتناغم في الأدوار. وقمة مكة في رمضان هي قمة التآلف والعودة للجذور.. العودة إلي التضامن في مواجهة الأزمات.. والعودة إلي الجسد الواحد.. وقد تكون قمة الخير بعد سنوات من التباعد والاختلاف. *** ونترك طبول الحرب تواصل دقاتها في منطقة الخليج ونعود للشأن الداخلي ونتحدث عن جهود إدخال الغاز الطبيعي إلي البيوت. وقد حدثني أحد المواطنين عن صعوبة أو استحالة وصول وإدخال الغاز الطبيعي إلي "الكومبوندات" في التجمعات والمدن السكنية الجديدة حيث قال إنهم كسكان وملاك بهذه المناطق توجهوا مرارا وتكرارا إلي شركات الغاز الطبيعي طالبين إدخال الغاز إلي "الكومبوندات" والمناطق التي يقيمون بها. وفوجئوا بأن شركات الغاز تتحدث عن أرقام خيالية ومبالغ هائلة يجب أن تسدد لهذه الشركات قبل البدء في عمليات الحفر. فشركات الغاز تتعامل مع هذه التجمعات السكنية المغلقة علي أنها يجب أن تسدد أولاً قبل التعاقد وأن يكون التسديد جماعياً وليس فردياً وهو أمر يصعب حصوله لأن العديد من الوحدات السكنية من فيلات وشقق مازال مغلقا وأصحاب هذه الوحدات يرفضون الدفع أو يتواجدون خارج البلاد. وقال هذا المواطن إن المشكلة الأكبر أمام موافقة الملاك علي قبول التعاقد مع شركات الغاز تكمن في أن شركة الغاز لا تقوم الآن بإعادة الشئ لأصله بعد إتمام الحفر وإدخال الغاز ويتركون الشوارع بدون إعادة رصف و"سفلته". وتظل علي هذه الحال لأن الملاك لا يقدرون علي ذلك وليس لديهم الأموال اللازمة لإصلاح الشوارع. وأمام هذا الواقع العملي.. فإن الغاز الطبيعي علي هذا النحو لن يصل إلي هذه المناطق أبدا.. وسيصل إلي كل العشوائيات قبل أن يكون موجودا في "كومبوندات" المدن الجديدة! ** ومن حواراتنا وقضايانا ننقل عن الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء قوله "إن تقصير الثياب وإطلاق اللحي مجرد عادات لم يفرضها الإسلام.. وليست عبادة". والكلام واضح وصريح ومنطقي.. والكثير من العادات والتقاليد وما كان ممكنا وأسلوبا في الماضي لا يصلح الآن.. وإلا لكان علينا أن نرفض استخدام السيارات.. وننتقل بالدواب والجمال.. ونقول إن هذا ما كان متبعا أيام الدعوة ولدي الصحابة.. إسلامنا وديننا أكبر من كل تلك المظاهر. *** وأدعو رجال الإعلام في الصحف والمواقع الإلكترونية إلي التوقف عن نشر جرائم زنا المحارم وما يشابهها من جرائم شاذة غريبة.. انشروا الفضيلة والأخلاق وابحثوا عن جوانب الحق والخير والنخوة.. فهذا ما يمثل حافزا وقدوة ويبني وطنا قويا متماسكا.. وأفيقوا يرحمكم الله.