تزداد المخاوف من اندلاع حرب في الشرق الأوسط بسبب مواصلة الولاياتالمتحدة تعزيز ترسانتها العسكرية في المنطقة في اطار الحملة التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاخضاع النظام الايراني للشروط التي فرضها بعد انسحابه من الاتفاق النووي في العام الماضي. وقد تُجبر الدول العربية أو الغربية للانخراط بهذه الحرب. أعلنت واشنطن نهاية الأسبوع الماضي ارسال حاملة الطائرات الأضخم في العالم "أبراهام لينكولن" الي الشرق الأوسط. بعد يوم واحد من توقيع ترامب أمرا تنفيذيا بفرض عقوبات اضافية علي ايران تشمل قطاعات الحديد والصلب والألومنيوم والنحاس. تهدف لحرمان طهران من عوائد الصادرات المعدنية التي تمثل 10% من صادراتها. وشاركت "أبراهام لينكولن" منذ دخولها الخدمة رسميا في عملية عاصفة الصحراء عام 1991 ضد الغزو العراقي للكويت. وقادت المهام الموحدة في الصومال بين عامي 1992- 1993. كما شاركت في قصف السودان وأفغانستان عام 1998. وعادت مرة ثانية لتشارك في الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001. بالاضافة لمشاركتها في غزو العراق عام 2003. لكن هذه السفينة لا تمثل القوة العسكرية الوحيدة لواشنطن في منطقة الشرق الأوسط. اذ تملك واشنطن العديد من القواعد العسكرية التي تتوزع في دول الخليج العربي. ولديها قاعدتان عسكريتان في سوريا فضلا عن التواجد العسكري في الأردن وكانت واشنطن قد وقعت في مارس الماضي اتفاقية مع سلطنة عمان لتنظيم وصول السفن والطائرات الي مينائي الدقم وصلالة المطلين علي الخليج العربي عبر مضيق "هرمز" الموازي للسواحل الايرانية. في محاولة منها للحد من النفوذ الايراني في المنطقة. يشير التصعيد الأمريكي الأخير تجاه ايران لمجموعة من المصالح المشتركة بين أقرب الحلفاء اليها. وكان واضحا منذ وصول ترامب للبيت الأبيض الطريقة التي تعامل بها مع دول الخليج العربي, كما يهدف التصعيد الي التفوق علي أكثر الدول عداوة لواشنطن وهي روسيا التي تسعي لاستعادة نفوذها العالمي. لا يقف الأمر عند تحجيم النفوذ الايراني فحسب, بل تتجاوز الأهداف لحماية اسرائيل من أي تهديد عسكري ايراني محتمل قد تواجهه. حيث أشارت دراسة أعدها مركز أبحاث الأمن القومي الاسرائيلي الي أن منظومة الصواريخ الايرانية تعد أكبر مصادر التهديد الاستراتيجي ضد اسرائيل. مضيفة أنه في حال فشلت واشنطن في اجبار ايران علي فرض قيود علي تطوير منظومتها الصاروخية. فان طهران ستتمكن خلال العقد القادم من تطوير قدرات صاروخية تمكنها من ضرب أهداف عسكرية وبني تحتية. ومرافق حساسة في العمق الاسرائيلي بدقة متناهية. وتدخل روسيا الي قائمة الدول المستفيدة من الصراع الايراني الأمريكي في المنطقة علي الرغم من أنها تشكل حلفا مع طهران في سوريا يدعم الرئيس السوري بشار الأسد. فقد ساهمت حزمة العقوبات الاقتصادية التي أعيد فرضها علي طهران بارتفاع سعر النفط بنسبة 30% الأمر الذي يصب في مصلحة موسكو. كما أن الضغوط الأمريكية ستتيح لموسكو توطيد علاقاتها مع طهران أكثر من السابق. وقد تساعدهما علي تجاوز الخلاف فيما يخص الأزمة السورية.