** مع انطلاق شهر رمضان المبارك تتجه الأنظار إلي الشاشات التليفزيونية المختلفة بكل القنوات لاستطلاع الوجبات الدرامية والبرامجية التي أعدتها للمشاهدين بعد أن تحول رمضان من شهر للصيام إلي شهر الدراما والمسلسلات بعد أن امتلأت الشاشات بالعديد من الأعمال الدرامية والتي بدأ التنويه عنها قبل بداية رمضان بفترة كبيرة وأمام الكم الرهيب من الأعمال الدرامية وكثافة عرضها علي مختلف الشاشات لا يمكن متابعة هذا العدد من الأعمال وكم الإعلانات الرهيب الذي يحاصر المشاهدين ويفسد متعة المشاهدة ويبعث علي الملل وبالتالي لابد من وقفة حاسمة من جانب المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام بتحديد الفواصل الإعلانية في كل مسلسل ومدة هذه الفواصل حتي لا تطغي الإعلانات علي الدراما وبالتالي تفسد المشاهدة وتجعل المشاهدين يهربون من الشاشات إلي اليوتيوب لمتابعة الأعمال بدون فواصل. ** ورغم تناقص عدد الأعمال الدرامية المتنافسة في شهر رمضان لتقترب من 24 عملاً فقط هذا العام إلا أن المنافسة بينها ستكون شديدة وهو ما حدث بالفعل بالتسابق في عرض الأعمال الدرامية قبل بداية رمضان بيومين لتحقيق السبق وجني أكبر نسبة مشاهدة قبل بداية شهر الصيام والتراويح وحتي يتأقلم المشاهدون علي نوعية الأعمال التي سيتابعونها يومياً.. والملاحظ أيضا في دراما رمضان هذا العام اعتمادها علي الشباب واختفاء النجوم الكبار الذين اعتدنا تواجدهم كل عام فيغيب عادل إمام ويحيي الفخراني ويسرا وليلي علوي وإلهام شاهين وغيرهم ممن اعتدنا علي تواجدهم كل عام لنجد المنافسة شبابية بامتياز بين أحمد السقا ومحمد رمضان ومحمد عادل إمام وعلي ربيع ومي عز الدين وغادة عادل ودينا الشربيني وعمرو سعد وياسر جلال وعدد كبير من النجوم الشباب الذين استطاعوا أن يثبتوا تواجدهم ويحظوا بثقة المنتجين بأنهم سيحصدون نسبة مشاهدة كبيرة بالاضافة إلي مغالاة كبار النجوم في أجورهم وهو ما دفع المنتجين لإتاحة الفرصة للشباب وترشيحهم في بطولات قد تكون هي المرة الأولي لهم مثل الفنانة ياسمين صبري التي تخوض أول بطولة مطلقة لها هذا العام وبالتالي من المنتظر أن نري دراما مختلفة تنبض بروح الشباب ولكن هذا لا يعني أن تكون اللغة المستخدمة في الحوار دون المستوي أو بها ألفاظ ترفضها الأسرة المصرية التي تدخل إليها هذه المسلسلات بلا استئذان وبالتالي أمامنا فرصة لتصحيح مسار الدراما في السنوات الماضية بتقديم محتوي درامي يرتقي بالذوق العام ويبعد عن الإسفاف وهذا ما تسعي إليه لجنة الدراما بالمجلس الأعلي لتنظيم الإعلام بقيادة الإعلامي مجدي لاشين والتي أعلنت عن ضوابط تحمي الأسرة من إسفاف السنوات الماضية سواء في الإعلانات التي تذاع كفواصل داخل الأعمال الدرامية أو في الدراما فهل ستطبق لجنة الدراما ضوابطها وعقوباتها علي المخالفين أم ستغض الطرف أمام دعاوي حرية الإبداع التي يخرج بها البعض عندما نطالب بحماية الذوق العام.. فحرية الإبداع يجب أن تراعي المسئولية المجتمعية وما تفعله الدراما في المجتمع من تأثير كبير خاصة علي الشباب وأمام كثافة المشاهدة في رمضان ننتظر دراما مختلفة في الموضوعات ولغة الحوار تعيش مع الناس وليست دراما نراها مرة واحدة فقط وننساها ولنأخذ من الأعمال الكلاسيكية القدوة فمازالت أعمال مثل ليالي الحلمية وألف ليلة وليلة وغيرها من الأعمال تعيش معنا إلي الآن ولا يمكن نسيانها فهل يمكن تقديم مثل هذه النوعية من الأعمال وهذا يذكرنا بغياب الأعمال الدينية والتاريخية التي غابت بفعل فاعل فهل الدراما نوعية واحدة فقط وهي الاجتماعية وننسي باقي النوعيات مثل التاريخي والديني خاصة أن هذه النوعية من الدراما هي التي تناسب طبيعة الشهر الكريم بديلاً للأعمال الكوميدية التي لا تقدم معلومة مفيدة وكلها إفيهات واسكتشات أشبه بمسرح مصر خاصة أن معظم نجومها هم نجوم مسرح مصر. ** وإذا كنا نتحدث عن كلاسيكيات الدراما الرمضانية التي تعيش معنا إلي الآن فلا يمكن أن ننسي أغاني رمضان التي نتذكرها مع قدوم كل رمضان مثل أغنية رمضان جانا لعبدالمطلب ومرحب شهر الصوم لمحمد فوزي وحلو يا حلو وغيرها من الأغاني التي تم إنتاجها منذ عشرات السنين ومازالت تعيش بيننا إلي الآن ولم يتم إنتاج أعمال تضاهيها في الجمال والروعة إلي الآن فهل غاب الإبداع أم أن هذه النوعية من الإنتاج لم تجد من يتحمس لإنتاجها.