"لافتات الترحيب" بالضيوف هنا وهناك .. والأحياء الشعبية "تكسب"

موائد الرحمن .. "استثمار في الخير"

موائد الرحمن علامة مضيئة في الشهر الكريم تنتشر في ربوع مصر ولا تخلو منطقة أو شارع رئيسي منها. يتسابق أهل الخير علي إقامتها.
"الجمهورية" رصدت موائد الخير والتي انتشرت بكثرة في الأحياء الشعبية حتي أنك تجد أكثر من مائدة في نفس الشارع. وفي بعض المناطق لا تفصل بينها سوي أمتار قليلة.
المدن الجديدة لم تخل هي الأخري من موائد الرحمن ففي مدينة أكتوبر تجدها في الشوارع الرئيسية وأمام بعض المحلات. وتم إعدادها قبل رمضان بأيام تحمل لافتات كبيرة بعنوان "مائدة الرحمن ترحب بكم".
ففي شارع رمسيس يوجد أكثر من مائدة بعضها اكتفي أصحابها بوضع كراسي بامتداد الرصيف قبل الافطار بقرابة ساعة وبدأ رواد المائدة بالتوافد عليها. وآخرون قاموا بإقامة سرادقات كبيرة تزينت بفوانيس رمضان بعضها يتسع لمئات الأشخاص وأخري لعشرات.
رواد موائد الرحمن من الفقراء الذين وجدوا المائدة ملاذاً لهم لتناول وجبة إفطار مجانية قد لا يستطيعون تحمل تكلفتها. وآخرون من عابري السبيل الذين اضطرتهم ظروف السفر إلي التأخر وأدركهم موعد الإفطار.
في مشهد جميل يعكس حرص المصريين علي فعل الخير علي مختلف فئاتهم. اقام عدد من "الصنايعية" والشباب بمنطقة السبتية أمام مسجد سيدي محمد الأخرس مائدة رحمن بالتعاون مع بعضهم وتحمل التكاليف كل حسب استطاعته.
الأمر الجميل أيضاً هو التنظيم الجيد لمعظم الموائد وابتعادها عن إعاقة حركة المرور.
تحدثنا مع الشباب القائمين علي المائدة وقد انهمكوا في إعداد الإفطار مع اقتراب أذان المغرب والذين أكدوا ان إقامتهم للمائدة حرصاً علي فعل الخير في الشهر الكريم.
يقول أمير عزوز صنايعي: رمضان شهر الخير ولابد ان يحرص الجميع علي فعل ما بوسعه لكسب الثواب ومساعدة الصائمين موضحاً ان المائدة يتم إعدادها من خلال مساهمة كل شخص بمبلغ معين. ونتعاون سوياً للتنظيم وتقديم الطعام.
التقينا الحاج إبراهيم محمود من كفر الزيات والذي جلس بجواره نجليه وابنته الصغيرة قائلاً سافرت للقاهرة لأمر ضروري وأثناء مروري بالقرب من المائدة كان المغرب علي وشك الأذان فوجدت القائمين علي المائدة يطلبون مني تناول الافطار ويقدمون لنا الطعام.
سعيد بخيت من منطقة روض الفرج: موائد الرحمن فكرة جيدة وعمل خير ينتفع به الكثير من الناس فقد تصادف مروري بالقرب من المائدة ووجدت القائمين عليها يرحبون بي ويقدمون لنا الإفطار.
يقول حنفي إمام: كنت أعمل في الماضي في أحد الورش والآن لا استطيع العمل بسبب كبر سني معرباً عن فرحته بانتشار موائد الرحمن في الشهر الفضيل لتوفر الافطار للمارة وغيرهم.
يقول كريم الجابري أحد القائمين علي مائدة رحمن تحرص عائلتي منذ عام 1971 علي إقامة المائدة وافطار الصائمين فهو عمل خير مشيراً إلي أن أفراد العائلة هم من ينفقون علي المائدة ويتعاونون علي تنظيمها.