جماعة الإخوان الإرهابية المنحلة تأسست عام 1928 كجماعة دينية سلمية لها أهداف دعوية وتم دخولها المعترك السياسي للبلاد في الأربعينيات من القرن المنصرم وبدأت في استخدام العنف لتحقيق مآرب سياسية.. ومع تغلغلها أكثر في نسيج المجتمع المصري وصدامها المباشر مع السلطة اتسعت مساحة العنف وهنا بدأت مرحلة تثبيت الشخصية السياسية للجماعة لأن حسن البنا قرر إنشاء التنظيم الخاص أو الجناح العسكري للإخوان عام 1940 ليبدأ نشاطه داخل الجامعة لتجنيد الشباب الصغير وتربيته فكرياً وعسكرياً وبعدها يقسم علي البيعة للمرشد ثم بدأت مرحلة الاغتيالات برئيس وزراء مصر أحمد ماهر عام 1945 ثم المستشار والقاضي أحمد الخازندار عام 1948 وبعده بشهور لقي محمود فهمي النقراشي مصرعه أمام ديوان وزارة الداخلية مما أدي لاتخاذ الملك قراراًَ بحل جماعة الإخوان في أول ديسمبر عام 1948 ومصادرة أموالها واعتقال الكثير من أعضائها ما عدا مرشدهم حسن البنا والذي لقي مصرعه بسبع رصاصات قاتلة عام 1949 لدي خروجه من مقر جمعية الشبان المسلمين بشارع رمسيس حالياً حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بعد 4 ساعات بمستشفي القصر العيني ويعتبر الإخوان ذلك مناسبة للبكاء والرثاء عليه ومنحوه لقب الإمام دون سند من علم أو واقع لتدرك حجم الزيف الذي تعرض له العقل المصري علي يد تلك الجماعة وأدوات دعايتها علي مدي سنوات طويلة حيث تزعم السلمية وهي التي استدعت أفكار التكفير وتجهيل المجتمع والتفرقة بين أبنائه وإباحة قتل المسلمين غير المنتمين للجماعة الإرهابية علماً بأن حسن البنا هو من أطلق مصطلح أن الدين هو الوطن.. أو بمعني أدق إلغاء فكرة الحدود بين الأوطان الإسلامية وزادت الجماعة الإرهابية من عملياتها في مصر حيث حاولوا اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر بميدان المنشية بالإسكندرية ثم الاغتيال الفعلي للرئيس أنور السادات عام 1980 وتوالت تلك الأعمال والهجمات علي جهاز الشرطة والأقباط والسياح الأجانب لأن تلك الجماعة ليس عندها فرق بين تدمير الدولة وإحداث الفوضي بها. والمهم هو إسقاط الدولة المصرية لأن فكرها الحالي هو تفكيك المجتمع المصري من خلال عدة طرق أهمها التشكيك في الدولة من خلال اتهامها بالفساد والتعصب وعدم مصداقية مؤسسة العدالة وكذا عن طريق الإيحاء بضعف الاقتصاد وعدم جدوي معالجته وأخيراً عن طريق تفشي العنف والإرهاب. ومن الواضح للجميع أن منطق جماعة الإخوان الإرهابية هو اتباع أسلوب الكيل بمكيالين كما أنها تفرح بالمصائب وتظهر الشماتة في الموت ويتبني نفس الفكرة مناصروهم سواء كانوا 6 إبريل أو الاشتراكيين الثوريين أو قيادات الجمعية الوطنية للتغيير.. وتستخدم الجماعة الشائعات لإحداث بلبلة بين الأسرة المصرية الواحدة بالمجتمع وأهمها الشباب وإيقاع الفتنة وسفك الدماء بين أبنائها بغرض هدم مؤسسات الدولة واستهداف ثقة المواطنين فيها باستغلال الشبكة العنكبوتية كمنصات إلكترونية لهم وذلك بتوظيف فرق ومجموعات لها مهام محددة تحركها أهداف مشبوهة وخطط مرسومة لخدمة المؤامرة الكبري. ويؤكد الواقع ان المظهر الديني كثيراً ما يكون خادعاً.. ألم يكن الرجل الذي ألقي بالأطفال من فوق السطح بالإسكندرية من أصحاب الذقون وتملأ الزبيبة جبهته؟ والبلكيمي السلفي الذي أجري عملية في أنفه وخشي أن يلومه زملاؤه فادعي كذباً ان اللصوص اعتدوا عليه وكسروا أنفه.. ألم يكن من اصحاب الذقون وتملأ الزبيبة جبهته؟ والرجل السلفي الذي ضبطوه في سيارته عام 2012 في الطريق الزراعي مع إحدي الطالبات في وضع يعاقب عليه القانون.. ألم يكن من اصحاب الذقون وتملأ الزبيبة جبهته؟ أقصد باختصار ان الجلباب والذقن والزبيبة هي نوع من التدين الشكلي ولا يمكن ان يكونوا دليلاً علي الإسلام الصحيح.. أما التدين الحقيقي فهو المعاملة الحسنة للناس وخدمة الإسلام والمسلمين لوجه الله دون غرض. وأخيرا فقد سبق ان حذر الكثيرون من فقهاء الدين الاسلامي من كارثة "السمع والطاعة" التي هي أساس ثقافة جماعة الاخوان وايديولوجيتها الفكرية حيث ان هذا المبدأ يلغي عقل الانسان ويصادر إرادته بل يمكن ان يضر ويسيطر علي عقول وقلوب الشباب حيث لا مناقشة ولا مراجعة ولا نقد ولا حتي مجرد سؤال او استفهام وزعموا أن الولاء لقيادة الاخوان يكفر السيئات. والمصيبة ان قيادات الجماعة الهاربة طلاب سلطة وليسوا دعاة دين وكل ما يصدر عنهم يؤكد ذلك وهم يعيشون حالة من السفه السلوكي وينعمون بكل الخيرات في الدول التي تؤويهم وتستخدمهم للنيل من مصر ويدفعون شباب الجماعة إلي الهلاك وقد سقط الالاف من المصريين ضحايا بسبب تحريض قيادات الجماعة الشيطانية خلال السنوات الماضية. ** وفي مقالي التالي سيكون كيف العودة للصواب.. وللحديث بقية.